للعيد بين أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية في جبهات القتال طقوس وأفراح ومشاعر أكثر قدسية لا يمكن أن توصف أو أن تلخص بمحتوى بسيط يتم تداوله على صفحات التواصل ليردده البعض على الألسن لأيام ومن ثم يذهب أدراج النسيان ويمحى من ذاكرة التاريخ، فعلى العكس من ذلك ستجد هنالك متاريس منيعة تشم من لظاها المستعر نسيم الحرية وترسم من فوهات نيران بنادقها لوحة فنية عنوانها الصمود والاستبسال والتضحية والشموخ، وفي باطنها ترسم ملامح وطن من المهرة حتى باب المندب.
تماما كما هو الحال لدى أبطالنا الميامين في جبهة كرش – الشريجة الذين يجسدون فرحتهم بقدوم عيد الأضحى المبارك بطريقتهم الخاصة من على متارسهم وخنادقهم بمعنويات فولاذية، وعقيدة وطنية لا تنكسر، مرابطين على امتداد مواقع الشرف والبطولة ويبادلون القيادة السياسية والعسكرية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي تهانيهم ومباركاتهم بحلول عيد الأضحى المبارك، ويباركون الإنجازات والانتصارات الكبيرة على الصعيد السياسي والدبلوماسي نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
صمود وجاهزية عالية ليس عند الأزمات وحسب تشتد الحاجة لوجود الرجال الحقيقين، أو في تلك الحالة فقط تكشف معادن الرجال، حين يفضي كل رجل إلى معدنه الخالص، بل حتى في الأعياد والأفراح أيضا كما هو الحال مع أبطال جبهة كرش الذين يسطرون بصمودهم وثباتهم الأسطوري أروع الملاحم البطولية، لسان حالهم صبيحة يوم عيدهم يقول: ” لن ندرك مرتبة الإباء حتى نقول: لا…لجميع الإغراءات، فالرأس المرفوعة بشمم تتطلب نفساً عالية الإباء”.
ما أن هلت أيام عيد الأضحى المبارك حتى استقبلها المرابطون بكل بسالة و صمود وجاهزية قتالية عالية، مؤثرين بقاءهم في ميادين القتال، ومعتبرين ذلك شرفا ورفعة لهم رغم حاجتهم لمشاركة أهاليهم فرحة العيد، مؤكدين بأن الأولوية تتمثل في حراسة مقدرات النصر والمحافظة عليها ومدركين خطورة المرحلة