بعد أن أطلق حملة دعم للاجئين الأوكران، بل سافر إلى الحدود الأوكرانية في رسالة دعم قوية لكييف مقابل "الهجمات الروسية"، وقع نائب برازيلي في الفخ. فقد أثار تسجيل صوتي سرب له يتحدث خلاله عن "الأوكرانيات النازحات"، موجة غضب شديدة، ومطالبات باستقالته في الحال من الكونغرس البرازيلي.
وفي التفاصيل، بدأت القصة بعد أن سافر آرثر دو فال (35 عاما)، عضو الكونغرس عن مدينة ساو باولو، إلى منطقة أوزهورود الحدودية الأوكرانية، وغرد من هناك بصورة من حسابه على تويتر وهو إلى جانب زجاجات المولوتوف الحارقة.
فيما أكد رفيقه في تلك الرحلة، الناشط اليميني رينان سانتوس، أنهم تبرعوا بآلاف الدولارات، وساعدوا اللاجئين على عبور الحدود، كما "صوروا واقع البلد الذي غرق في الحرب".
جميلات وسهلات المنال! لكن "الإناء سرعان ما نضح بما فيه"، فانقلبت الصورة رأسا على عقب، إذ سرعان ما نشرت وسائل الإعلام المحلية تسجيلات مسربة بصوت دوفال، يتحدث فيها عن النازحات الأوكرانيات، بحسب ما أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية. فقد وصف النائب الشاب النازحات بالجميلات جداً، وسهلات المنال. وسمع في أحد التسجيلات يقول: "عبرت للتو الحدود سيرا على الأقدام بين أوكرانيا وسلوفاكيا.. أقسم لك يا أخي لم أر أبدا في حياتي فتيات جميلات وفاتنات مثل هؤلاء.. شيء لا يصدق". كما أضاف في مقطع آخر: "دعني أخبرك، إنهن سهلات المنال لأنهن فقيرات.. لذا بمجرد أن تنتهي هذه الحرب، سأعود إلى هناك".
تعليقات بذيئة وكريهة وقد أثارت تلك التعليقات موجة غضب عارمة، ووصفت بالبذيئة والكريهة. كما وقع 40 ألف شخص على عريضة تطالب بإقالة المشرع الذي انهالت عليه الانتقادات من كل حدب وصوب. بدورها، دانت زوجة السفير الأوكراني السابق في البرازيل، هذا التصرف المشين. وظهرت فابيانا ترونينكو، بفيديو وهي تبكي، قائلة "لقد أظهر عدم احترام كبير". كذلك، وصف القائم بالأعمال الأوكراني في البرازيل أناتولي تكاش، تلك التصريحات بغير المقبولة.
كلامي كان غبياً في المقابل حاول دو فال، الذي عاد إلى البرازيل يوم السبت الماضي، ليكتشف أنه فقد حلفاء رئيسيين وصديقته أيضا، تبرير تلك التصرفات. وقال مقدما اعتذاره "كنت مرهقا بعد ثلاثة أيام دون شرب الماء أو الاستحمام.. وكلامي كان غبياً جدا". كما أعلن تخليه عن خطط الترشح لمنصب حاكم ساو باولو! يشار إلى أن أكثر من مليون ونصف نازح أوكراني تركوا البلاد منذ بدء العملية العسكرية الروسية التي أطلقها الكرملين في 24 فبراير ضد الجارة الغربية، بحسب ما قدرت الأمم المتحدة، متوقعة أن يصل العدد في أوروبا قريبا إلى 5 ملايين نازح. وقد استتبعت تلك العملية الروسية استنفارا غربيا ضد موسكو، وفرض عقوبات قاسية عليها شملت مئات المؤسسات والمصارف والسياسيين والأثرياء أيضا، حتى إنها طالت الرئيس الروسي فلاديمير زيلينسكي ووزير خارجيته سيرغي لافروف.