بعد الفوز "الكاسح" بولاية جديدة في فلوريدا، تعززت فرص الحاكم الجمهوري البارز، رون ديسانتيس، للمنافسة المحتملة مع الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، على ترشيح الحزب لخوض سباق الرئاسة المقرر في عام 2024.
وقال موقع الإذاعة الأميركية العامة (أن بي آر) إن انتصار ديسانتيس في فلوريدا في انتخابات، الثلاثاء، بفارق 20 نقطة عن منافسه الديمقراطي، شارلي كريست، "يعزز من صورته في أوساط الجمهوريين ويفتح منافسة محتملة" مع ترامب، بينما يتطلع إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة. وسطع نجم ديسانتيس في أوساط اليمين السياسي في الولايات المتحدة، حتى بات ينظر إليه منذ فترة كمنافس جدي محتمل لترامب، منذ فترة، مع العلم أن أيا منهما لم يعلن رغبتهما في الترشح رسميا.
وفي احتفال أقامه في تامبا بفلوريدا بمناسبة هذا الفوز، قال ديسانتيس للحاضرين: "لم نفز فقط في الانتخابات، بل أعدنا كتابة الخريطة السياسية".
وكان الجمهوري البارز موضع هجوم شديد لترامب، رغم تأييد الأخير له في حملته الانتخابية للفوز بمنصب حاكم فلوريدا أول مرة. وفي تجمع انتخابي، في بنسلفانيا، قبل أيام، سخر ترامب منه وأطلق عليه اسم "رون دي سانكتيمونيوس"، وهي كلمة تعني "التظاهر بالورع".
وقالت نيويورك تايمز إنه أطلق هذا الاسم بعد أن نشرت زوجة ديسانتيس مقطعا يلمح إلى أنه "مرسل من الله" من أجل حرية الأميركيين: ويوم الثلاثاء، قال ترامب للصحفيين إن ديسانتيس لا ينبغي أن يفكر في دخول السباق الرئاسي، وحذره من أنه سوف يتحدث عن أشياء "لن يكون (ديسانتيس) مسرورا للغاية بها". وقال: "أعرف عنه أشياء أكثر من أي شخص آخر، ربما بخلاف زوجته". وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد توقعت، الثلاثاء، أن يدخل الغريمان الجمهوريان "حربا مفتوحة" بعد انتخابات التجديد النصفي.
وقالت إن ترامب وديسانتيس كانا من قبل حليفين مقربين ثم تباعدت المسافات بينهما تدريجيا، مع ما يبدو أنها محاولة منهما لخوض سباق الرئاسة القادم. ولفت ديسانتيس الاهتمام على الصعيد الوطني لمعارضته التدابير الصارمة التي تهدف إلى كبح انتشار كوفيد-19، كما تقدم الصفوف في انتقاد تزايد التسامح مع حقوق المثليين. وأعلن حاكم فلوريدا علانية معارضة سياسات ترامب الخاصة بكوفيد، مثل إلزامية اللقاحات وكمامات الوجه، ووجه انتقادات لسياسيات المستشار الطبي للبيت الأبيض، أنتوني فاوتشي. وفي وقت سابق من هذا العام، وقع قانونا يحظر الإجهاض بعد 15 أسبوعا من الحمل، لينضم إلى حملة على مستوى البلاد من قبل المحافظين لتقييد حق الإجهاض.
وفي خطوة أخرى تتماشى مع السياسة المحافظة، أرسل ديسانتيس عشرات المهاجرين غير الشرعيين إلى منتجع جزيرة "مارثاز فاينيارد" للأثرياء في ماساتشوستس، ما دفع بالجمهوريين الى رفع دعوى قضائية ضده. ووقع على قوانين تقيد تدريس الطلاب في المدارس العامة قضايا تتعلق بالعرق والتوجه الجنسي والهوية الجنسية. ورغم أن ديسانتيس لم يعلن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية، عام 2024، إلا أنه أبقى خياراته مفتوحة برفضه الالتزام بإكمال فترة ولايته الثانية كحاكم. وقد طالبه منافسه الديمقراطي، تشارلي كريست، عدة مرات بأن يتعهد بالبقاء في منصب الحاكم أربع سنوات مقبلة. وقال: "إنه ليس سؤال صعب، لكن لن يجيب عليه". وفقا لموقع بوليتيكو، فإنه يتمتع أيضا بدعم المتبرع الجمهوري البارز، كين غريفين، الذي تبرع بأكثر من 60 مليون دولار لمرشحي الحزب خلال الانتخابات النصفية. وقال غريفين: "أنا لا أعرف ماذا سيفعل. إنه قرار شخصي كبير.. لديه سجل ضخم حاكما لفلوريدا، وسيخدم بلادنا بشكل جيد كرئيس".