أثارت التبريرات المتضاربة للحكومة بشأن الأسباب الكامنة خلف انقطاع التيار الكهربائي الأسبوع الماضي على معظم محافظات الأردن ضجة في المملكة، وآخرها تصريح أحد المسؤولين بأن يكون طائر ضخم خلف ما حصل.
وشهدت المملكة الجمعة الماضية انقطاعا مفاجئا للتيار الكهربائي استمر لساعات ودفع بالعديد من القطاعات إلى استخدام المولدات البديلة.
وتحدثت الرواية الحكومية الأولى عن أن الانقطاع نتج عن ظاهرة تأرجح الأحمال بين الجانبين الأردني والمصري، لكن المدير العام السابق لشركة الكهرباء في الأردن المهندس عبدالفتاح الدرادكة دحض هذه الرواية.
وقال الدرادكة إن “حجم التبادل بين مصر والأردن لا يزيد على 300 جيغاوات/ساعة من أصل الاستهلاك السنوي في الأردن، الذي يبلغ حوالي 19000 جيغاوات/ساعة، أي أنه بحدود 1.57 في المئة من مجمل الاستهلاك في المملكة”.
وأكد الدرادكة أن “الانقطاع الشامل نتج عن حالة عدم اتزان حصلت بسبب وجود طاقات متجددة سواء كانت رياحا أو شمسا”، مشيرا إلى أن مجموع الطاقة المتجددة المدمجة في النظام الكهربائي الأردني حاليا يزيد على 2000 ميغاوات، سواء كانت في جانب التوزيع أو النقل، وأن فترة الظهيرة هي فترة الإنتاج الجيدة للطاقة الشمسية وكذلك فإن درجات الحرارة المتدنية ساعة الحدث مقارنة مع الأيام الأخرى جعلت من إنتاجية طاقة الرياح في أفضل درجاتها، وكل ذلك تزامن مع انخفاض الأحمال بسبب عطلة الجمعة، واعتدال درجات الحرارة والتي لم تتجاوز الـ2000 ميغاوات ساعة العطل، وفق تقديراته.
واعتبر الدرادكة أنه كان بالإمكان تلافي الانقطاع الشامل لو حصل قطع أوتوماتيكي ولحظي لبعض محطات الطاقات المتجددة، علما أن أنظمة الحماية والتحكم تسمح بذلك ويفترض أن تكون عاملة على هذا الأساس.
تصريحات الدرادكة أجبرت الحكومة على تغيير روايتها، وقال مدير عام شركة الكهرباء الوطنية في الأردن أمجد الرواشدة خلال مؤتمر صحافي عقد الاثنين بمشاركة وزيرة الطاقة الأردنية هالة زواتي، إن الأسباب التي قد تكون أدت إلى تذبذب التيار الكهربائي عن الشبكة عديدة منها دخول أو خروج حمل على التيار، أو يمكن أن يكون “طير كبير هدى على الخط”.
وأمام حجم التخبط الحكومي، انبرى البعض يفتش عن دوافع أخرى مستحضرين نظرية المؤامرة ومن بين أولئك النائب أسامة العجارمة الذي صرح في كلمة له في جلسة لمجلس النواب بأن ما حصل أمر متعمد وهدفه الحيلولة دون “زحف العشائر” إلى العاصمة عمان نصرة للفلسطينيين.
واستفزت تصريحات العجارمة بعض النواب، وكاد أن يتطور الأمر لاشتباك بالأيدي ما دفع إلى رفع الجلسة إلى الأربعاء.
وشكل ما حدث مادة للتهكم على مواقع التواصل، وقال أحد النشطاء في رد على رواية الطائر “شو قصة المسؤولين في الأردن مرة ضبع ومرة طائر”.
وكانت تصريحات لمسؤول عن ملف كورونا في وزارة الصحة الأردنية في سبتمبر الماضي شبّه فيها الفايروس بالضبع أثارت جدلا كبيرا، ما أدى إلى إقالته.
وقال المسؤول حينها “إذا دخل ضبع دارك، تغلق الباب أم تفتحه؟ طبعا تترك الباب مفتوحا، حتى يغادر الضبع، وهذا مثال لوضعنا مع كورونا نفتح المطارات والبلاد حتى يغادر الفايروس”.