قال التحالف العربي في اليمن، الجمعة، إن جماعة الحوثي استهدفت مدنيين ومنشآت اقتصادية في السعودية، فيما حذّرت المملكة من أن تلك الهجمات من شأنها زعزعة إمدادات الطاقة العالمية، بينما نددت دول أوروبية وعربية بـ"الهجوم الحوثي".
واستهدفت الهجمات محطة لشركة أرامكو النفطية بجدة، وخزانات الشركة الوطنية للمياه بظهران الجنوب، ومحطة للكهرباء بصامطة، فيما تصدت الدفاعات السعودية لهجمة بصاروخ باليستي استهدفت محطة نفطية بجازان ومسيرة مفخخة كانت تستهدف نجران. ولم تؤدِّ الهجمات إلى وفيات أو إصابات، ولكنها أحدثت أضراراً مادية طالت بعض المركبات المدنية وكذلك المباني السكنية. وأشار التحالف مساء الجمعة، إلى أنه يراقب نشاطاً وتحركات مشبوهة لإطلاق هجمات عدائية من مطار صنعاء الدولي.
وأضاف التحالف في بيان صحافي أن "على الحوثيين احترام القانون الدولي، ووقف التصعيد باستخدام المواقع ذات الحماية الخاصة"، لافتاً إلى أن "صمت المنظمات عن مهاجمة المدنيين باستخدام مواقع محمية يضعها أمام مسؤولية أخلاقية".
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي في اليمن، العميد تركي المالكي، إن الدلائل تشير إلى أن الهجوم الذي تعرضت له محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو بمدينة جدة، يقف وراءه "الميلشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران" حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس". وأعلن التحالف أن الدفاعات السعودية دمّرت صاروخاً باليستياً، أطلقه الحوثيون باتجاه جازان، ومسيرةً مفخخة أطلقوها باتجاه نجران. وقال التحالف في بيان إن الهجوم على خزانات المياه بظهران خلف أضراراً مادية في بعض المركبات المدنية، والمنازل السكنية.
زعزعة إمدادات الطاقة
وحذّر مصدر بوزارة الطاقة السعودية، الجمعة، من أن تلك الهجمات من شأنها زعزعة إمدادات الطاقة العالمية، وجدد التأكيد على ما أعلنت عنه السعودية سابقاً، من أنها "لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التخريبية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران".
ونبّه إلى ضرورة أن يعي العالم خطورة تزويد إيران، جماعة الحوثي، بـ"تقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة". وقال إن الهجوم على محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدّة، حدث بمقذوف صاروخي، بالتزامن مع تعرّض محطة "المختارة" في جازان لهجوم مماثل، مضيفاً أن "هذه الهجمات الإجرامية، لم تسبب إصابات أو وفيات".
إدانة دولية وعربية واسعة
وأثارت الهجمات الحوثية إدانات دولية وعربية واسعة، إذ أعربت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ومصر والإمارات وقطر والكويت والبحرين والسودان، عن استنكارها لتلك الهجمات ووقوفها إلى جانب المملكة. وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، في بيان صادر عن البيت الأبيض، إدانة الولايات المتحدة للهجمات، معتبراً "الهجمات غير المبررة على منشآت النفط التابعة لأرامكو وكذلك المنشآت المدنية في نجران وجازان وظهران الجنوب، أعمالاً إرهابية تهدف إلى إطالة أمد معاناة الشعب اليمني". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر، إن تلك الهجمات "غير مقبولة وسنواصل العمل مع شركائنا السعوديين لتعزيز أنظمتهم الدفاعية مع العمل من أجل حل دائم للنزاع" في اليمن. فيما أدان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون الهجمات "بشدّة" قائلاً إن اعتداءات الحوثيين تعرض حياة المدنيين للخطر ويجب أن تتوقف.