الرّيال اليمني يتعافى.. بين طلوع ونزول!

محليات
قبل 3 سنوات I الأخبار I محليات

شهد الريال اليمني تحسناً ملحوظاً أمام العملات الأجنبية خلال الأيام القليلة الماضية، بعد قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تغيير قيادة البنك المركزي اليمني، على خلفية تدهور العملة الوطنية، واستبدال قيادات ذات خبرة واسعة في مجال الاقتصاد بها.

 

 التحسن اليومي شابه بعض الاضطراب في البداية، لكنه عاد ليستقر ويتعافى ولو بنسب بسيطة. وأوضح فاروق الحسني الذي يعمل في محل للصيرفة في عدن لـ"النهار العربي"، أن "تغيير سعر الريال اليمني المفاجئ ولّد حالة من الإرباك لدى الصرافين، خصوصاً أن العملة اليمنية معوّمة وتخضع للمضاربة، فمن أول لحظات إعلان تغيير إدارة البنك المركزي اختلفت أسعار الريال، وهذا ما يؤكد وجود أيد خفية تتلاعب بمعاناة الناس من خلال الانهيار الكبير الذي شهده الريال أخيراً".

 

وقال: "نحن في شركات الصيرفة لا نعلم من هو المتحكم في سوق البيع والشراء، إلا أنني أجزم بأن هناك جهة منظمة تعمل لتعطيل تعافي الريال الذي يعتبر هذه الأيام في أحسن حالاته، وقد يعود للانهيار مجدداً في أي لحظة".

 

وجاء قرار الرئيس اليمني في ظل انهيار غير مسبوق للريال، إذ تجاوز سعر الدولار الأميركي 1700 ريال، لكن فور قرار تغيير إدارة البنك المركزي عاود الريال تعافيه مسجلاً تحسناً ملحوظاً خلال اليومين الماضيين، إذ وصل الى 876 ريالاً للدولار الواحد.

 

وضاعف الانقسام المالي في اليمن بين الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً والميليشيات الحوثية التي تحتفظ بجزء من تعاملات الريال اليمني، محتكرة طبعة قديمة للتداول في مناطق سيطرتها، تدهور العملة المحلية، لا سيما بعد قرار الميليشيات نهاية 2019 منع تداول الطبعات الجديدة من العملة التي ضخّها البنك المركزي في عدن.

 

وانعكست حالة التدهور الكبير للريال في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية على الوضع الاقتصادي العام، مسببة أزمة غذاء لدى أكثر من ثلثي سكان اليمن، حيث تم فرض رسوم على التحويلات من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.

 

ورصد "النهار العربي" تطوّر تعافي الريال خلال أربعة أيام متتالية التي تبين أن أسعار الصرف ما زالت تتأثر بتقديرات السوق المحلية، بين التعافي البسيط والانهيار المقدر بتقديرات تجار العملات أنفسهم.

 

ففي يوم الاثنين 20 كانون الأول (ديسمبر)، كان السعر 876 ريالاً للدولار الواحد، بينما سجل تراجعاً الثلثاء الى 953 ريالاً للدولار الواحد، ليتحسن الأربعاء الى

678 ريالاً للدولار، فيما عاود التراجع اليوم الخميس الى 974 ريالاً للدولار.

 

وكان البنك المركزي قد أعلن نتائج المزاد الرقم 6 لبيع عملة أجنبية في عدن الذي تم فيه بيع 15 مليون دولار أميركي بسعر 830 ريالاً للدولار الواحد.

 

وبين تعافي الريال اليمني واستمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية، يبقى أمل المواطن اليمني معلقاً بقرارات فعلية تثبت تسعيرة الريال، لينعكس إيجاباً على أسعار المواد الأساسية.