مناشدة أميركية ـ أممية بدعم اليمن عاجلاً قبل تفشي «المجاعة»

محليات
قبل سنتين I الأخبار I محليات

ناشدت الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة العالم أجمع مساعدة اليمن من الانحدار في أزمة إنسانية جديدة، إذ تقف البلاد على حافة المجاعة والفقر والأمراض، في الوقت الذي يعاني منه ثلثا السكان من الحاجة الماسة إلى الغذاء والعلاج.

 

وخلال ندوة مرئية أمس، قالت سامانثا باور، المديرة التنفيذية للوكالة الدولية الأميركية للتنمية، إن اليمن يمر بالسنة السابعة من الصراع المدمر الذي ترك ثلثي سكان البلاد في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، مبينة أن الولايات المتحدة قدمت أكثر من 515 مليون دولار من المساعدات الإنسانية من مختلف الأنواع، وأن تلك المساعدات وصلت إلى بعض المحتاجين، بيد أن ذلك لا يكفي و«لا يمكننا أن نخدع أنفسنا بأن هذا يكفي».

 

ودعت جميع الجهات المانحة إلى تكثيف وتوسيع نطاق تمويل المساعدة الإنسانية، مع الضرورة الملحة التي تقتضيها الأزمة نفسها، مشيدة بالتعهدات السخية التي قدمتها الدول المانحة الأخرى، ولكن الحقيقة، كما قالت، هي أن هناك حاجة إلى مزيد من التمويل «لمنع البلاد من السقوط وهي على حافة الهاوية. وندعو جميع الأطراف إلى السماح باستيراد وتوزيع الوقود دون عوائق، ويوماً ما سيصبح الصراع في اليمن ذكرى».

 

بدوره، أكد تيموثي ليندركينغ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، خلال مشاركته في الندوة المرئية، أن العديد من التقدم تم إحرازه، «ولكن لا يزال هناك كثير من العمل الشاق»، مشيراً إلى أن الولايات استطاعت بناء إجماع دولي غير مسبوق على حل الأزمة بطريقة لم يشهدها العالم على مدار الحرب، في ظل جهود إقليمية أقوى وأكثر اتحاداً وموحدة للقيام بذلك، مضيفاً أن اليمن لا يمكن أن يكون بلداً يعيش الحرب إلى الأبد.

 

وحدد ليندركينغ ثلاثة أمور لإنهاء الأزمة في اليمن، وهي أولاً زيادة الدعم والمساندة، وثانياً وقف إطلاق النار، وأخيراً العودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق سياسي. وأضاف: «هناك دعم واسع لجهود السلام الأكثر شمولاً والتي تبنى على الطلب القوي داخل اليمن من أجل السلام، ومعارضة الهجوم المكلف المتوقف في مارس (آذار)، كما أن تعيين مبعوث خاص جديد للأمم المتحدة سيجلب زخماً جديداً للسلام بقيادة الأمم المتحدة، ولا يمكننا تجاهل حقيقة أن تآكل الاقتصاد والخدمات الأساسية يستمر في دفع الأزمة الإنسانية في جميع أنحاء اليمن إلى الأسوأ، ربما هناك كثير من الأشخاص ينظرون إلى الوضع على أنه يبدو ميؤوساً منه، لكنني لا أراه بهذه الطريقة. الولايات المتحدة وملايين اليمنيين والعاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء اليمن لم يفقدوا الأمل أيضاً»، داعياً إلى تقديم المساعدة لليمن. وأشاد بالجهود الدولية لدعم عمال الإغاثة الذين يعملون بلا كلل لرعاية الفئات الأكثر ضعفاً، والذين منعوا من تفشي المجاعة حتى الآن، وأنقذوا أرواحاً لا تعد ولا تحصى، في الوقت الذي تحظى فيه الاستجابة الإنسانية لليمن بنسبة تمويل أقل من 50 في المائة.

 

من جهته، دق ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ناقوس الخطر خلال حديثه في الندوة أمس، إذ يواجه 16 مليون شخص في اليمن بلاء المجاعة، كما أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الوقود في البلاد تندد بكارثة ربما تحدث، مفيداً بأن سلسلة التوريد الخاصة بالأمم المتحدة أوشكت على النفاد ولا بد من تكثيف الدعم قبل شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأضاف: «نحن نعمل في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم في الواقع، و80 في المائة من عملياتنا حول العالم تقع في مناطق الصراع، لذلك نحن نعرف كيف نأتي في أصعب الأماكن على وجه الأرض، ولذا فإننا نقول حقاً للجميع: من فضلكم لا تلعبوا معنا، دعونا نصل إلى الأشخاص المحتاجين. نحن بحاجة إلى إنهاء الصراع}.