صحف عالمية: العقوبات على موسكو تضر بالغرب.. وروسيا تخبئ "سلاحا فتاكا" في كييف

عربي ودولي
قبل سنتين I الأخبار I عربي ودولي

استأثرت الأزمة الأوكرانية باهتمام الصحف العالمية، وتناولت الصحف مدى تأثير العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على كيانات وبنوك روسية، إضافة إلى تأثير الأزمة الجارية على أسعار الطاقة، كما تحدثت عن ”سلاح فتاك“ قد تستخدمه موسكو في حال نفذت غزوا كاملا للأراضي الأوكرانية.

 

 

رأت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن العقوبات الغربية التي أعلن عنها، أمس الثلاثاء، ضد روسيا والتي تستهدف بنوكا وكيانات ومقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جراء اعتراف الأخير باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا ودخول قوات روسية هذه المناطق، ستأتي على حساب الغرب وتضر به.

 

وذكرت الصحيفة أن العقوبات لن تؤثر بالشكل المطلوب على روسيا أو على الرئيس الروسي للتراجع عن قراره بشأن أوكرانيا، داعية الغرب إلى تبني نهج تدريجي مع موسكو وترك خيار العقوبات كملاذ أخير.

 

وعلى سبيل المثال، استنكرت الصحيفة قرار ألمانيا وقف الموافقة على خط أنابيب الغاز ”نورد ستريم 2“ من روسيا لأوروبا الغربية، معتبرة أن الخطوة ”غير محسوبة“ وسيكون لها تأثير خطير على أوروبا بشكل عام، وستضر بألمانيا بشكل خاص أكثر من روسيا.

وقالت الصحيفة إن ”مشكلة الغرب هي أن العقوبات المفروضة على روسيا لها ثمن باهظ.. وكان أحد الاقتراحات هو إزالة روسيا من نظام سويفت للتعاملات المصرفية، وهو نظام مراسلة يربط بين البنوك ويسهل التجارة الدولية“.

وأشارت إلى أن هذه الخطوة ستضر بالاقتصاد الروسي لأنها ستؤثر على قدرتها على تصدير النفط والغاز، حيث تقلص الاقتصاد الإيراني بنسبة 7% عندما فرضت إجراءات مماثلة على طهران.

وفي حين أن المركز المالي لروسيا أقوى من وضع إيران، يرى الخبراء أن تأثير العقوبات الصارمة قد يتمثل في خفض 4% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا، ودفع التضخم إلى ما يزيد عن 10% ، وإجبار البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة إلى 14% بحسب الصحيفة.

ولفتت الصحيفة في تحليلها إلى أن استبعاد روسيا من نظام ”سويفت“ سيضر الغرب أيضًا، وقالت إنه ”في البداية، سيثير القرار التساؤل حول كيفية دفع ثمن الغاز الروسي. علاوة على ذلك، من المؤكد أن التكلفة العالمية للطاقة سترتفع، وربما بشكل حاد“.

واعتبرت أن ”العقوبات قد تدفع الرئيس بوتين إلى اللجوء للصين، الأمر الذي يشكل تحديا كبياً لأوروبا وأمريكا“.

سلاح روسيا الخطير

ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أنه في حال شنت روسيا حربًا شاملة مع أوكرانيا، فإن أحد أخطر أسلحتها سيكون موجودًا بالفعل في العاصمة، كييف، موضحة أنه عبارة عن ”شبكة من الجواسيس“ التي طورتها موسكو لعقود داخل الجيش الأوكراني، وقوات المخابرات والأمن.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشبكة أصبحت أصغر بكثير مما كانت عليه عندما بدأ الصراع في 2014، مع استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم و“الغزو السري“ لمنطقة ”دونباس“ الشرقية.

 

وقالت إنه منذ ذلك الحين، ”أدت تحقيقات مكافحة التجسس الأوكرانية، وعمليات تطهير الأشخاص الذين تربطهم صلات بالحكومة الروسية، إلى الحد بشكل كبير من تسلل موسكو“.

وأفادت الصحيفة بأن عددا من المسؤوليين بالأمن الأوكراني، الحاليين والسابقين، يشكون علنًا في أن بعض زملائهم، بما في ذلك في المناصب العليا، يعملون سرا لصالح موسكو.

واستشهدت الصحيفة بتقرير صدر الشهر الجاري من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث مقره لندن، نقلا عن مقابلات مع مسؤولي الأمن والاستخبارات الأوكرانيين، أنه تم الكشف مؤخرا عن ”هيكل ظل“ يعمل داخل الحكومة الأوكرانية لنقل المعلومات إلى موسكو.

ولفتت إلى أن الكثير من المواطنين الأوكرانيين، بمن فيهم كبار ضباط الجيش والمخابرات، لهم أقارب في روسيا، حيث يحتفظ البعض بعلاقات عبر الحدود على الرغم من 8 اعوام  من الصراع.

ويحذر المحللون من أن ”العديد من المسؤولين الأمنيين في أوكرانيا من المحتمل أن ينشقوا إلى الجانب الروسي إذا كانوا يعتقدون أن له اليد العليا“.

ارتفاع أسعار الطاقة

رأت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن قرار روسيا بالاعتراف بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، يهدد استثمارات مهمة لعمالقة النفط الغربية، وقد يزيد من ارتفاع أسعار الطاقة العالمية في الأسابيع القليلة المقبلة.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن ”صناعة الطاقة قد تتضرر إذا استمرت الأزمة في أوكرانيا، خاصة إذا قرر بوتين إرسال قوات إلى بقية أوكرانيا أو سعى للسيطرة على العاصمة كييف“، مشيرين إلى أنه ”من المرجح أن يجبر مثل هذا العمل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والقادة الغربيين الآخرين على تصعيد ردهم،رما سيكون له أثره أيضا على أسعار الطاقة“.

وقالت الصحيفة ”يرى خبراء الطاقة أن أسعار النفط يمكن أن ترتفع بسهولة بمقدار 20 دولارًا للبرميل إذا سعى بوتين لاحتلال جزء أكبر أو كامل أوكرانيا“، مشيرين إلى من شأن مثل هذه النتيجة أيضًا أن ”تتسبب في مشاكل كبيرة لشركات النفط الغربية التي تعمل في روسيا“.

وأوضحت الصحيفة ان ”روسيا تعد ثالث أكبر منتج للنفط في العالم وثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي، وأن أي أزمة تنطوي عليها من شأنها أن تعكر صفو أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي، وإلى جانب روسيا نفسها، ستشعر أوروبا بوطأة الألم“.

”انتصار كبير“ لبوتين

قالت مجلة ”الأتلانتيك“ الأمريكية، إنه بينما يراقب العالم الأزمة في أوكرانيا، تتوغل روسيا في بيلاروسيا المجاورة دون أن يتحدث أحد عن هذه التحركات، على الرغم من أنه تم على مرأى ومسمع من العالم.

وذكرت المجلة أنه في غضون شهر، تمكن بوتين، بشكل فعال من تحويل دولة سوفييتية سابقة إلى امتداد للأراضي الروسية دون إطلاق رصاصة واحدة في البلاد، ظاهريًا بسبب التدريبات المخطط لها بين جيشي البلدين.

 

وأشارت إلى أن إعلان بيلاروسيا بقاء القوات الروسية، المقدر عددها بأكثر من 30 ألف جندي، وهو أكبر انتشار لموسكو على أراضي مينسك منذ نهاية الحرب الباردة، على أراضيها له مدلول خطير ويجب أن يثير القلق في الغرب وواشنطن.

وأضافت المجلة أنه ”بغض النظر عما يحدث في أوكرانيا، يعد هذا انتصارًا كبيرًا في حرب بوتين، مع الغرب“، معتبرة أن ”الخطوة لا تمثل انتهاكًا لسيادة بيلاروسيا فحسب، بل تشكل تحديًا كبيرًا لحلف الناتو، كضامن أمني في دول البلطيق، حيث تشترك بيلاروسيا في الحدود مع 3 أعضاء في الحلف“.

 

وقالت المجلة ”لا يستطيع بوتين فقط ادعاء موقع استراتيجي في صراعه المتصاعد مع أوكرانيا، ولكنه تمكن أيضًا من تعزيز موقع بيلاروسيا داخل دائرة نفوذ موسكو“.

واعتبرت أن هذا التحول لن يمر مرور الكرام في أماكن مثل بولندا ودول البلطيق، التي لطالما نظرت إلى بيلاروسيا على أنها حصن بينها وبين روسيا.

ورأت أنه ”من خلال التنازل عن أراضيها لموسكو، دعت بيلاروسيا بشكل فعال القوات الروسية للوقوف على أعتاب هذه الدول“.