خبير يمني : لهذا السبب منعت السعودية قادة الانتقالي من العودة الى الجنوب

محليات
قبل 3 سنوات I الأخبار I محليات
�رى الخبير اليمني في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، الدكتور علي الذهب، أن إيران وجدت في اليمن ميدانا آخر لمواجهة السعودية والدول الغربية، في معركة متعددة الأهداف، عن طريق الحوثيين الذين تدعمهم بمختلف أنواع الطائرات غير المأهولة والصواريخ، والأسلحة الذكية، والخبراء العسكريين، فضلا عن الدعم السياسي والإعلامي. وقال في حديث لموقع "عربي21" القطري : حول ما اذا كانت معادلة الحرب تسير لمصلحة إيران وحلفائها الحوثيين،وهل تنكسر السعودية في اليمن وتفلح طهران في تثبيت الحوثيين هناك؟ : "لا شك، أن من أبرز هذه الأهداف تعزيز حضورها البحري في البحر الأحمر". وأضاف الذهب أنه "لو تمكن الحوثيون من تثبيت سلطتهم شمال اليمن، فإن الإيرانيين يكونون، بذلك، قد وضعوا أقدامهم على امتداد شرق وجنوب شرق البحر الأحمر بالنسبة إلى اليمن". "ومن ثم السيطرة، على نقطة الاختناق الاستراتيجية الثانية في المنطقة، بعد مضيق هرمز، ممثلة بمضيق باب المندب، للتحكم بحركة التجارة الدولية، والنفط، وذلك ما يعني أيضا التأثير في قناة السويس"، وفقا للمتحدث ذاته. وأشار الخبير اليمني: "لا يقتصر استغلال إيران للحوثيين على هذا الجانب، فهناك مشكلة الاتفاق النووي مع الغرب، ومحاولة الولايات المتحدة ضم قضية الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى أجندة المفاوضات المعنية بالاتفاق، التي تجري، هذه الأيام، في فيينا، وما تطرحه الولايات المتحدة بشأن ملف الصواريخ. وتابع: "وهذا الاستغلال تتشارك فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها، لكنه يمتد إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وتحويل الأزمة اليمنية إلى ورقة مقايضة سياسية في مواجهة طهران، إضعافا أو إغراء، خلال هذه المفاوضات". وتساءل الخبير الذهب قائلا: "هل سيتمكن الحوثيون من السيطرة على مأرب، وهل سيمكن ذلك إيران من تحقيق مشروعها في المنطقة، وهل السعودية غافلة عن ذلك؟". وفي تصوري، يقول الذهب: "إن الحكومة السعودية غير غافلة.. وهي تحاول أن تجعل من معركة مأرب مع الحوثيين استنزافا لإضعاف جميع الأطراف، ولن تسمح في الوقت ذاته، بهزيمة القوى المنضوية تحت السلطة الشرعية اليمنية، أو بانتصار الحوثي". وأوضح أنها حاليا، أي الحكومة السعودية، منشغلة بترتيب وضعها المتعثر في المحافظات الجنوبية، بإحلال هيمنتها محل الهيمنة المباشرة للإمارات التي تحولت إلى هيمنة غير مباشرة عن طريق وكلائها، وعلى رأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي . وأردف: "وقد بدأ ذلك حين دفعت بالقوى الشرعية المناوئة للإمارات، للاحتدام معها، واستثمرت النتائج لمصلحتها، بنشر قواتها في سقطرى، وتوغلها أكثر في محافظة المهرة لأن كلا منهما امتداد للأخرى، فضلا عن نفوذها الخاص في حضرموت، شرق اليمن. وزاد بالقول: "لقد تشكل الوجود العسكري السعودي في هذه المناطق في هيئة مثلث رأسه في سقطرى وقاعدته في المهرة وحضرموت". وبحسب الخبير اليمني في الشؤون الاستراتيجية فإن "هذه هي الجائزة الكبرى التي تسعى إليها المملكة، للانفتاح على المحيط الهندي والتحرر من التحكمات الإيرانية في مضيق هرمز". ومضى قائلا: "لذلك لم تسمح للسلطة الشرعية أن تعود وتمارس مهامها في سقطرى، والجنوب عموما، وجعلت من نفوذها كمن يقف على رأس رمح، متأرجحا ينتظر  السقوط لا محالة". فضلا عن ذلك، فهي حرمت أعضاء الانتقالي من العودة إلى عدن، جنوبا. ويلفت الخبير اليمني العسكري، إلى أن السعودية ليست منكسرة أمام الإيرانيين في الشمال، ولكنها، تدفع نحو صراع استنزافي مستمر لترتيب وضعها في المحافظات الجنوبية والشرقية، ولاشك أن الإمارات تشاركها ذلك أو تحاول. وردا على سؤال، "هل ستفلح إيران في تثبيت الحوثيين؟"، أجاب الخبير الذهب: "هذه مسألة مرتبطة بتحولات أخرى وذلك إذا لم تستطع القوى الوطنية أن تحدث تحولا جوهريا خلال الستة الأشهر القادمة، أو خلال هذا العام كاملا". وحذر من سيناريوهات مؤلمة للسلطة الشرعية حال لم تقم بأي إجراءات للحيلولة دون ذلك، حيث قال: "للأسف قد تكون، أي الشرعية، عرضة لانكسارات خطيرة تُمكن الحوثيين من تحقيق حضور داخلي فاعل، وعلى مستوى المنطقة، في مشروع الهلال الشيعي الذي سيحيط بالسعودية من كل الاتجاهات". ولم يستبعد الخبير العسكري الذهب أن تتجه السعودية للتعايش مع الحوثيين، نزولا عند ضغوط وضمانات دول كبرى، بوصفهم سلطة أمر واقع في الشمال، مثلما تعايشت  مع العراق، وكذلك، مثل تعايشها مع إيران نفسها، وأن هذا الوضع أصبح مصيريا. وأكد أن هناك قوى دولية تدعم الحوثيين، ضمن تحالفها مع إيران، لتحقيق هذه النهاية، وفقا لأجندات خاصة بها، منوها إلى أن الموقف الصيني والروسي يبرز هنا، بوصفهما مكملين للموقف الإيراني. وخلص الذهب إلى أن الأسلحة التي تتسرب إلى الحوثيين، لا يمكن أن تكون بهذه الغزارة، ما لم تكن وراءها هذه القوى أو قوى دولية أخرى، مشددا على أنه "لولا هذا الدعم والتسهيل ما ظهر الحوثيون خلال العامين الماضيين بهذه القوة، وتعاظمت قوتهم أكثر باستهدافهم معامل النفط في خريص وبقيق، في منتصف عام 2020".