يرى معظم الناس أن فقدان الذاكرة هو العلامة الحمراء الأولى للخرف، لكن التغييرات في أنماط النوم يمكن أن تسبق هذه العلامة المميزة. وقالت الدكتورة روزا سانشو، رئيسة الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة، إن "أنماط النوم غير المعتادة" يمكن أن تظهر "قبل وقت طويل من ظهور أعراض مثل فقدان الذاكرة".
وكانت سانشو تعلق على نتائج دراسة نُشرت في مجلة Neurology في ذلك الوقت. واقترح باحثون في الولايات المتحدة أن التحول نحو فترات أطول من النوم قد يشير إلى المراحل المبكرة من الخرف.
ويعتمدون على بيانات من دراسة فرامنغهام للقلب - وهي دراسة سكانية كبيرة تتابع مجموعة من الأشخاص وأطفالهم منذ عام 1948، وتنتج ثروة من المعلومات حول أمراض القلب والحالات الأخرى.
ونظروا في مدة النوم المبلغ عنها ذاتيا لـ 2457 شخصا في الدراسة، لمعرفة ما إذا كان الاختلاف في مدة نوم الأشخاص مرتبطا باختلاف خطر الإصابة بالخرف.
ونظر الباحثون إلى عدد ساعات النوم التي اعتقد المشاركون أنهم حصلوا عليها في اليوم وكيف تغير ذلك بين نقطتين، بفارق 13 عاما. وبعد عشر سنوات من تقييمات النوم هذه، نظر الباحثون لمعرفة من أصيب بالخرف. وعلى مدى 10 سنوات من المتابعة، أصيب 234 شخصا في الدراسة بالخرف، تم تشخيص 181 منهم بمرض الزهايمر. ووجد الفريق أن النوم أكثر من تسع ساعات في اليوم مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف مقارنة بالنوم أقل من تسع ساعات. وكان الانتقال من النوم أقل من تسع ساعات إلى النوم لأكثر من تسع ساعات مرتبطا بخطر أكبر للإصابة بالخرف، بينما لم يكن هناك خطر متزايد للإصابة بالخرف بالنسبة لأولئك الذين ناموا بالفعل أكثر من تسع ساعات في اليوم. وكانت نتائج اختبارات التفكير ومسح الدماغ متاحة لـ 2238 شخصا في الدراسة. ووجد الباحثون أن قلة النوم (أقل من ست ساعات) والنوم الطويل (أكثر من تسع ساعات) ارتبطت بأداء ضعيف في اختبارات التفكير.
ومع ذلك، ارتبطت فترات النوم الأطول فقط بانخفاض حجم الدماغ، والذي يستخدم كمؤشر على انكماش الدماغ. وتعليقا على النتائج، قالت الدكتورة روزا سانشو: "أشارت دراسات أخرى إلى وجود صلة بين التغيرات في نوعية النوم وظهور الخرف، وبينما لم يتم قياس ذلك في هذه الدراسة، فقد يكون عاملا مهما يؤثر على مدة النوم. إن فهم المزيد حول كيفية تأثر النوم بالخرف يمكن أن يساعد الأطباء يوما ما على تحديد أولئك المعرضين لخطر الإصابة بهذه الحالة. واستخدمت هذه الدراسة معلومات النوم المبلغ عنها ذاتيا، والتي لا يمكن الاعتماد عليها دائما، لذا ستكون هناك حاجة لدراسات أكبر تبحث في عدد من العوامل المتعلقة بالنوم لفهم هذا الرابط بشكل أفضل".