مشاهد الموت تغرق شمالي اليمن

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

داخل كوخ صغير من القش والطوب، يجلس اليمني مشهور سالم مشهور القرفصاء وهو ينظر بحسرة صوب صور أبنائه المعلقة بعد أن قتلوا بمحارق الموت الحوثية.

 

وفقد "مشهور" الذي يتحدر من مديرية القطيع في محافظة الحديدة 3 من أبنائه دفعة واحدة كأقل العائلات التي باتت مهددة بالفناء والموت الجماعي بسبب جر مليشيات الحوثي للشباب والأطفال إلى الجبهات.

 

ولا تختلف عائلة مشهور عن عائلة "طامش" في صنعاء والتي فقدت بدورها  5 قتلى دفعة واحدة هم "سلطان" و"عادل" و"عاصم" و"محمد" و"صابر" في أكبر عملية تجريف وإبادة جماعية للأسر تمارسها المليشيات في تاريخ البلاد.

 

الحوثي يعتقل "يوتيوبر" يمنيا هاجم "سياسة تجويع" المليشيات

ورغم محاولة الإعلام الحوثي التغني ببطولات العائلات التي فقدت من 3 إلى 6 قتلى في سبيل مشروعه الإرهابي إلا أنه لم يستطع إخفاء الأسى الذي تركه القتلى في وجه أبنائهم وأمهاتهم وزوجاتهم التي تنتحب بصمت خلف الجدران بعد أن فقدت الواحد تلو الأخرى.

 

قتلى بالجملة

وتعمد مليشيات الحوثي للاحتفال سنويا بما يسمى بـ"يوم القتيل" والذي تمجد فيه قتلاها فيما تركز على نحو خاص على العائلات التي قدمت أكثر من عنصر في المحرقة في مسعى للتغرير ببقية الأسر اليمنية للدفع بأبنائها إلى محارق الموت.

 

كما تلجأ مليشيات الحوثي عند نهاية العام لفرض الجبايات وتقديم مبالغ زهيدة للعائلات الذي قتل ذويها تقدر بـ 40 ألف ريال (أقل من 20 دولاراً) مقابل إجبارها على الفعاليات الطائفية ومنها زيارة المقابر ومعارض صور القتلى المضيئة والمزينة على غرر حزب الله الإرهابي في لبنان.

 

وكانت مليشيات الحوثي الانقلابية أعلنت مؤخرا عبر ما يسمى بـ"الهيئة العامة لرعاية أسر القتلى" عن تخصيص مبلغ 2 مليار و607 ملايين ريال لأسر قتلاها في الحرب بواقع 40 ألف ريال يمني لكل أسرة بمسمى "إكرامية " سنوية وذلك بمناسبة يوم طائفي سنوي يدعى "يوم القتيل".

 

 

 

وتظهر إحصائية مالية من عملية حساب ما تم تحديده لكل أسرة وهو 40 ألف ريال، أن عدد تلك الأسر عددها 65 ألف و117 أسرة بينما هناك أخرى خسرت أكثر من فرد كأسرتي "مشهور" و"طامش" وهو ما يجعل الرقم تقديرا يصل إلى 70 ألف قتيل حوثي طيلة 8 أعوام من الحرب.

 

موطن المقابر

غدت مشاهد الموت الذي يكرسها الحوثيون ، شمال اليمن، مألوفة بالنسبة للمواطن اليمني خالد راجح الذي استغرب من تحويل المدارس والشوارع والجامعات والمقار الحكومية وحتى السيارات إلى لوحات لعرض صور القتلى.

 

وعن تخصيص المليشيات أكثر من 75 مليار ريال لتشيد ما يزيد على 28 مقبرة جديدة للقتلى في 12 بلدة فضلا عن احتفالاتها بيوم القتلى السنوي، قال راجح، وهو موظف حكومي، لـ"العين الإخبارية"، إن الحوثيين أحالوا "اليمن إلى موطن للموت والمقابر بصورة منقطعة النظير".

 

وطيلة الأعوام الماضية شيدت مليشيات الحوثي آلاف المقابر التي تطلق عليها "رياض الشهداء" وعمدت لزراعتها بالأشجار وصبغها باللون الأخضر أبرزها مقبرة "ريدة" بمحافظة عمران الذي شيدت فيها مبنى مؤخرا وسط المقابر أثار استهجان اليمنيين بنطاق واسع.

 

وقال رئيس الدائرة التنظيمية في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وضاح بن بريك، إنه: "خلال هذا الزمن القياسي أغرقت الحوثيةُ اليمنَ في مستنقع الموت العبثي، وزجت بخيرة رجالها وشبابها في المحارق، مضحية بما يقارب 100 ألف قتيل حسب اعترافاتها الرسمية".

 

 

 

وأضاف: "هذا الرقم المرعب يثير الفزع والهلع لدى كل إنسان عاقل، ويكثف جملة التساؤلات عن المستقبل الذي بلا نهاية، والقادم الذي يكاد يبتلع صورة الحياة والإنسان، والخدمة الجليلة التي تقدمها الحوثية للشعب، وتزينها بكل أساليب الزيف والخداع واللعب بالعقول، والتغرير بجيل إثر آخر نحو هذا المسار المريع".

 

ويرى السياسي اليمني أن مليشيات الحوثي وضعت "استراتيجياتها وفقاً لثنائية الحياة/ الموت بشكل نهائي لا ثالث لهما، فكل ما يمت لفعل الحياة عملت على قطع أوردته، وتجميد بواعثه، ونسف سبله منها قطع الرواتب وهدم مصادر الدخل حتى أصبح العثور على القوت اليومي منعدماً جداً".

 

ولم تكتفِ الحوثية بهذا الحد من الخداع؛ بل سخّرت وسائلها الإعلامية لبث الشائعات والصور الخارقة التي ينالها قتلاها، فتارة يظهر أحد أتباعها مدعياً أنه قُتل مرات عديدة، وأخرى يظهر القادة منها في المقابر مهرطقين بانبعاث الروائح الزكية من قبور ضحاياها، وفقا لـ"بن بريك".