إذا كنتِ أماً لمراهق، فقد تلاحظين أنه يفضّل قضاء وقت طويل بمفرده، وغالباً ما يلجأ إلى غرفته حتى يبقى بعيداً عن باقي أفراد الأسرة، وعلى الرغم من أن هذا عَرَض طبيعي في مرحلة المراهقة، لكن رغبة الأم في معرفة أسباب انعزال ابنها قد تدفعها إلى إزعاجه دون قصد.
لا تقلقي من قضاء ابنك المراهق وقتاً طويلاً بمفرده، فهناك أسباب منطقية تدفعه لهذا. تابعي القراءة لتتعرفي إلى الأسباب التي تدفع ابنك المراهق لقضاء وقت طويل بمفرده. 1- تجنّب النقد عالم المراهق يتمحور حول ذاته، لذا هو يكره أن يكون في دائرة الضوء حتى لا يتعرّض للنقد، ما يدفعه للابتعاد والعزلة في غرفته، حتى يبقى بعيداً عن الأعين والانتقادات، أو حتى المهام المطلوبة منه في الأسرة.
2- الإرهاق الجسدي نتيجة للتغيرات الكبيرة التي تعصف بجسد المراهق، يكون بحاجة إلى النوم لوقت أطول من المعتاد، فالمراهق يحتاج إلى نحو 10 ساعات من النوم يومياً، وساعتين إضافيتين للفتيات في فترة الحيض، لذا قد يقضي المراهق وقتاً طويلاً بغرفته لأنه يشعر بالإرهاق ويحتاج إلى النوم. 3- الحاجة إلى الخصوصية يحتاج المراهق إلى التواصل مع أصدقائه أو استكشاف العالم من حوله، دون أن يشعر أنه تحت المراقبة، ما يدفعه للانعزال في غرفته، حتى يبقى بعيداً عن مراقبة الأسرة. 4- ضغط الأسئلة بما أن المراهق يتحمل مسؤولية الكثير من الأمور في حياته، مثل المذاكرة، الاهتمام بنظافته الشخصية، التواصل مع أجداده، وغيرها، تشعر الأم بالرغبة في سؤاله عن المهام التي أنجزها حتى تتأكد من أن كل شيء على ما يرام، لكن هذا يُشعر المراهق بالحصار والضغط بسبب كثرة الأسئلة، ما يدفعه للهروب إلى غرفته.
بالتأكيد أنتِ بحاجة إلى سؤال ابنك عن بعض الأشياء، والحل هو أن تختاري الأهم منها وتسأليه، وتؤجلي الباقي حتى لا يشعر بالضغط ويضطر للهروب بعيداً عنكِ. 5- تجنب الأشقاء المراهق يكون سريع الغضب، لذا قد ينعزل في غرفته حتى يتجنب أشقاءه، فلا يتشاجر معهم باستمرار. تحلي بالصبر والحكمة، فهذه المرحلة مؤقتة، وسوف يعود ابنك للتفاعل مع أشقائه في مرحلة لاحقة. 6- الاهتمامات المختلفة ابنك أصبح أكبر وأكثر نضجاً، وهو يكتشف كل يوم اهتمامات جديدة، وغالباً ما تكون بعيدة عن اهتماماتك، ما يدفعه لقضاء وقت بمفرده للاستمتاع بالأنشطة التي يفضلها.