صحف عالمية: قلق من تصاعد التوتر شرق أوكرانيا.. وفواتير الطاقة تعمق أزمة الأتراك

محليات
قبل سنتين I الأخبار I محليات

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة الأحد، عددا من أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحة الدولية، وجاء في مقدمتها الأزمة الأوكرانية، وسط تحذيرات غربية من أن تصاعد العنف في شرق البلاد يلوح بغزو روسي وشيك، فيما استعرضت صحف سيناريوهات الغزو إذا حدث.

 

كما تناولت تقارير تفاقم معاناة الأتراك بعد مضاعفة فواتير الكهرباء بسبب التضخم، الأمر الذي أدى إلى تزايد أعداد المعارضين للرئيس رجب طيب أردوغان.

تصاعد العنف.. وقلق الغرب

 

اعتبرت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية أن تصاعد العنف المتزايد في شرق أوكرانيا يدق ناقوس الخطر لدى الغرب ويزيد من قلقه – بل ويقينه – من أن روسيا باتت على وشك شن حرب واسعة على جارتها، مستغلة العنف في المناطق الموالية لها كذريعة لتبرير الغزو.

 

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن هذه المخاوف تأتي في وقت التقى فيه زعماء غربيون بمن فيهم نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في ”مؤتمر ميونيخ للأمن“ أمس السبت، وأيضاً وسط تقارير عن انفجارات في أجزاء من شرق أوكرانيا يسيطر عليها المتمردون المدعومون من موسكو، وعبر الحدود داخل الأراضي الروسية.

 

ورأت الصحيفة أن الوضع في الجمهوريتين اللتين أعلنتا من جانب واحد مواليتين لروسيا في منطقة دونباس الأوكرانية، أصبح على حافة الهاوية بعد أن أعلن زعماء المتمردين التعبئة الكاملة لقواتهم وطلبوا من المدنيين إجلاءهم إلى روسيا بعد زيادة القصف في الأيام الأخيرة في عمليات نُسبت إلى القوات الأوكرانية.

ومما زاد الأمر تعقيداً، أن التطورات تأتي بموازاة تدريبات أجرتها القوات النووية الاستراتيجية الروسية – أشرف عليها الرئيس فلاديمير بوتين بنفسه أمس – قال خلالها الكرملين ”إنها نجحت في اختبار إطلاق صواريخ كروز تفوق سرعة الصوت“ في البحر.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن التركيز الحالي للأزمة الأوكرانية ينصب على شرق البلاد، حيث يزعم الانفصاليون المدعومون من روسيا أن هناك تهديدًا بشن هجوم وشيك من قبل القوات الأوكرانية، وفي المقابل، تنفي الأخيرة بشدة هذا الاتهام، حيث يعتقد مسؤولون أمنيون غربيون أن موسكو قد تتطلع إلى خلق ذريعة للغزو بما يسمى بـ“عملية العلم الكاذب“.

سيناريوهات الغزو

في سياق متصل، توقعت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أنه في حال غزت روسيا جارتها أوكرانيا، ستهاجم موسكو في وقت واحد على عدة جبهات، إلا أنها اعتبرت أن القوات المسلحة الأوكرانية لن يتم هزيمتها بسهولة كما يتوقع البعض.

 

وتحت عنوان ”ماذا يحدث إذا غزت روسيا (أوكرانيا)؟“، قالت الصحيفة البريطانية في تحليل لها إن روسيا ستستغل ”تفوقها العسكري الساحق“ في القوات البرية والبحرية والجوية، وستهاجم أوكرانيا في وقت واحد على عدة جبهات، من الشمال الشرقي ودونباس وشبه جزيرة القرم.

وأضافت: ”ستقود القوات البرية المنتشرة في بيلاروسيا، مدعومة بضربات جوية، حملة خاطفة جنوباً للاستيلاء على العاصمة كييف سريعاً، وعليه، سيضطر الجيش الأوكراني، المحاصر من الناحية النظرية، إلى الاستسلام“.

 

وأوضحت الصحيفة في تحليلها أن الهدف الأساسي لموسكو يتمثل في ”الاستسلام السريع“ للحكومة الأوكرانية في كييف و“تحييد“ قادتها المنتخبين، بالإضافة إلى السيطرة على القصر الرئاسي والبرلمان والوزارات ووسائل الإعلام“.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الغزو سيترتب عليه العديد من الأزمات الأخرى، وقالت: ”قد يفر مئات الآلاف، ما يعرض أوروبا لحالة طوارئ إنسانية ضخمة ولاجئين.. ولا يمكن استبعاد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفظائع التي ترتكبها الأسلحة الكيماوية، كما هو الحال في سوريا“.

 

وتحت عنوان ”هل لدى بوتين خطة بديلة؟“، نقلت الصحيفة عن محللين قولهم: ”إن روسيا يمكن أن تختار هجومًا محدودًا وأقل خطورة للاستيلاء على المزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا ودونباس، مع التأكيد على استقلال الجمهوريات الانفصالية الموالية لموسكو هناك“.

وأضاف المحللون، وفقاً للصحيفة، ”قد تحاول روسيا أيضًا الاستيلاء على المنطقة الرئيسية، وهي موانئ (ماريوبول) على بحر آزوف وأوديسا على البحر الأسود، وإنشاء (جسر بري) لشبه جزيرة القرم“.

في المقابل، رأت ”الغارديان“ أنه لن يتم هزيمة الجيش الأوكراني بسهولة، مشيرة إلى أنه قد ينضم المدنيون إلى ساحة القتال، بالإضافة إلى أنه لم تستبعد الولايات المتحدة وبريطانيا ”تسليح مقاتلي المقاومة“، كما حدث أثناء ”الاحتلال السوفييتي“ لأفغانستان، فضلاً عن أن الرأي العام الروسي قد ينقلب ضد بوتين بسبب خسائر الغزو الكبيرة.

وعن دور الغرب في الحرب، أوضحت الصحيفة البريطانية أنه على سبيل المثال، لن تتدخل القوات الأمريكية بشكل مباشر في القتال، لكن سيتم تقديم المساعدة العسكرية بسرعة من قبل بعض دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية والأسلحة مثل الصواريخ المحمولة (كما هو الحال في أفغانستان).

ورأت الصحيفة أنه إذا طال أمد القتال وتصاعدت الخسائر في صفوف المدنيين، فإن الضغط على الغرب للتدخل سيزداد بسرعة. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي غير المسبوقة سيكون لها دور مؤثر في جعل روسيا ”أمة منبوذة“.

وعن الآثار المترتبة على الغزو على مستوى العالم، اختتمت ”الغارديان“ تحليلها بالقول: ”سوف يتضرر نمو واستقرار الاقتصاد العالمي وسوق الأوراق المالية.. سوف ترتفع أسعار الطاقة أكثر.. ستتضرر الإمدادات الغذائية الأساسية في البلدان الأفريقية والآسيوية التي تعتمد على أوكرانيا (خاصة القمح).. قد يؤدي نشر قوات الناتو الإضافية الدفاعية على حدود روسيا إلى زيادة خطر (اندلاع حريق) في جميع أنحاء أوروبا“.

”فواتير الطاقة“ تفاقم معاناة الأتراك

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن مضاعفة تكلفة فواتير الطاقة (مرفق الكهرباء) للمنازل والمحال التجارية على حد سواء بسبب التضخم، تعمق معاناة الأتراك الذين يكافحون في ظل أسوء أزمة اقتصادية منذ عقود تضرب البلاد، بالإضافة إلى أنها تفاقم الموقف السياسي الحرج للرئيس رجب طيب أردوغان.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها: ”عانى الأتراك من تضخم جامح – وصل رسمياً الأن لأكثر من 48% – لعدة أشهر، وتتزايد الانتقادات حتى من حلفاء أردوغان، بينما يكافح الأخير من أجل إخراج البلاد من أزمة اقتصادية. وغرقت الليرة (العملة التركية) لتسجل أدنى مستوياتها. وزادت أسعار الغذاء والوقود بالفعل أكثر من الضعف.. والآن مشكلة أخرى، وهي الكهرباء“.

ونقلت الصحيفة عن مواطن تركي يدير محلاً تجارياً قوله: ”لقد دُمرنا. نحن في حالة سيئة حقًا. ليس فقط نحن، ولكن الجميع يشتكي. فكرت في ترك العمل والحصول على وظيفة براتب شهري، لكن هذا هو عملي“، موضحاً أن فاتورة الكهرباء لشهر يناير الخاصة بمحله ارتفعت إلى 104 دولارات من 44 دولارًا في ديسمبر، مضيفاً: ”قيمة الفاتورة أعلى من الإيجار الشهري الذي أدفعه لمتجري“.

  • الصحف الرياضية: برشلونة ضد فالنسيا "من الضروري تحقيق الفوز".. و"تمريرة حاسمة لإنتر ميلان"
  • مناشدات واسعة لنقل المنشد الكويتي "شبل يام" إلى السعودية للعلاج

وتابعت الصحيفة في تقريرها: ”كان الاقتصاد التركي في حالة ركود بالفعل قبل تفشي جائحة كورونا، ولأنه يعتمد بشدة على السياحة بشكل كبير، فقد ألحقت شهور الإغلاق أضرارًا بالغة بالعديد من الشركات.. وتعد أزمة الفواتير هذا الشهر بمثابة (القشة التي قسمت ظهر البعير)، مما أثر بشكل كبير على المطاعم والمقاهي التي تحاول التعافي أيضاً بعد عامين من الخسائر بسبب الوباء“.

وأردفت الصحيفة: ”يحذر المعارضون السياسيون لأردوغان منذ شهور من أن البلاد تتجه نحو الانهيار الاقتصادي. لكن في نظام خاضع للسيطرة الكاملة تقريبًا لأردوغان، يتخذ قرارات بشأن كل شيء تقريبًا ولا يلتفت إلى نصائح مستشاريه. وحتى مع قيامه برفع الحد الأدنى للأجور في الشهر الماضي، حذرت حكومته من أنه ستكون هناك زيادة في رسوم المرافق وغيرها“.

واستطردت: ”على الرغم من تحذيرات الاقتصاديين، رفض أردوغان بثبات رفع أسعار الفائدة، الأداة المعتادة لمكافحة التضخم، بزعم أنه سيضر فقط بالفقراء.. وخاطر الرئيس التركي أيضًا بأن يصبح هدفًا لغضب شعبه، ما أدى إلى تزايد أعداد المعارضين بسبب مضاعفة فواتير الكهرباء باعتبارها أحدث علامة على سوء الإدارة من قبل حكومته“.