القاعدة تقر بخسارة "إرهابي شبوة" والأب يرفض العزاء

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

أقر تنظيم القاعدة الإرهابي ، بخسارة أحد قياداته التي استخدمها لنحو 10 أعوام في عمليات إرهابية بمحافظة شبوة، بإسناد وتواطئ حوثي.

 

ونعى ما يسمى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" في بيان صدر أمس الإثنين ، وتداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، القيادي الإرهابي "يونس محمد عوض ملاقي القشعوري"، المعروف حركيا بـ"أبو علي".

 

وقتل القيادي الإرهابي القشعوري في 11 مايو/ ايار الماضي، لدى محاولته تنفيذ عملية إرهابية تستهدف مدينة عتق، حاضرة محافظة شبوة (جنوب) على بحر العرب، وذلك بعد أن صعدت القاعدة هجماتها بالتنسيق مع مليشيات الحوثي، ردا على تشكل مجلس القيادة الرئاسي.

 

وحررت مديريات شبوة كاملة مطلع العام الجاري من قبضة مليشيات الحوثي، لكنها ما لبثت أن أوكلت أنشطتها الإرهابية لتنظيم القاعدة لاستهداف المحافظة الغنية بالنفط والغاز وذات الموقع الإستراتيجي الهام.

 

 

مطلوب شبوة.. كيف سقط الإرهابي القشعوري؟

يونس القشعوري أحد العناصر الذي جندها تنظيم القاعدة الإرهابي قبل أكثر من 10 أعوام من مديرية رضوم في شبوة، لينتقل إلى محافظة البيضاء المجاورة، والتي كانت ولازالت معقلا للتنظيم، وتحولت مؤخرا إلى نقطة انطلاق بالتمالؤ مع الحوثيين.

 

وكان يوسف القشعوري أحد قيادات التنظيم الإرهابي في شبوة الذي تنشط في المجتمع المحلي، إذ كان يتخفى باسم حركي وبهوية مزورة، محاولا التغلغل في أوساط القبائل، وفقا مسؤولين أمنيين تحدثا لـ"العين الإخبارية".

 

 

 

 

 

وقال المسؤولان، وأحدهما قيادي في قوات دفاع شبوة، إن القشعوري كان أحد أخطر المطلوبين الإرهابيين في المحافظة منذ فترة طويلة إثر مشاركته في عمليات إرهابية محلية، ويتمتع بقدرة كبيرة على التخفي بعيدا عن أجهزة الأمن، مستغلا أصوله القبلية في المحافظة.

 

وأضاف أنه تم رصد القشعوري بعد انتشار قوات دفاع شبوة للمرة الأولى مطلع مايو الماضي داخل مدينة عتق، ما شكل حينها إنذارا مبكرا يؤشر للعودة القوية لأنشطة تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي صعد عملياته بتنسيق مع الحوثيين بعد تشكل مجلس القيادة الرئاسي.

 

 

 

 

وأوضح أن قوات دفاع شبوة استمرت لأيام في عملية تعقب القيادي الإرهابي قبل محاصرته وهو يستقل حافلة نقل صغيرة في أحد شوارع مدينة عتق، لكنه هاجم على الفور الدوريات الأمنية بالرصاص محاولا الفرار.

 

وأشار إلى أن الاشتباك مع الإرهابي القشعوري أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر، ما فرض على الوحدات الأمنية المكلفة بتعقبه تصفيته على الفور.

 

وقال المسؤول الأمني في قوات دفاع شبوة لـ"العين الإخبارية"، إنه تم العثور مع يونس القشعوري على هوية مزورة كان يستخدمها في تنقلاته، وأن مقتله أوجع تنظيم القاعدة الذي لجأ لاحقا للأعمال التخريبية وزراعة العبوات، وهي عمليات نفذت بتنسيق مع الحوثيين.

 

وقوات دفاع شبوة هي قوات أمنية تضم وحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب تم تدريبها وإعدادها من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية ودخلت لتأمين مديريات المحافظة مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي.

 

تشابك الحوثي والقاعدة

عاد تنظيم القاعدة الإرهابي إلى بعض مناطق شبوة بالتزامن مع سيطرة الحوثيين على مديريات بيحان الثلاث في سبتمبر/ أيلول الماضي، وسبقه سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي على المحافظة ما وفر مناخا آمنا لعودة الإرهاب.

 

وكانت أبرز المعسكرات الذي شيدها تنظيم القاعدة في "وادي مدرك" في بلدة "خورة" السفلى شمالي شبوة، فيما اعتمد على القيادي القشعوري في التنسيق مع المجتمع المحلي بما يسهم في إبقائه بعيدا عن الضربات.

 

ولم يدم الحال طويلا، إذ سرعان ما باغتت قوات دفاع شبوة أحد المعسكرات في مارس/ آذار الماضي، بعد شهر ونصف فقط من انتشارها وتلقى الحوثيين أحد أقسى هزائمهم على يد قوات العمالقة الجنوبية بدعم من التحالف.

 

وبينما تراجع عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي إلى البيضاء، ظل يوسف القشعوري يتنقل بين مديريات شبوة حتى تم رصده أثناء تواجده في عتق في مهمة تنفيذ عملية إرهابية تستهدف إحدى مدن اليمن الرئيسية.

 

الأب يرفض التعزية

وبعد إعلان تنظيم القاعدة الإرهابي عن خسارة أحد قيادته، أعاد ناشطون يمنيون تداول بيان مقتضب كان قد أصدره والده محمد عوض القشعوري ووجهه للدولة اليمنية وجميع قبائل شبوة والمجتمع الشبواني، وتبرأ في من جميع أعمال نجله.

 

ورفض الأب أي تعزية في ابنه "يونس" الذي انخرط باكرا مع تنظيم القاعدة الإرهابي، مشيرا إلى أنه قطع التواصل به منذ أكثر من 10 أعوام بعد معرفته بانضمامه للتنظيم الإرهابي.

 

وأشار إلى أنه وكونه ولي أمر المدعو "يونس محمد عوض القشعوري" فإنه "يخلي المسؤولية عنه فيما حصل فيه أو حصل منه وأرفض أي تعزية فيه".

 

وساهم تدخل التحالف العربي 2015، في توجيه ضربات موجعة للتنظيم الإرهابي في المحافظات الجنوبية، وتم عزله وحرمانه من جغرافية مهمة ليتراجع إلى معقله في البيضاء التي تقع تحت قبضة مليشيات الحوثي.