أسئلة لم يجب عنها «الظواهري» في الإصدار الأخير لـ«القاعدة»

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

نشرت «وكالة السحاب» الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، إصدارًا جديدًا لزعيم التنظيم أيمن الظواهري بعنوان «الروهينجا جرح الأمة كلها».

ونوه تنظيم القاعدة عن الفيديو قبل نشره بعدة ساعات، ولكن البارز أن الإصدار المنشور في منتصف مارس 2021 لم يجب عن الأسئلة المطروحة حول حياة «الظواهري» وصحته، إذ استغل التنظيم الأحداث المتصاعدة في ميانمار بجنوب شرق آسيا إبان الانقلاب العسكري على الحكم في فبراير 2021، وازدياد معاناة مسلمي الروهينجا جراء تلك الأحداث، لصياغة فيديو دُمج خلاله صوت «أيمن الظواهري» ببعض اللقطات حول المسلمين بالمنطقة، ما أثار الشك في جدية التقارير حول وفاته وتعيين زعيم جديد للتنظيم أو اعتبار الإصدار مجرد مناورة للتنظيم للحفاظ على عناصره حتى ترتيب أوضاع الإعلان عن مستجدات القاعدة.

الإصدار المنتظر وزيادة الشكوك

لفتت وكالة السحاب الناشطة على الشبكة العنكبوتية إلى الفيديو قبل إصداره بقليل، مُعنونة إياه بأنه إصدار لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة حول أوضاع مسلمي الروهينجا، وبالتالي توقعت وسائل الإعلام والمتابعين لملف الحركات الإسلاموية بأنها عملية رد يقودها التنظيم حيال التسريبات الماضية بشأن صحة «الظواهري» وتعيين خليفة جديد للتنظيم.

ولكن أيمن الظواهري لم يظهر فعليًا في الفيديو ولكن وضع صوته فقط على مقاطع مصورة تضمنها الفيديو في دقائق معدودة من المدة الكلية للإصدار والتي بلغت 21 دقيقة، أي أن الظواهري لم يكن موجودًا كما توقع الكثيرون ولم يكن له خطاب بخصوص القضية، ولكنها مجرد كلمات عامة حيال الأزمة ككل.

اللافت في الفيديو هو أن أحاديث الظواهري والتي لا تتعدى بضع دقائق جاءت عامة حول معاناة الروهينجا في المنطقة، لافتًا إلى الدعم الغربي الذي تتلقاها حكومة ميانمار وذلك دون ذكر للانقلاب الأخير أو تبعاته على الأوضاع، في حين أن الفيديو بشكل عام تضمن ذكر الأحداث ونشر بعض التعليقات للساسة والباحثين حول الأوضاع ولكن الظواهري اكتفت كلماته بالحديث عن المسلمين عمومًا.

بمعنى أن التواريخ أو التأريخ لأي من عناصر الإصدار لم يكن متاحًا، فالصفحة الرسمية لوكالة السحاب نشرت الفيديو دون تاريخ ولم يذكر الظواهري في كلماته المعدودة أي إشارة للأحداث القريبة ما بشأنه إعطاء دلالة لوجوده على قيد الحياة، ومن ثم يشكك البعض في جدوى الإصدار وإنه مجرد محاولة مربكة للتأكيد على حياة الظواهري وعدم وفاته ولكن جاءت بنتائج عكسية.

احتماليات النشر غير المؤرخ

تنظيم القاعدة الذي تُطلق حوله الشائعات من حيث حياة زعيمه وصحته يعد في حاجة ماسة لتأكيد أو نفي الأخبار المتداولة في هذا الشأن، وكعادة التنظيمات الإرهابية فإن بث الخطب والكلمات المباشرة من الشخصيات يعد الرسالة الأكثر استخدامًا لنفي وفاة أحدهم، وبالتالي فإن إصدار «القاعدة» فقد الكثير من معناه إذا افترضنا نشره في هذا السياق من الأصل.

واحتمالية أن يكون الفيديو المنشور ليس هدفه الأساسي الرد على شائعات وفاة الظواهري وتولي سيف العدل القيادة بدلا منه تبدو واردة ولكنها الأضعف، ففي ظل المنافسة مع تنظيم داعش في بعض الولايات وبالأخص وسط أفريقيا، وكذلك رغبة القاعدة في دعم فرعها المسمى بالشباب في الصومال خلال الوقت الحالي لاستغلال الاضطربات السياسية كان يفرض على التنظيم استمالة العناصر وإعطائهم رسالة مباشرة ببقاء الزعيم.

إلى جانب ذلك، فمن المحتمل أن يكون تنظيم القاعدة قد هدف إلى إبراز قضية ميانمار لاستغلال الأوضاع المحتدمة هناك دون التركيز على أيمن الظواهري، ولكن إذا كان هذا احتمالا وجيهًا فلماذا نسب التنظيم الإصدار إلى زعيمه الذي لم يظهر مباشرة في الفيديو، ما يعني بأن الإصدار قد يعول عليها تأكيد الاضطراب في قيادة التنظيم دوليًّا.