كتبت "سكاي نيوز عربية": تتصدر 10 أزمات أميركية داخلية وخارجية السباق الشرس في انتخابات تجديد الكونغرس التي يميل متابعون لوصفها بـ"معركة تراشق الرؤساء"؛ فمع كونها انتخابات نيابية إلا أن رؤساء حاليين وسابقين يتصدرونها بتبادل اتهامات حادة، منها الفساد.
وفي تقدير خبراء تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية" فإن شراسة هذه الانتخابات تكمن في أنها ترسم ملامح سياسة الرئيس جو بايدن للعامين المقبلين، وتمس الوضع المعيشي المتجه للتأزم مع استمرار حرب أوكرانيا، وستصب مباشرة في نتائج الانتخابات الرئاسية 2024. حقائق انتخابية تفتح لجان الاقتراع أبوابها رسميا في 8 تشرين الثاني الجاري، لكن أغلب الولايات بدأت التصويت مبكرا ولم يتبق سوى ولايات ألاباما ونيوهامشير وميسيسيبي وكونيتيكت.
الانتخابات تجري لتجديد جميع المقاعد الـ435 بمجلس النواب، ويتم انتخابهم كل عامين.
ولتجديد ثلث مقاعد مجلس الشيوخ، وعددهم 35 نائبًا من إجمالي 100 نائب، ويتم انتخابهم كل 6 أعوام بمعدل الثلث كل عامين. ولانتخاب 36 حاكم ولاية من إجمالي 50 حاكمًا.
الملفات الرئيسية محليا: من الملفات التي لها الكلمة في تحديد اختيارات الأميركيين: • التضخم، شهد ارتفاعا غير مسبوق. • الهجرة غير الشرعية، تزايدت عبر الحدود مع المكسيك. • الإجهاض، يعتبره 22 بالمائة من الأميركيين قضيتهم الأولى.
• العنصرية والعنف، يتبادل الحزبان الاتهامات باستهداف الأميركيين الملونين. • تهديد الديمقراطية، اتهام يوجهه بايدن للرئيس السابق دونالد ترامب. • حقوق النساء والأقليات، قد تساعد الديمقراطيين في الفوز.
الملفات الرئيسية خارجيا: تتعلق بأحداث خارجية انعكست على الاقتصاد ومستوى الأمان الذي يشعر به الأميركيون، ومنها:
• حرب أوكرانيا والمساعدات غير المسبوقة التي أمدتها بها واشنطن، وتسببت في انقسام الأميركيين. • الملف الإيراني. • صعود نجم الصين. • صواريخ كوريا الشمالية.
تراشقات الرؤساء الشد والجذب في الشارع الأميركي يتردد صداها، وبشكل أوضح، بين الرؤساء، الحالي منهم والسابق.
فيسعى بايدن إلى التأثير على الناخبين باللعب على وتر الأمن، ويتهم فريق ترامب بأنه قد يمارس العنف ليعود الجمهوريون للحكم، قائلا الأربعاء: "على الأميركيين معارضة العنف السياسي وترهيب الناخبين".
ويخشى بايدن من إعلان "عدد مقلق من الجمهوريين أنهم لن يقبلوا نتيجة الانتخابات النصفية"، حسب ما أكدته المتحدثة باسمه، كارين جان بيار.
من ناحيته، يشن ترامب والجمهوريون هجوما حادا على بايدن، متهمين إياه بـ"سوء إدارة الاقتصاد".
وقبل الانتخابات تتزايد نبرة ثقة الجمهوريين في إنهاء "أغلبية" الديمقراطيين بالكونغرس.
ولمواجهة ذلك، دعا الحزب الديمقراطي وجوهه البارزة لتغذية حملته، ومن بينها الرئيس الأسبق باراك أوباما، المعروف بمهاراته الخطابية.
ولم يعترف ترامب بخسارته أمام بايدن في الانتخابات الرئاسية 2020 حتى الآن.
وتشير استطلاعات الرأي إلى امتلاك الجمهوريين "فرصة جيدة جدا" للفوز بغالبية مقاعد مجلس النواب، أما مصير مجلس الشيوخ فلا يزال غير مؤكد، حسب "فرانس برس". ماذا يقول الخبراء؟ الباحث في الشؤون الأميركية براين كاتوليس، يرى أن الجمهوريين قادرون على استغلال التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن أعمال هانتر بايدن، نجل الرئيس الحالي.
لكنه رأى صعوبة في توقع توجه الجمهوريين في السياسة الخارجية، قائلا: "في بعض المسائل، بما فيها الأمن القومي، يمكن للجمهوريين تغيير شعار حزبهم حتى، وتحويله من فيل إلى حرباء".
والفيل هو شعار الحزب الجمهوري، ويقابله الحمار شعارا للحزب الديمقراطي. أما عضو الحزب الديمقراطي، نعمان أبو عيسى، فيقول إنها انتخابات مفصلية، وحال فوز الجمهوريين سيسعون إلى إيقاف الدعم الكبير لأوكرانيا، وعرقلة مشاريع بايدن في الصحة والأقليات والمهاجرين الجدد.
أما مايكل كلارك، الباحث في العلاقات الدولية، فيشير إلى تركيز الديمقراطيين على ملفات "الانتقام" من ترامب، مثل الاتهامات الموجهة له بخصوص الضرائب واقتحام الكونغرس، وحيازة ملفات حكومية سرية.
في المقابل، يستغل الجمهوريون ملفات فشل بايدن في التضخم وإدارة الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وحرب أوكرانيا والطاقة والغذاء.