هل نظام التغذية له علاقة بالاختلال النفسي والاضطرابات السلوكية التي قد نعاني منها؟ هذا التساؤل حاول كثير من الخبراء الإجابة عنه عبر مجموعة من الأبحاث، حيث دلت عدة دراسات إلى وجود علاقة ما بين نقص بعض أنواع الفيتامينات (مثل فيتامينات مجموعة ب) مع ظهور أعراض نفسية.
وأول من تطرق إلى هذا الموضوع هو د ..ويستون برايس عام 1930، حيث أشارت أبحاثه إلى أن الجماعات البدائية التي تعيش على تناول طعام طبيعي بالكامل يتضمن النباتات واللحوم الطبيعية لا تحتاج إلى علاجات نفسية أو سلوكية، وذلك لأن أفرادها يتمتعون بصحة نفسية وعقلية وجسدية ممتازة.
وأشار إلى احتمال أن يكون نقص التغذية ببعض العناصر هو سبب انتشار بعض الأعراض النفسية.
وفي كتاب "السلوك والطعام" الذي نشر حديثاً، أشارت الدكتورة باربرا ستيت إلى إثبات الأبحاث أن اتباع الأشخاص العنيفين نظام تغذية صحي وغني بالفيتامينات سيؤدي إلى انخفاض مستوى العدائية والأعراض النفسية الأخرى التي تسببت في أعمالهم الإجرامية. وقالت المؤلفة: "أثبتت عدة أبحاث أن فقر جسم الفرد لبعض الفيتامينات والمعادن وبخاصة فيتامين "ب" (النياسين) مع الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالجلوكوز قد يكون هو مصدر لعدوانيته واضطراباته النفسية وأعمال العنف التي يقوم بها".
وأكدت الأبحاث الحديثة على حقيقة ارتباط نقص معدل الدم من فيتامينات "ب" مع ظهور أعراض نفسية مثل: عدم التحكم بالمزاج والمشاعر، الاكتئاب، قلة التركيز والإرهاق. أما نقص فيتامين "ب" الحاد (النياسين) فيسمى مرض "بيلاجرا". ويرتبط نقص فيتامين "ب" (النياسين) الذي تناولته الكثير من الأبحاث بما يلي:
- مشاكل جلدية وفرط تحسس الجلد والتهابه عند التعرض للضوء. - الإسهال. - ضعف الذاكرة والنسيان.
-درجة من الهيام والهلوسة والخيال المرضي. - المصابون بالبيلاجرا يعانون من أعراض نفسية تتشابه مع الدرجات المنخفضة والمتوسطة من الأمراض النفسية، خاصة الشيزوفرينيا (الفصام). - الموت المبكر. قوة "ب" العلاجية بالإضافة الى فائدتها في علاج المشاكل الجلدية، فقد تناولت عدة دراسات موضوع قوة تناول جرعات فيتامين «ب» (النياسين) بعلاج الكثير من الاضطرابات النفسية، مثل:
- اضطراب نقص التركيز. - الضعف العام. - المشاكل النفسية العامة وفرط القلق. - الاكتئاب العام والاكتئاب ذو القطبين. - الوسواس القهري. - مشاكل الغضب واضطراب السلوك. وتجدر الإشارة إلى أن تناول جرعات مرتفعة من فيتامين "ب" (النياسين) يجب أن يتم بإشراف طبي، حيث يرتبط ببعض الآثار الجانبية، من أهمها احمرار الجلد وزيادة تحسسه خلال أول الأيام، ولكن هذا الأثر الجانبي سيختفي بعد مدة. 4 فوائد مثبتة وحول موضوع قدرة فيتامين "ب" (النياسين) 1- علاج الشيزوفرينيا: يمكن أن يكون فيتامين "ب" هو العلاج للعديد من الاضطرابات النفسية، ومن ضمنها الشيزوفرينيا (الفصام). فقد كشفت عدة دراسات أن تناول مرضى الفصام لجرعة مرتفعه من فيتامين "ب" (النياسين) (3 آلاف ميللي غرام) يومياً، تسبب شفاء %80 من الحالات.
2 - يقلص عدد مرضى الطب النفسي: بينت عدة دراسات أن تدعيم بريطانيا للطحين بفيتامينات "ب" ساهم في عودة نصف من كانوا في المصحات النفسية البريطانية إلى منازلهم، ما يؤكد أن هؤلاء المرضى الذين تشافوا لم يكن سبب مرضهم النفسي هو عامل جيني أو ظرف اجتماعي أو مرض فسيولوجي، بل نتيجة فقر تغذيتهم بفيتامين "ب". 3 - علاج فرط النشاط والعدوانية: ذكر د. سول مثالاً لحالة مرضية تخضع للعلاج في عيادته. وشرح قائلاً: "تم تشخيص طفل بأنه يعاني من متلازمة فرط النشاط ونقص التركيز واتصف بالعدوانية. وبعد تناوله جرعات النياسين-امايد المشابهة للنياسين، لاحظ والداه تحسن حالته خلال أيام، ليصبح اقل عدائية وغضبا وأكثر تحكما واتزانا نفسيا وعاطفياً". 4 - مضاد حيوي قوي وطبيعي: في دراسة نشرتها دورية الأبحاث الإكلينيكية، وجد الباحثون أن تناول جرعات من فيتامين "ب" له دور مهم في دعم الشفاء من عدوى الجراثيم السوبر التي تعجز المضادات الحيوية عن التغلب عليها، مثل عدوى MRSA. وظهرت دلالات تشير إلى أن تناول المرضى لفيتامينات مجموعة "ب" عزز قوة جهازهم المناعي بشكل كبير.