الحوثي يسعى لقطع آخر خيط لـ"تعز" اليمنية بالعالم

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

بددت مليشيات الحوثي على ما يبدو فرص التوصل لاتفاق لرفع الحصار المفروض على محافظة تعز قبل استئناف مرتقب لمباحثات مع الحكومة اليمنية.

 

وشنت مليشيات الحوثي، مساء الأحد وحتى ساعات صباح اليوم الإثنين، هجوما واسع النطاق على منفذ تعز الوحيد الذي يربط المحافظة المحاصرة بخارجها وذلك للسيطرة على خط الضباب وإطباق الحصار الكلي على ملايين السكان داخل مدينة تعاني ويلات الحصار القاسي منذ 2015.

 

وأسفر الهجوم "الغادر وغير المسبوق"، وفقا لمصادر عسكرية تحدثت لـ"العين الإخبارية"، عن سقوط 10 قتلى من جنود الجيش اليمني وعدد من الجرحى فيما تكبدت المليشيات الحوثية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

 

وجاء الهجوم استباقا لمشاورات تعتزم الأمم المتحدة رعايتها في الأردن لبحث قرار وقف إطلاق النار، بالتزامن مع مزاعم أطلقها وفد مليشيات الحوثي بشأن امتناع الحكومة اليمنية عن حضور لقاءات الأردن.

 

 

وكانت المليشيات الحوثية أعلنت مغادرة ممثليها إلى الأردن لحضور جولة جديدة من التفاوض وذلك بعد إفشالها لجولات عدة لرفع حصار تعز، فيما قال وفد الحكومة اليمنية إنه لم يتلق أي دعوة أممية لحضور المشاورات وأن الجولة المقبلة هذا الأسبوع للجنة العسكرية المشتركة لبحث وقف إطلاق النار.

 

رسالة ملطخة بالدم

وقال مسؤول عسكري في تعز في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن المليشيات الحوثية تتحدث عن لقاءات الأردن حول فتح الطرقات التي تغلقها بوجه أبناء المحافظة، وفي ذات الوقت تهاجم المنفذ الوحيد المتبقي للوصول إلى المدينة والخروج منها.

 

وأضاف أن من يهاجم طريقا وحيدا يمر منه المدنيون والغذاء والدواء إلى ملايين السكان بهدف السيطرة على الطريق وإغلاقه كيف يمكنه أن يتحدث عن لقاءات لبحث قضية الحصار الجائر المفروض على تعز وإغلاق كل الطرق إليها.

 

وأشار المسؤول العسكري إلى أن المليشيات شنت مساء وفجر اليوم هجوما واسعا على مناطق تطل على خط الضباب في الجبهة الغربية من تعز في محاولة مستميتة للسيطرة على المنفذ الوحيد للمحافظة في مسعى لفرض الحصار الشامل.

 

وأكد أن المليشيات الحوثية "أرادت توجيه رسالة ملطخة بالدم للحكومة اليمنية والمبعوث الأممي لدى البلاد أنها سوف تصعد لإغلاق آخر منافذ تعز ما لم يتم قبول ما أعلنه القادة الحوثيون بفتح منافذ ثانوية إلى المحافظة".

 

وكانت مليشيات الحوثي أصدرت بيانا أمس الأحد، نسفت به ادعاءاتها حول جاهزيتها لبحث فتح الطرقات في حين ذهبت لوضع اشتراطات جديدة مفادها أنه لا يمكن التقدم بالجانب العسكري إلا بعد صرف المرتبات وإدخال السفن وتوسيع الرحلات الجوية.

 

مناورة ومأزق

ويصف السياسيون اليمنيون المطالب الجديدة التي وضعها الحوثيون بـ"التعسفية" معتبرين أنها جاءت لوأد التحركات التي تنشد السلام ووضعها في مأزق حقيقي كون السفن تدخل إلى موانئ الحديدة بسلاسة وهو ما أكده المبعوث الأممي في آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن، فيما لا تواجه الرحلات الجوية أي إشكالية في استمرارها.

 

واعتبر القيادي في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية محمد أنعم مواقف المليشيات الحوثية المعلنة حول محادثات فتح الطرقات مجرد مناورة للتهرب من الضغط الدولي الذي تشكل مؤخرا لتجريم حصار تعز.

 

وقال أنعم في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن الهجوم الذي شنته المليشيات الحوثية على مدينة تعز لقطع خط الضباب منفذ المدينة الوحيد المتبقي يؤكد على نهج المليشيات المراوغ في كل استحقاق وجلسة حوار أو محادثات.

 

وأكد القيادي اليمني أن فتح منافذ تعز وإنهاء حصار المدينة لا يحتاج إلى جلسات محادثات ورحلات سفر من قبل المليشيات بل يتطلب قرارا حوثيا بفتح كل طرقات تعز وهذا لن يستغرق سوى ساعات فقط.

 

وأشار أنعم إلى أن المجتمع الدولي أصبح يدرك جيدا أن مليشيات الحوثي لن تقدم أي تنازل يمكن أن يقود إلى صنع سلام حقيقي وعليه يجب أن يتم التعاطي مع المليشيات كجماعة إرهابية تشكل خطرا على أمن المنطقة والعالم.

 

وترتكب مليشيات الحوثي خروقات يومية تصل إلى نحو 50 انتهاكا يوميا وبحسب الحكومة اليمنية فإن هذه الخروقات أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 1100 مدني وعسكري وذلك منذ دخول الهدنة الإنسانية.

 

وتسري في اليمن هدنة إنسانية دخلت حيز التنفيذ في 2 إبريل/نيسان الماضي وجددت مرتين لمدة شهرين، إذ استوفت الحكومة المعترف بها والتحالف العربي تنفيذ بنودها بما فيه قرار وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، فيما تتنصل مليشيات الحوثي عن تنفيذ تعهداتها.