حذرت دراسة جديدة أن حرائق الغابات والأمطار الغزيرة التي تسبب فيضانات وانهيارات طينية ستهدد الغرب الأميركي بشكل متكرر في عالم ترتفع درجة حرارته. وبحسب الدراسة، سيرتفع احتمال وقوع هذا المزيج من الحرائق والفيضانات بنسبة ثمانية أضعاف في شمال غرب المحيط الهادئ، ويتضاعف في كاليفورنيا ويقفز حوالي 50٪ في كولورادو بحلول عام 2100، في أسوأ سيناريو لتغير المناخ جراء ارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة، وفقا للدراسة التي نشرت الجمعة.
وحذرت الدراسة أنه مع اشتداد تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، فإن 90٪ من الحرائق الكبيرة سيتبعها ما لا يقل عن ثلاثة موجات أمطار غير عادية في نفس الموقع في غضون خمس سنوات. وقال مؤلفو الدراسة إنه على الرغم من أن الغرب يزداد جفافا بشكل عام، مما يجعل موسم حرائق الغابات أطول، إلا أن موجات الأمطار الغزيرة المركزة تزداد. وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، سامانثا ستيفنسون، عالمة المناخ في جامعة سانتا باربرا في كاليفورنيا: "كارثة واحدة سيئة. لكن كارثتين في تتابع سريع سيكونان أسوأ".
وتضيف أن حرائق الغابات تنبئ بعواقب أسوأ، إذ أنها تقضي على الغطاء النباتي وتغير خصائص التربة وتجعل الوضع ملائما لفيضانات مدمرة. وتقول ستيفنسون إن حريق توماس، وهو حريق غابات ضخم أضر بمقاطعتي فينتورا وسانتا باربرا في كاليفورنيا، الذي بدأ في أواخر عام 2017، أعقبه بعد شهر هطول أمطار بلغت نسبتها (13 ملم) في خمس دقائق فقط، ما تسبب في انهيارات طينية في مونتيسيتو أسفرت عن مقتل 23 شخصا. وفي شمال غرب المحيط الهادئ، تستمر مواسم الحرائق والفيضانات وتكون متشابهة في مدتها وحدتها، وتحذر الدراسة أن الحرائق ستزداد سوءا في المستقبل، فيما ستزداد كمية الأمطار بشكل أكبر. ونظر التقرير في 11 ولاية غربية أميركية، مركزا على أربع منها حيث كانت الزيادة المتوقعة في الحرائق تليها الأمطار الغزيرة أكثر وضوحا. وأقر مؤلفو الدراسة بأن أسوأ سيناريو للاحترار الذي درسوه باستخدام عشرات من عمليات المحاكاة المناخية، أصبح أقل احتمالا بشكل متزايد بعد أن خفضت العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ولكن في السيناريوهات الأكثر ترجيحا، من المحتمل أن يظل شمال غرب المحيط الهادئ يشهد زيادة بمقدار أربعة أضعاف في نسبة الحرائق والفيضانات، وفق المؤلف الرئيسي للدراسة دانييل توما، وهو عالم مناخ في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي.