هدنة رمضان فرصة للوساطات رغم الانتهاكات الحوثية

محليات
قبل سنتين I الأخبار I محليات

مع دخول الهدنة السارية في اليمن أسبوعها الثالث، أكد محللون غربيون أن الهدوء الحذر يبعث الآمال بشكل نسبي في إمكانية إحراز تقدم حقيقي، على صعيد وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 7 سنوات، لكن ذلك لا يعني بالضرورة، أن الطريق بات ممهدا بشكل كامل لتحقيق هذه الغاية.

وأشار المحللون إلى أن الهدنة المتواصلة منذ مطلع الشهر الجاري، منحت اليمنيين فترة راحة ضرورية من القتال، الذي اندلع إثر الانقلاب «الحوثي» الدموي عام 2014، وأطاح بالحكومة الشرعية، ما زج بالبلاد بأسرها في أتون صراع عسكري ضارٍ، أسقطها فريسة للأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم.

واعتبروا أن تزامن الصمود النسبي للهدنة مع إعلان الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي تفويض صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي، أثار مشاعر تفاؤل حذرة، في أن تمثل هذه التطورات، خطوة أولى على طريق حقن دماء اليمنيين، وإسدال الستار على الحرب الدائرة في بلادهم، لا سيما بعدما سُجِل خلال الأسبوعين الماضيين، تراجع بسيط في الممارسات العدوانية الحوثية، والاعتداءات التي كان الانقلابيون ينفذونها عبر الحدود.

ومن شأن ذلك تهيئة الأجواء لتكثيف جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة وقوى إقليمية ودولية، للحيلولة دون تجدد الحرب، ولوضع حد لخطر الميليشيات الحوثية الإرهابية، التي تزعزع هجماتها الاستقرار في المنطقة، وتهدد حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب.

ولكن خبراء ومسؤولين - لم يُكشف عن هويتهم - حذروا في تصريحات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، من الإفراط في التفاؤل، مؤكدين أنه من السابق لأوانه، اعتبار التطورات الأخيرة على الساحة اليمنية بمثابة انفراجة فعلية، وذلك في ضوء المخاوف من استغلال الانقلابيين للهدنة، للتحضير لشن هجمات جديدة، بجانب الانتهاكات الحوثية لوقف إطلاق النار المؤقت، التي قد تُنذر بإمكانية انهياره.

وشدد المحللون على أن المشكلة الجوهرية، تتمثل في أن «الحوثي» لا يشكل في نهاية المطاف، سوى ميليشيات إرهابية لا دولة بأي حال من الأحوال، حتى وإن حاول الانقلابيون التظاهر بأن عصابتهم المسلحة، تتمتع بطابع مؤسسي يُمَكِنها من قيادة دولة مثل اليمن، وهو ما يجعل هؤلاء المسلحين يشعرون بأنه ليس لديهم ما يخسرونه، ويدفعهم للمراهنة على البقاء في المشهد السياسي والعسكري اليمني، بغض النظر عن أي ثمن يدفعه المدنيون مقابل ذلك.

وتجسدت هذه المخاوف في تصريحات أدلى بها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج الأربعاء الماضي، في ختام أولى زياراته لصنعاء، وأقر فيها بأنه يشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات للهدنة، مشيرا في الوقت نفسه إلى التطورات الإيجابية، التي ترتبت على الوقف المؤقت للمعارك، ومن بينها بدء وصول إمدادات من المشتقات النفطية، وتواصل الاستعدادات، لفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية للمرة الأولى منذ 6 سنوات.

وعلى مدار الأعوام السبعة الماضية، أدت المواقف الحوثية المتعنتة، إلى فشل الكثير من المحاولات التي بُذِلَت لإيجاد وقف دائم لإطلاق النار، ومن ثم العودة إلى طاولة التفاوض، لبحث سبل التوصل إلى اتفاق سلام، يفضي لإنهاء الحرب التي خلّفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، وملايين النازحين واللاجئين.

ويُعزى قبول الميليشيات الانقلابية للهدنة الحالية، إلى الانتكاسات واسعة النطاق، التي مُني بها مسلحوها على جبهات عدة منذ مطلع العام الحالي، خاصة في محافظة مأرب، التي سعت العصابة الحوثية باستماتة، للاستيلاء عليها على مدار أكثر من 12 شهرا، دون جدوى.