في زمن كورونا.. ظاهرة الموت المفاجئ تتزايد فهل من ارتباط علمي؟

صحة
قبل سنتين I الأخبار I صحة

بدون إنذار وبمجرد شعور بتنميل بسيط في اليد، وغمضة عين، فارق الشاب أيوب ناصر الحياة بينما كان في السيارة برفقة أصدقائه. وأيوب شاب ثلاثيني ترك فاجعة لأهله وأحبائه في منطقة قعقعية الجسر في الجنوب، وغيره كُثر ممن رحلوا على غفلة والسبب توقف مفاجئ في القلب. 

 

 

 

  لا يكاد يوم يمر الا ونرى صورة تحتل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشاب او فتاة قضوا بجلطة قلبية، بشكل أصبحنا نسأل فيه أنفسنا ونحن في حالة خوف على انفسنا وعلى أحبة لنا، هل كثرت حالات الموت المفاجئ ولمَ يتم ربطها أحيانا بكورونا وما بعد كورونا، أم انّ شيئاً لم يتبدل فحالات الموت المفاجئ موجودة ولكن لم نكن نسمع عنها كثيراً، بل ما تغير اليوم هو انتشار اخبار الوفاة والنعي على مواقع التواصل الاجتماعي؟ 

 

 

  القاتل الأول  

 

 

تصنّف منظمة الصحّة العالمية الأمراض القلبية والذبحات القلبية بـ"القاتل الأول للإنسان في العالم"، وفي لبنان لا ارقام مثبتة حول هذه الوفيات لدى فئات الشباب، وهو ما ينطلق منه الاخصائي في امراض الكلى والضغط الدكتور نضال المولى للحديث عنه. يقول المولى في حديث لـ"لبنان 24" شارحاً أسباب الموت المفاجئ لدى الشباب إنّه "يجب القيام اليوم قبل الغد بإحصائيات للحصول على قاعدة معلومات للحالات التي تحصل للوقوف عند أسبابها والمباشرة في التحليلات العلمية والطبية والأبحاث، حيث لا يعقل ان نسمع عن 4 الى 5 حالات وفاة لدى شباب باسبوع واحد، واحدهم شاب رياضي لا يعاني مسبقاً من أي مرض".  وبحسب المولى: "للموت المفاجئ أسباب عدة، منها وراثي وهناك حالات غير مشخصة سوى بتوقف عضلة القلب، ولكن لا يوجد دليل علمي او طبي مثبت ما اذا كانت اللقاحات تؤدي الى الوفاة بعد فترة او الإصابة بكورونا، كما يتم الترويج له، وبالتالي لا يمكن ربط وفاة أيوب ناصر او الشاب الرياضي الذي تحدثت عنه باللقاح او الإصابة وكلاهما أصيب مسبقاً بكورونا وتلقيا اللقاحات بالجرعتين الأولى والثانية". 

 

 

 

 

  حركة القلب   وبحسب الأطباء فان فيروس كورونا طبعاً لديه تأثيرات في جهاز المناعة وقد يؤثر على حركة القلب، ولكن "حالات نادرة جدا قد تؤدي الى الوفاة ولا يمكن ان نقول ان كورونا هو السبب". لذلك يتابع المولى: "طلبنا من المعنيين في وزارة الصحة وأطباء القلب اجراء أبحاث والوصول الى قاعدة بيانات تفيد بالأسباب الحقيقية للوفيات، لكي يتم على الشيء مقتضاه، فهل كورونا السبب او اللقاحات او الضغط الجسدي والتعب النفسي مع اننا نستبعد ذلك، هل من يملك معلومة؟". 

من جهته يشير مصدر طبي في وزارة الصحة الى أنّ السبب الأول في حدوث وفيات القلب المفاجئة، هو كهرباء القلب، ويؤكد في حديث لـ"لبنان 24" أنّه لا يمكن التعميم "نحتاج الى دراسات اكثر ووقت أطول لجمع البيانات وهذا ليس بالامر السهل، للاستنتاج فيما اذا كانت كورونا او اللقاحات هي السبب، وخصوصاً انّه حتى على مستوى منظمة الصحة العالمية هناك تضارب بين آراء الأطباء لديهم. وهنا لا يمكن ان نزرع الرعب في نفوس المواطنين، فللموت المفاجئ أسباب كثيرة، منها وراثي، او التدخين بكثرة، او تناول البروتينات بكثرة للرياضيين يؤدي الى الوفاة مع القيام بمجهود كبير، او وجود امراض مزمنة كضغط الدم والسكري والكوليسترول، وغيرها. وبالتالي لا يمكن ربط ظاهرة الموت الفجائي بسبب معين". 

 

 

  متحور اوميكرون   المولى يؤكد ضرورة عدم التعميم، ولكن يجب التنبه الى بعض العلامات مثل آلام الصدر والتعب عند القيام بمجهود معين، "يجب زيارة طبيب فوراً، والقيام بالفحوصات اللازمة. ولكن للأسف مرات كثيرة فانّ الموت المفاجئ لا عوارض مسبقة له ابدا، ولهذا فلتكن دعوة الى تكثيف الأبحاث العلمية والدراسات حول هذه الظاهرة".  وفي موضوع كورونا، يؤكد المولى اننا امام الموجة الخامسة من كورونا، بمتحور BA5، داعياً الى ضرورة التنبه من عوارض هذا المتحور الذي يشبه الى حد كبير "البرونشيت"، مؤكدا انه اقل خطورة من اوميكرون بسلالته الأولى ومن دلتا. وعن موضوع الجرعات الثالثة والرابعة، يؤكد المولى انها تعزز مناعة الانسان حتماً، ولكن مع وجود إصابات كثيرة للملقحين والمصابين سابقاً بكورونا، فيجب ان تقوم الشركات المعنية اليوم بإيجاد لقاحات تناسب تطور الفيروس بشكل أفضل، بشكل يتلاءم مع خصائص المتحورات الجديدة.  ويبقى الأهم انه عند الشعور بأي تعب او دقات قلب متسارعة، يجب القيام بفحوصات سريعة، لتجنب أي خطر مرتقب.