صحف عالمية: قمة تاريخية في إسرائيل.. وكارثة صحية تهدد أوكرانيا وشرق أوروبا

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم الأحد، آخر مستجدات الحرب في أوكرانيا، وسط تقارير تتحدث عن كارثة صحية تلوح في الأفق تهدد دول أوروبا الشرقية بأكملها، ووصفت الصحف تغيير الخطط العسكرية الروسية بالتركيز على إقليم ”دونباس“ في المقام الأول، بأنه ”معاناة“ لشرق أوكرانيا، و“فرصة“ لموسكو للاستيلاء على العديد من المدن.

من ناحية أخرى، ناقشت صحف السيناريوهات والمخرجات المتوقعة من ”قمة النقب التاريخية“ المقررة إقامتها اليوم الأحد بين وزارء خارجية عرب في إسرائيل، في اجتماع هو الأول من نوعه في المنطقة.

”معاناة“ شرق أوكرانيا

 

رأت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن قرار موسكو تغيير خطتها الحربية في أوكرانيا بالتركيز على إقليم دونباس، سيتسبب بالمزيد من المعاناة للشرق الأوكراني، لا سيما أن موسكو لا تملك سيطرة كاملة على المنطقة.

وقالت الصحيفة إن القرار الروسي يبرز كيف تحاول موسكو تأمين الأراضي الأقرب إلى حدودها، والتي طالما رغبتها منذ أعوام، ويمهد الطريق لـ“قتال وحشي“ في منطقة دمرتها العملية العسكرية الروسية عبر أكثر من شهر من الحرب.

 

وأضافت: ”لا تقتصر عمليات روسيا  العسكرية على شرق أوكرانيا فحسب، حيث استهدفت الصواريخ الروسية أمس، السبت، موقعا بالقرب من مدينة لفيف، وهي مدينة تقع على بعد 40 ميلا فقط شرق الحدود البولندية“، مشيرة إلى أن ”الهجوم وقع عندما كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن يزور العاصمة البولندية، وارسو“.

وعن أهمية ”دونباس“ بالنسبة لموسكو، قالت الصحيفة: ”يُنظر للمنطقة على أنها ذات أهمية استراتيجية للكرملين، وبعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم وجزء كبير من دونباس في 2014، كانت موسكو تهدف لتأمين جسر بري بين غرب روسيا وشبه جزيرة القرم، وتوسيع سيطرتها على دونباس“.

وتابعت: ”يأتي تركيز موسكو المكثف على دونباس في الوقت الذي استعادت فيه القوات الأوكرانية بعض الأراضي في المنطقة، حيث لم تحقق القوات الروسية إلا بعض النجاحات الطفيفة منذ بدء الغزو في 24 شباط/فبراير“.

وأردفت الصحيفة أن ”خطة الحرب المتغيرة لروسيا تسلط الضوء على كيفية تعثر موسكو في السيطرة على معظم أو كل أوكرانيا“، وقالت: ”عندما غزت موسكو أوكرانيا، هاجمت على جبهات متعددة، بهدف الاستيلاء على العاصمة كييف ومناطق واسعة من أوكرانيا“.

وأضافت: ”في الأيام الأولى من القتال، تمكنت القوات الأوكرانية من صد هجوم جوي للسيطرة على كييف، ووقف قوافل الدبابات المتجهة للمدينة، وإحباط التقدم الروسي في مناطق أخرى“.

واختتمت: ”فرضت القوات الأوكرانية المسلحة جزئيًا بأسلحة مضادة للدبابات وصواريخ دفاع جوي قدمتها الولايات المتحدة ودول غربية، تكاليف تشغيلية باهظة على روسيا“.

في السياق ذاته، اعتبرت صحيفة ”فاينانشينال تايمز“ البريطانية القرار الروسي ”تراجعا“ عن خطاب الرئيس، فلاديمير بوتين، في يوم الغزو، عندما بدا مصممًا على الإطاحة بـ“النظام الحاكم في كييف“، وشجع المتعاطفين مع روسيا في القوات المسلحة الأوكرانية على الإطاحة بنظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من خلال عملية انقلاب.

وعلى عكس القرارات أو التحذيرات السابقة، قالت الصحيفة إن السلطات الأوكرانية والدول الغربية ردت بـ“حذر“ شديد على القرار الروسي، الذي جاء بعد توقف التقدم الروسي في كييف ومدن أخرى أو أعاقته المقاومة الأوكرانية.

 

وتقدر المخابرات الأمريكية والأوروبية أن خطة روسيا لتحقيق نصر سريع قد ”فشلت“ إلى حد كبير، وسط أخطاء تكتيكية ولوجستية ومقاومة أوكرانية قوية.

ورأت ”فاينانشيال تايمز“ أن ”التغير الخططي الجديد قد يمنح روسيا فرصة لكسب المزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا من خلال تركيز قوتها على منطقة أصغر وتصحيح الأخطاء اللوجستية“.

”كارثة صحية“

سلطت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية الضوء على النظام الصحي في أوكرانيا، وقالت إن الخبراء يحذرون من كارثة للصحة العامة تلوح في الأفق في جميع أنحاء البلاد.

وذكرت الصحيفة أن خبراء الصحة الدوليين العاملين وغير العاملين في ساحات القتال يحذرون من التحول من ”جهود إنهاء الحرب“ إلى كارثة صحية، مشيرين إلى أن ”الصراع يهدد بقلب عقود من التقدم ضد الأمراض المعدية في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤدي لظهور أوبئة جديدة سيكون من المستحيل السيطرة عليها“.

وأوضحت: ”يوجد في أوكرانيا أعداد كبيرة من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية – الإيدز، والتهاب الكبد الوبائي – فيروس سي، علاوة على انخفاض مستويات التطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال وفيروس كورونا بشكل خطير“.

وأضافت: ”تعتبر الظروف المعيشية المكتظة وغير الصحية للاجئين أرضًا خصبة للكوليرا وأمراض خطيرة أخرى، بالإضافة لأمراض الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي والسل“.

وتابعت: ”أحرزت وزارة الصحة الأوكرانية في الأعوام الأخيرة تقدمًا في السيطرة على هذه الأوبئة، لكن هناك خشية الآن من أن التأخير في التشخيص وانقطاع العلاج أثناء الحرب قد يسمح لهذه الأمراض بالعودة، مع عواقب تستمر لأعوام“.

في غضون ذلك، أردفت الصحيفة الأمريكية أن ”القتال قد دمر المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد، وأدى لأزمة لاجئين، مما عرض للخطر آلاف الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والسرطان“.

 

ونقلت الصحيفة عن المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة لأوروبا الشرقية، الدكتور ميشيل كازاتشكين: ”كل شيء في خطر كبير.. يجب أن نتوقع أزمات صحية كبيرة في ما يتعلق بالأمراض المعدية والأمراض المزمنة، والتي أتوقع أن تكون حادة ودائمة“.

وفي أزمة أخرى، قالت الصحيفة: ”فر أكثر من 3 ملايين أوكراني، معظمهم إلى بولندا، ونزح ما يقرب من 7 ملايين داخليًا، حيث يقول الخبراء إن اللاجئين يصلون لدول غير مستعدة بشكل كاف للمرضى ذوي الاحتياجات الطبية العاجلة“.

وأضافت: ”روسيا نفسها لديها عدد أكبر من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا الشرقية، ومن المرجح أن تعطل العقوبات الغربية المستويات المنخفضة بالفعل لتمويل الخدمات في البلاد“.

قمة تاريخية في إسرائيل

وصفت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ العبرية القمة العربية الإسرائيلية المقررة إقامتها في ”صحراء النقب“، اليوم  الأحد، وتستمر ليومين بـ“التاريخية“، معتبرة أنها تسلط الدور على دور تل أبيب الجديد كلاعب دبلوماسي مهم في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة العبرية إن ”القمة تأتي بعد لقاء تاريخي آخر التقى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضي“.

ورأت الصحيفة أن ”قمة النقب“ تسلط الضوء على تعزيز إسرائيل للعلاقات الطبيعية مع جيرانها تحت عنوان ”اتفاقات أبراهام“، حيث أقامت الإمارات والبحرين والمغرب علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل في عام 2020.

وكانت مصر قد أبرمت اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979، وتبعها الأردن في عام 1994.

وقالت الصحيفة: ”ينظر إلى الاجتماع أيضا على أنه استعراض مهم للتضامن الإقليمي ضد التهديد النووي الإيراني والعدوان الإقليمي، كما أنه سوف يبني على مخرجات اجتماع شرم الشيخ“.

 

من جانبها، رأت صحيفة ”نيويورك تايمز“ أن اجتماع إسرائيل مع كبار الدبلوماسيين من 4 دول عربية والولايات المتحدة، يعد أحد أقوى المؤشرات حتى الآن على أن تل أبيب بدأت في جني ثمار صفقات السلام التي تم التوصل إليها قبل عامين، وهو إعادة تنظيم عميقة لقوى الشرق الأوسط التي تسارعت بسبب الحرب في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن خبير عربي في العلوم السياسية، بان ”الاجتماع – وهو الأول من نوعه الذي يشارك فيه عدد كبير من المسؤولين العرب والأمريكيين والإسرائيليين على الأراضي الإسرائيلية في وقت واحد – دليل على قبول إسرائيل من قبل القادة العرب الرئيسيين، ويشير إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط على وشك الدخول في مرحلة جديدة“.

وأضاف الخبير، وفقا للصحيفة: ”هذه طريقة لإظهار أن الأصدقاء والشركاء في المنطقة يتحدثون إلى واشنطن بشكل جماعي، وربما بهذه الطريقة، ستستمع الإدارة الأمريكية اليهم أكثر بشأن القضايا الرئيسية“.