دعت دراسة بريطانية جديدة النساء الحوامل إلى تناول الأسماك مرتين أسبوعياً، وذلك رغم تجنب الحوامل تناول أنواع معينة من الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية نسبيا من الزئبق.
وبحسب الدراسة، فإن النساء الحوامل يجب أن يأكلن وجبتين على الأقل من الأسماك أسبوعيا، ولا يهم نوع السمك.
وحذر الباحثون من أن التحذيرات بشأن الحد من استهلاك الأسماك العالية الزئبق، تسبب ارتباكا وتقود الأمهات الحوامل إلى تجنب الأسماك تماما "لمجرد أن يكونوا آمنين".
وذهبت الدراسة إلى أن نقص العناصر الغذائية الرئيسية، مثل الأحماض الدهنية الطويلة السلسلة واليود وفيتامين د والسيلينيوم، المتوافرة بكثرة في الأسماك قد يضر بنمو الجنين.
ونظر الباحثون في بيانات عن 4131 امرأة في المملكة المتحدة وأبنائهن أثناء الطفولة. وتم قياس مستويات الزئبق في دم الأم وأنسجة الحبل السري.
ولم يجد التحليل أي ارتباط سلبي بين المستويات المرتفعة من الزئبق والتطور المعرفي لدى الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الأسماك، حيث يعتقد الخبراء أن العناصر الغذائية في الطعام تحمي من المعدن.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يأكلن السمك لديهم عموما معدل ذكاء أعلى وكان أداؤهم أفضل في اختبارات الرياضيات والعلوم.
وتستهلك العديد من النساء كميات قليلة نسبيا من الأسماك لأن المنظمات الصحية مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) ووكالة حماية البيئة الأميركية توصي النساء اللواتي على وشك الحمل والحوامل والمرضعات والأطفال الصغار بتجنب الأسماك التي تحتوي على كمية كبيرة من الزئبق والحد من استهلاك الأسماك والمأكولات البحرية حتى 340 غراما أسبوعيا.
وجد الباحثون أنه لا يبدو أن أنواع الأسماك التي يتم تناولها مهمة لأن العناصر الغذائية الأساسية في الأسماك يمكن أن تحمي الأسماك من محتوى الزئبق. كان العامل الأكثر أهمية هو ما إذا كانت المرأة تأكل السمك أم لا.
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، الدكتورة كارولين تايلور، لمجلة NeuroToxicology: وجدنا أن مستوى الزئبق لدى الأم أثناء الحمل ليس له تأثير سلبي على نمو الطفل، بشرط أن تأكل الأم السمك".
وأضافت في المقابل: "إذا لم تأكل السمك، فهناك بعض الأدلة على أن مستوى الزئبق لديها يمكن أن يكون له تأثير ضار على الطفل".
وفي عام 2018، وجدت دراسة من جامعة هارفارد أن تناول كميات غير كافية من الأسماك التي تحتوي على أوميغا 3 في بداية الحمل يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الولادة المبكرة.
ووجد الباحثون من كلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن، ماساتشوستس، الذين نُشرت أبحاثهم في مجلة EBioMedicine، أن النساء الحوامل اللائي وجدن في الدم مستويات منخفضة من أوميغا 3 خلال الثلث الأول والثاني من الحمل كان لديهن 10 أضعاف خطر الولادة المبكرة مقارنة بمن وجد في الدم مستويات عالية من الأحماض الدهنية.