فتاة يمنية كسرت القيود الاجتماعية بالموسيقى "الاسم"

محليات
قبل 3 سنوات I الأخبار I محليات

على خلفية الحروب المشتعلة في عموم البلاد، تسجّل المرأة اليمنية حضورها الإيجابي في عالم الفن الغنائي، كمؤشرٍ واضح لبروز المرأة المثقفة، القادرة على بناء المجتمع وتأسيس جذور السلام.

فاطمة مثنى فنانة يمنية شابة، اكتشفت موهبتها الغنائية منذ طفولتها وعملت على صقلها من خلال الإذاعة المدرسية كما من خلال إحياء الحفلات النسائية. وكسرت فاطمة القيود الاجتماعية واستطاعت تحقيق حلمها لتصبح فنانة عابرة للحدود، وليصبح لها جمهور كبير، ويتابعها مئات الآلاف على منصات التواصل الاجتماعي وقناتها على يوتيوب، حيث وصلت أرقام المشاهدة لبعض أغانيها إلى مليونين. 

تقول فاطمة مثنى (27 عاماً) لـ "العربي الجديد": "كنت أغني في طفولتي، وعندما اكتشفت أنّ الفن رسالة، يمكن من خلاله أن نصنع عالماً يسوده السلام ويفيض حباً وسعادة، تمسّكت بحلمي وازداد شغفي بالفن أكثر". وكانت مثنى قد سخّرت موهبتها الفنية في بداية مشوارها لدعم مرضى السرطان والثلاسيميا، إضافة إلى المرأة والأيتام وذوي الإحتياجات الخاصة. 

وتشير إلى أنّ العادات والتقاليد والحواجز الاجتماعية تقف عائقاً أمام المرأة اليمنية، فكيف لها أن تصبح فنانة و"أنا ما زلت أتعرض لبعض التنمّر، بسب نظرة المجتمع القاصرة تجاه المرأة والفن". وتضيف: "صحيح أنني استطعت التغلّب على القيود التي كانت تقف في طريق تحقيق حلمي، لكنني أجد نفسي مسؤولة عن الملايين من نساء بلادي في توعية المجتمع، الذي سلب المرأة حقّها في الحياة والحصول على مكانة مرموقة". وفي السياق ذاته، هي تتحدث عن معوقات تواجهها في عملها الفني، بسبب افتقار اليمن لشركات الإنتاج، فهي تنتج أعمالها بجهود شخصية، وبمساعدة بعض الأشخاص.  

وتؤكّد أنّ اختيارها للكلمات والألحان وتقديمها محتوى يلامس احتياجات الجمهور زادا من محبّيها وجعلاها تحظى بشهرة واسعة. وعن الحرب، تقول فاطمة: "فقدنا الكثير وتألمنا، وتأثّرت نفسيتي، لكن ما دام الفن يحمل رسالة، سنغنّي تحت أزيز الطائرات وفوهات المدافع والرصاص كي يحلّ السلام".