تقرير: قوة المقاومة الأوكرانية ستغير النظام الأمني الأوروبي

عربي ودولي
قبل سنتين I الأخبار I عربي ودولي

رأت مؤسسة أبحاث دفاعية بريطانية أن ”قوة الأداء العسكري الأوكراني في مواجهة الغزو  الروسي تمثل حافزا لتغييرات واسعة في أوروبا ومن شأنها تغيير النظام الأمني“.

 

ولفت ”المعهد الملكي للخدمات المتحدة“، أكبر مركز دراسات دفاعية في أوروبا، إلى أنه ”في حين أن هذه التغييرات قد تكون في بعض النواحي رد فعل طبيعياً للعدوان الروسي، فقد شكلت روح المقاومة الأوكرانية علاقة عاطفية مع الحكومات والشعوب الأوروبية وقدمت تذكيراً بقوة الغرب في الدفاع عن الحرية والديمقراطية والسيادة“.

 

وقال المعهد في تقريره، الأربعاء: ”هناك ثلاثة مجالات يمكن تحديدها في ما يتعلق بتأثير إرادة القتال الأوكرانية، أولها إجراء  تغييرات شاملة في السياسة الأوروبية في تتابع سريع خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى التي تلت الغزو الروسي“.

 

وأضاف: ”التوقيت مهم للغاية.. لو استسلم الأوكرانيون في غضون يومين أو ثلاثة أيام، كما توقع معظم المحللين، فمن المرجح أن العواصم الأوروبية كانت ستدين بشدة العمل الروسي، كما حدث في عام 2014، لكنها لن تصل إلى حد إرسال مساعدات عسكرية“.

كما اعتبر المعهد أن ”موجة الدعم الشعبي والضغط السياسي المستمر أجبرت الحكومات الأوروبية على التحرك في ما يتعلق بإرسال مساعدات لأوكرانيا وفرض عقوبات قاسية على روسيا“.

 

ولفت إلى أن ”المجال الثاني هو إعلان العديد من الدول الأوروبية عن زيادات في الإنفاق الدفاعي، وفي حين أن هذا قد يحدث بغض النظر عن الأداء الأوكراني، فإن قوة الأداء كان لها أثر كبير على القرار، خاصة في ما يتعلق بسرعة التغيير“.

 

وأوضح انه ”بمجرد أن أعلنت ألمانيا عن استثمارها الإضافي البالغ 100 مليار يورو في الدفاع بعد ثلاثة أيام فقط من الغزو وعكس السياسة التي استمرت لأكثر من 30 عاماً، فقد كان للقرار تأثير مضاعف على البلدان الأوروبية الأخرى“.

 

وقال التقرير: ”هذا أمر مهم، لأن روسيا على قمة تحول عسكري دام 14 عامًا لا يمكن أن يستمر لأن العقوبات تستهدف الصناعات الاستراتيجية المتعلقة بالدفاع. ولذلك، فإن ميزان القوة العسكرية خاصة في ما يتعلق بالتكنولوجيا سيصب في مصلحة الأوروبيين في غضون خمس إلى عشر سنوات، بشرط الحفاظ على هذا الإحساس الجديد بالهدف“.

 

وبالنسبة للمجال الثالث، رأى المعهد في تقريره أنه ”يرتبط بشكل وثيق بالنقطة المذكورة أعلاه، خاصة أن مستوى القدرات العسكرية الروسية انكشف تماما في أوكرانيا“.

وتابع: ”في حين أنه يجب توخي الحذر في تقييم الأداء الروسي بعد شهر واحد فقط من الحرب، فقد وفر الصراع بالفعل قدرًا هائلاً من البيانات للمحللين الغربيين لتقييمها ودمجها في افتراضات التخطيط الدفاعي وتطوير العقيدة، مثل مفهوم الردع لحلف الناتو والدفاع عن المنطقة الأوروبية-الأطلسية“.

 

وختم المعهد تقريره بالقول: ”كانت إرادة الأوكرانيين في القتال عاملاً حاسمًا في الشهر الأول من الحرب.. ومع ذلك، لا تزال هناك صعاب كبيرة ضدهم عسكريًا، والدعم المستمر من الغرب أمر حاسم لبقاء الدولة الأوكرانية.. ويجب على العواصم الأوروبية أن تضع في اعتبارها كيف أن إرادة أوكرانيا للقتال أثرت بالفعل بشكل إيجابي على دفاعها وأمنها عند تقييم الدعم الطويل المدى الذي يجب أن تقدمه“.