"من أين يأتي الأطفال؟".. هل تجيبينَ عن سؤال طفلكِ أم تهملينه؟

المرأة والطفل

قد تتعرض الأم في بعض الأوقات إلى أسئلة من طفلها خاصة إذا كانت حاملا، تتضمن بعض العناصر التي تتعلق بالحمل والإنجاب بحد ذاته، ما يعرضها إلى الإحراج وعدم القدرة على إيجاد الإجابة التي تتناسب مع قدراته العقلية. ومن تلك الأسئلة مثلاً: "من أين يأتي الأطفال؟".

هذا السؤال وغيره من الأسئلة كما يراها الأخصائيون التربويون تنمّ عن طفل موهوب وذكي يتمتع ببصيرة عالية وتفكير يسبق عمره، ولديه الفضول الكبير لمعرفة كل ما يدور حوله وبالتفصيل.

توضيحات بسيطة

 

img

الدكتور المتخصص في طب الأطفال ستيفن دوشين يقول: اعتمادا على عمر الطفل يمكن الرد على تساؤلاته، دون الحاجة لشرح تفاصيل أكثر، لأن الأطفال الصغار لن يفهموا المقصود بخروج المولود من المهبل أو أنه كان داخل رحم الأم؛ إذ يقبل معظم الأطفال دون سن 6 سنوات هذه الإجابة.

أما من ناحية الأخصائي النفسي باسم التُّهامي فيشير إلى ضرورة الإجابة عن أسئلة الطفل المحرجة دون ضحك أو سخرية أو توجيه كلمة "عيب" له، نظرا لأن الطفل بطبيعته محبّ للأسئلة ولديه الفضول الدائم لمعرفة ما يدور حوله.

لذلك قد تكون من أفضل الردود، كما يرى التُّهامي، بأنَّ الطفل جاء نتيجة الحب بين أبويْه، وأنه كان من أجمل لحظات الحياة بينهما، عندما سمعا بخبر الحمل به. وبذلك تصل الرسالة إليه على أنه محور اهتمام وحب، وأنه مرغوب به في العائلة، دون الدخول في التفاصيل، أو أي كلام يخص العلاقة الجنسية نهائيا، كي لا يكون هذا الموضوع محور بحث وفضول عنده مع الوقت.

ما يعني بالمقابل، الحذر من توجيه أي انتقاد أو توبيخ أو تناقض في إجابة أمه وأبيه، فيتحول الجواب عن سؤاله إلى لغز يرغب بفهمه بأي طرق أخرى ومن أشخاص آخرين، خصوصا أن كل شخص أصبح قادرا على الوصول إلى الإنترنت الذي يمكنه من قراءة الكثير من المعلومات قبل الحوار مع أبويْه.

وما ينوّه إليه التُّهامي هو أن التوعية والتربية الأسرية الحديثة للأبناء تلعب دورا فعالا في كفاءة وصحة السلامة النفسية وتشجيع الأبناء على الاستفسار عما يجول بخاطرهم من أسئلة تبدو محيّرة لهم؛ إذ كلما زاد وعي الطفل، يدل على أنه يعيش مرحلة إدراك عالية، وعلى عدم شعوره بالخوف من طرح الأسئلة على أبويْه.

كتب وقصص توضيحية

 

img

وبطريقة مباشرة، ترى الكاتبة في مجال الأم والطفل الدكتورة سوزان كوب لارسن أنه من المفيد أيضا استخدام الكتب المناسبة لفئة الطفل العمرية، دون أن تكون هناك أية إحراجات أو تلعثم في الإجابة، وستجد على الأرجح أن طفلها راضٍ عن القليل من المعلومات في كل مرة.

وما تؤكده لارسن هو أن سن من 5 – 7 سنوات هي سن تكثر فيها أسئلة الطفل، لذلك تجدر الإجابة عن أسئلته بشكل دقيق، أما إذا كان في سن البلوغ، فيمكن عندئذٍ شرح الجماع الجنسي بطريقة مبسّطة مع استخدام المصطلحات المناسبة، أو ربما تقوم الأم بالبحث عن كتاب مرئي في المكتبة أو مكتبة تظهر كيف يحدث الحمل ثم آلية نمو الطفل في الرحم.

وبالعودة إلى الأخصائي التُّهامي، فيبيّن ضرورة تعريف الطفل بكل ما يتعلق بالحمل، وأن لا تجعل الأم الأمر أكثر تعقيدا مما يجب أن يكون عليه؛ لأن عدم الرد سيكون حافزا عنده لمعرفة ما هو أكثر عن الولادة وإنجاب الأطفال وغيرهما .

وما ينتهي إليه التُّهامي، هو أن تكون الإجابة متساوية مع المرحلة العمرية للطفل، فلو كان عمره يسمح بذلك، فعندئذٍ على الأب شرح بعض التفاصيل للولد، وتشرح الأم لابنتها.