الشدادي : الحوثيون دعاة حرب لا يريدون السلام

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

كشف حالة عن الأزمة يقدمه نائب رئيس مجلس النواب بحيثيات تستنسخ ذات الخلاصة وهي أن الحوثي لا يريد السلام.

 

محمد علي الشدادي؛ نائب رئيس مجلس النواب للشؤون البرلمانية والعلاقات الخارجية، عاد في مقابلة مع "العين الإخبارية" جرت بالعاصمة المصرية القاهرة، على أبرز نقاط التوقف والعراقيل التي تزرعها المليشيات الانقلابية بوجه الاستقرار.

 

 

وقال إن الحوثي لم يقدم أي شيء من أجل السلام وإنهاء الحرب التي دمرت الشعب اليمني، مضيفا أن المليشيات تعمل حاليا على استغلال الهدنة التي تم التوصل إليها بمساعدة الأطراف العربية والدولية وجرى تمديدها لمدة شهرين إضافيين في 2 يونيو/ حزيران الجاري.

 

دعاة حرب

الشدادي أشار إلى أن الحكومة الشرعية رصدت استغلال الحوثي لهذه الهدنة من خلال الخروقات التي يرتكبها بين الحين والآخر، لافتا إلى أن الجماعة الإرهابية تعمل على ترتيب صفوفها الداخلية والحصول على الدعم الإيراني من الأسلحة وغيرها من أجل استمرار الحرب وليس السلام.

 

 

وشدد على أن هذه المليشيات "دعاة حرب وليس سلام واستقرار"، معتبرا أنها تعمل على تنفيذ وتحقيق أهداف إيران بالمنطقة من خلال زعزعة أمن واستقرار الجوار اليمني.

 

وبخصوص الأداء اليمني، قال المسؤول البرلماني إن الحكومة الشرعية قدمت كل ما لديها من أجل تحقيق هذه الهدنة الحفاظ عليها، في الوقت الذي تقوم فيه مليشيات الحوثي بتنفيذ مآرب إيران بالمنطقة عبر التدمير والخراب.

 

وبالنسبة له، فإن "الشعب اليمني استبشر خيرا بالهدنة من الناحية الإنسانية حيث كان يأمل بأن يتدفق النفط والمواد الغذائية ويفتح مطار صنعاء، ولكن للأسف يستغلها (الهدنة) الحوثي من أجل أجندة إيران بالمنطقة".

 

وأوضح أن مدينة تعز تضم أكثر من ٤ مليون نسمة محاصرون ليس لهم علاقة بالعسكريين بل هم مدنيون محاصرون، معربا عن ألمه لما تشهده تعز من حصار وتهجير وقصف والأمر الذي اعتبره "شكلا من أشكال الإبادة الجماعية".

 

وتابع أنه كان هناك اتفاق بأن يتزامن فتح المطار وميناء الحديدة، لكن "الحوثي أخذ كل شيء في الشهرين الماضيين من أجل الهدنة ولم يقدم أي شيء".

 

تخاذل دولي؟

بالمقابلة نفسها، اتهم الشدادي المجتمع الدولي بـ"التخاذل" تجاه خروقات الحوثي خلال الهدنة الأممية.

 

وأكد أن "الحكومة الشرعية التزمت بما فرضته الهدنة ودول التحالف (العربي لدعم الشرعية في اليمن) أيضا، وتعاونت وفتحت مطاراتها (...)، ولكن هذه التضحيات من أجل تخفيف عبء الأزمة عن الشعب اليمني لم تنجح بفعل ممارسات الحوثيين".

 

وعاد المسؤول اليمني ليشدد على أن الحوثيين لا يريدون السلام لأنه لا يمضي في صالحهم ولا صالح إيران، مشيرا إلى أن المليشيات تشكل إحدى أذرع طهران التي تريد تدمير اليمن كما دمرت العراق ولبنان.

 

وحول الدور الأممي بشأن الحفاظ على الهدنة أو محاسبة الحوثي، قال الشدادي إن "اللوم لا يقع على الحوثيين بشأن الانتهاكات المستمرة سواء للهدنة أو بحق الشعب اليمني، لكن اللوم يقع على المجتمع الدولي الذي يبدو غير قادر على التصريح بمن هو المخطئ أو معاقبته بل يشجب ويدين ويعرب عن القلق فقط" .

 

وحذر من أن أفعال الحوثي ومن خلفه إيران أعادت اليمن إلى 1400 سنة للوراء، مشيرا إلى أن "الشعب اليمني ابتلي بهم ومن يدفع الثمن هو الشعب نفسه، وإيران شر ابتلي به المجتمع العربي وربما الدولي رغم تخاذله".

 

وفي معرض حديثه دائما عن المجتمع الدولي، قال إن المبعوث الأممي الحالي هو "رابع مبعوث وربما يأتي الخامس والسادس ولا تحل القضية اليمنية، وكأنها مجرد ترتيب لأوضاع الخبراء وزيادة ميزانية الأمم المتحدة فقط".

 

وأردف القول: "مأساة الشعب اليمني أصبحت كمصائب قوم عند قوم فوائد، هناك الميزانية وتحركات المبعوث ذهابا وإيابا، والشعب اليمني هو من يدفع الثمن من الفقر والعوز والحياة كلها مأساة حقيقية من نقص الغذاء والوقود وغيرها من ضروريات الحياة".

 

دور عربي

وبشأن الدور العربي وخصوصا الإماراتي في القضية اليمنية، قال نائب رئيس مجلس النواب اليمني إن دول التحالف العربي، لا سيما السعودية والإمارات ومصر، تبذل مجهودا كبيرا وتحملت أعباء كبيرة من أجل قضية اليمن.

 

وتابع أن الإمارات قدمت دماء أبنائها وأموالا ومساعدات للقضية اليمنية وكذلك المملكة العربية السعودية وباقي دول التحالف العربي أيضا لم يدخروا جهدا مع الشعب اليمني.

 

وقدم شكره للإمارات ولرئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وللشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ولشعب دولة الإمارات على مساندة اليمن وشعبه منذ بداية الأزمة وحتى اللحظة.

 

خزان صافر

وحول خزان صافر الذي يعتبر قنبلة موقوتة في البحر الأحمر، قال الشدادي إن القضية تعد ورقة ابتزاز لا أكثر ولا أقل تستخدم من قبل إيران ضد المجتمع الدولي والمنطقة.

 

وبالنسبة له، فإن طهران تعتبر خزان صافر مركزا للرد على تهديدات الغرب وأمريكا بشأن برنامجها النووي، كاشفا أن الضغط بهذه القضية لا يستهدف اليمن وإنما عدم استقرار المنطقة خصوصا أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات الملاحية.

 

والهدف الأكبر، يتابع، يشمل أيضا تهديد مصر عبر قناة السويس وباب المندب وكذلك السعودية باعتبار أن البحر الأحمر ممر عربي ودولي وأفريقي، متسائلا "هل تعجز الأمم المتحدة عن سحب السفينة في الوقت الذي تطالب فيه بمساعدات مالية؟.

 

كما اتهم الشدادي المجتمع الدولي بالكيل بمكيالين عند التعامل مع الأزمات، مستشهدا بتحركات أمريكا وأوروبا في خضم الأزمة الأوكرانية الروسية، في الوقت الذي يعاني الشعب اليمني من قصف ليلا ونهارا بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا والسلاح الإيراني فيما لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا.

 

ورأى أن القضية اليمنية أصبحت ورقة في يد إيران تستخدمها في الملف النووي ومجلس الأمن ليس لديه إلا الشعور بالقلق، مشددا على "ضرورة الاعتماد على النفس في المنطقة والخليج ومصر حيث فرضت علينا الحرب رغم أننا لا نريدها ولا نريد قتالا ولا أيتاما وأرامل".

 

العمل التشريعي

نائب رئيس "النواب" اليمني قال أيضا إن المجلس سيعقد جلسات ويباشر عمله التشريعي من عدن بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، مؤكدا أن كافة مؤسسات الدولة اليمنية عازمة على العمل مع الحكومة والمجلس القيادي خلال المرحلة المقبلة من أجل ترتيب الأوضاع وتكثيف العمل لرفع معاناة الشعب اليمني.

 

وحول الزيارة الأخيرة لرئيس المجلس القيادي الرئاسي في اليمن رشاد العليمي إلى القاهرة، اعتبر الشدادي أن الزيارة تأتي في إطار جولته العربية ليؤكد على عروبة اليمن وعمقه العربي والخليجي، مشددا على أن زيارة القاهرة تمثل أهمية كبرى لليمن لأن مصر هي معبر العالم العربي وشقيقته الكبرى.

 

ولفت إلى أن العليمي أجرى مباحثات مكثفة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن القضية اليمنية والقضايا العربية الأخرى، لافتا إلى أن مصر أكدت دعمها لليمن والشعب اليمني في أزمته الراهنة.

 

وفي ختام المقابلة، قدم الشدادي الشكر لمصر ورئيسها وشعبها لما تقدمه من دعم للنازحين اليمنيين الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون نازح.