حذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من "الآثار الكارثية لعمليات غسل عقول الأطفال" بمناطق سيطرة الحوثي.
وأوضح الإرياني في عدة تغريدات، الثلاثاء، أن ما يتعرض له ملايين الأطفال بمناطق سيطرة الحوثي من عمليات "مسح لهويتهم الوطنية والعربية، وتفخيخ عقولهم بالأفكار الظلامية المتطرفة المستوردة من طهران، هي أحد أخطر إفرازات الحرب، التي ستترك آثارها الكارثية على حاضر ومستقبل اليمن".
ولفت إلى أن "العالم يتجاهل هذا الملف الخطير رغم التحذيرات من سعي الانقلابيين لخلق جيل من المتطرفين المفخخين بشعارات الكراهية للآخر، وثقافة الموت والقتل، وتجهيزهم كقنابل موقوتة".
كما طالب الوزير اليمني المجتمع الدولي، بدعم جهود الحكومة اليمنية لحسم معركة استعادة الدولة، وإسقاط الانقلاب وتثبيت الأمن والاستقرار، وإنقاذ مئات الآلاف من أطفال اليمن
"إتاوات" على الطلاب
وفي صنعاء، فرضت ميليشيا الحوثي مبالغ مالية على الطلاب في المدارس، تحت مزاعم إقامة حفلات للطلاب المتفوقين.
ومنذ سيطرة الميليشيات على المؤسسات اليمنية، سعت إلى نشر ثقافة الجهل بين أوساط الطلاب، من خلال الدفع بهم إلى جبهات القتال، وقطع رواتب المعلمين.
وأثارت خطوة الإتاوات، استياء واسعا بين أوساط الأهالي، خاصة مع تأزم الأوضاع المعيشية، بحسب تقارير يمنية.
وفي هذا الصدد، يقول الصحفي اليمني، كامل الخوذاني، إن "قيادات عسكرية في الميليشيا تستخدم المستشفيات أماكن سكن لهم"، موضحا أن الحوثي "يستخدم الحصار لجني المزيد من الأموال".
ويضيف، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية": "المليشيات تنظم حملات ممنهجة لأدلجة السكان وتجنيد الأطفال، بعقد دورات طائفية، وجمع المال من الطلاب لتأمين الدعم المحلي لحربها المدمرة".
ترديد صرخة إيرانية
ومنذ سيطرة الانقلابيين على المؤسسات اليمنية، سعوا بشكل منظم لإحداث تغيير طائفي ومذهبي، على مختلف المؤسسات التعليمية والتربوية.
وبحسب تقاير يمنية، فالميليشيا فرضت على طلاب مدرسة الإشراق، في حي الحصبة الشمالية، أحد أحياء مديرية الثورة بمدينة صنعاء، حضور محاضرة طائفية، وترديد "الصرخة الإيرانية"، حيث جمعت الطلاب وتم تلقينهم محاضرة عن زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي.
ولم تكتفِ ميليشيا الحوثي بتدمير العملية التعليمية في اليمن، لكنها عملت على إحلال تعليم طائفي بديل، يحرض على القتل والعنف الطائفي والكراهية، ويفخخ المجتمع.
كما عمل الحوثيون على تغيير المناهج الدراسية، وتعيين معلمين من بين صفوفهم في المحافظات التي يسيطرون عليها، بحسب مراقبين.
ويعتبر الناشط الحقوقي، يحيى الجماعي، أن "عنصرية الحوثي مستمدة من العنصرية العرقية"، مؤكدا أن "العنصرية الحوثية خطيرة على اليمنيين وعلى العالم أجمع، وهي لا تختلف عن أيديولوجية الجماعات الإرهابية، كداعش والقاعدة".
ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "الميليشيات عمدت إلى إقامة دورات طائفية لاستقطاب الطلاب وكبار السن والشباب، بهدف تجنيدهم في الحرب الحوثية العبثية".
وكان تقرير أممي، تم رفعه الأسبوع الماضي، لمجلس الأمن الدولي، قد كشف قيام الانقلابيين بتجنيد الأطفال بالحرب في اليمن، مستخدمين المدارس والمخيّمات الصيفية والمساجد.
وقال التقرير: "إن خبراء الأمم المتحدة لديهم قائمة بـ1406 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما، جندهم الحوثيون، ولقوا حتفهم في ساحة القتال في 2020".