صحيفة: اللبنانيون يعودون إلى الشوارع

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

عاد اللبنانيون إلى التظاهر وسط بيروت الجمعة للمطالبة بحكومة مستقلة جديدة لإخراج لبنان من أزمته المتفاقمة، وسط تزايد الإحباط من الانهيار المالي في البلاد.

وقالت مجموعة من المتظاهرين في بيان “أمام الفشل الفاضح للسلطة على مستوى التحدّي الاجتماعي والاقتصادي، نرجع إلى الشارع بهدف فرض تشكيل حكومة مستقلّة عن أحزاب المنظومة الآن، ومن أجل بناء بديل عن النظام الحالي”.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن العميد المتقاعد جورج نادر، وهو أحد نشطاء الاحتجاجات، قوله “مستمرون في التحركات حتى إسقاط المنظومة كاملة”، موضحا أن “مسيرة اليوم هي الشرارة الثانية للثورة وستُستكمل غدا”.

وأغلق عدد من المتظاهرين في طرابلس (شمال)، الطريق السريع الواصل إلى بيروت، بالعوائق والحجارة، احتجاجا على الغلاء وتردي الوضع المعيشي.

وجنوبا، أغلقت عدة طرق في منطقتي “صيدا” و”الجية”، تنديدا بـ”الواقع المرير” الذي تمر به البلاد، وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة المحلية.

وتمثل الأزمة الاقتصادية في لبنان أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990. ومنذ اندلاع الأزمة في أواخر عام 2019، قضت على الوظائف وحرمت الناس من ودائعهم المصرفية وخفضت قيمة العملة بنسبة 85 في المئة، وزادت من خطر انتشار الجوع على نطاق واسع.

وتفاقمت مشاكل لبنان بعد انفجار أغسطس في مرفأ بيروت الذي دمر مساحات واسعة من العاصمة وأسفر عن مقتل 200، ودفع الحكومة إلى الاستقالة وترك البلاد بلا ربان في وقت يزداد فيه الانهيار المالي.

وظلت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب تقوم بتصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة، لكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الذي تمت تسميته في أكتوبر الماضي، على خلاف مع الرئيس ميشال عون ولم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة لإجراء إصلاحات مطلوبة بشدة للحصول على المساعدات الدولية.

وقال متظاهر مع عائلته طلب عدم نشر اسمه “جوعانين بكل بساطة، نشارك طبيعي، مكاننا هنا… الناس ليس أمامها مخرج ثان غير الشارع… هنا مكاننا، هذا الشعب الفقير هنا مكانه”.

ويأتي الاحتجاج بعد يومين من الهدوء النسبي منذ بقاء حواجز الطرق في جميع أنحاء البلاد لأكثر من أسبوع، عندما قامت مجموعات من المتظاهرين الغاضبين من هبوط العملة إلى مستوى منخفض جديد بإشعال الإطارات لإغلاق الشوارع.

وأدلى عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال بتصريحات علنية مثيرة للقلق الأسبوع الماضي، عن الوضع الأمني والمالي في لبنان.

وقال وزير الداخلية محمد فهمي “منذ ثلاثة شهور كنت ممكن أقول (الوضع الأمني) بدأ في التلاشي، لكن الآن الأمن تلاشى، كل الاحتمالات مفتوحة”، في حين حذر وزير الطاقة ريمون غجر من أن الأموال اللازمة للكهرباء تنفد وأن لبنان قد يشهد انقطاعا كاملا للكهرباء بحلول نهاية هذا الشهر. وعلى الرغم من التحذيرات، لم تشهد الجبهة السياسية أي تحرك.

ودفع عدم اتخاذ أي إجراء وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى القول إن الوقت ينفد لمنع انهيار لبنان، وإنه لا يرى أي مؤشر على أن الساسة يفعلون ما في وسعهم لإنقاذ البلاد.

وقادت فرنسا الجهود الدولية لإنقاذ لبنان، في محاولة لاستخدام نفوذ باريس التاريخي لإقناع السياسيين المتنازعين بتبني خارطة طريق للإصلاح.