آلاف المفقودين تحت الأنقاض في تركيا.. ما مصيرهم؟

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

مع اقتراب فرق الإنقاذ من وقف عملياتها في جنوب تركيا وشمال سوريا عقب الزلزال المدمّر الذي ضرب كلا البلدين هذا الشهر وأودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص، بات السؤال الأهم كيف سيتم التعامل مع أولئك الذين لم يتم إخراجهم من تحت الأنقاض عند إزالتها؟

للإجابة على تلك المعضلة، شرح متطوّعون من فرق إنقاذ يعملون في مدينتي أنطاكيا ومرعش اللتين تعدّان الأكثر تضرراً من بين 10 مدنٍ ضربها الزلزال جنوب تركيا، مسألة "المفقودين" الشائكة، على حد تعبيرهم.

لا أعداد واضحة

وقال متطوّعان اثنان يعملان مع فرق الإنقاذ عبر منظمات للمجتمع المدني، إن "كل من لا يتم العثور على جثته عند انتهاء عمليات الإنقاذ يعتبر مفقوداً، ويتم تسجيل اسمه وأوصافه لدى الجهات المختصة للعثور على جثته لاحقاً عند البدء بإزالة الإنقاض".

كما أضافا لـ "العربية.نت" أن "لا أعداد حتى الآن للمفقودين"، لافتين إلى أن "إحصائيات رسمية وتقريبية سوف تصدر قريباً عند انتهاء عمليات الإنقاذ".

صورة طفل مفقود (رويترز)

صورة طفل مفقود (رويترز)

الناجون هم الدليل

ورداً على سؤال حول آلية تحديد مكان وأعداد المفقودين، أشار متطوّع آخر إلى أن "الناجين من تحت الأنقاض هم الدليل نحو المفقودين، فعلى سبيل المثال عند إنقاذ شخصٍ كان عالقاً تحت الركام نسأله عن عدد الأشخاص الذين كانوا بصحبته عند وقوع الزلزال، لتحديد عدد الناجين والموتى والمفقودين في الشقة أو البيت الذي كان يمكث فيه".

وبحسب المتطوّعين المتعاونين مع فرق الإنقاذ الدولية والمحلية في أنطاكيا ومرعش، يشكل الدمار الهائل الذي ضرب كلا المدينتين، العقبة الأولى أمام العثور على المفقودين، يضاف لها تدني درجات الحرارة، لكن مع ذلك "لا تسمح للسلطات بإزالة الأنقاض إلا عند التأكد من خلوّها من عالقين تحتها".

جثث مجهولة

فيما كشف متطوع آخر أن "فرق الترميم أو الهدم التي تتخلص من الركام تكون على دراية بعدد المفقودين في المباني التي يعملون على إزالتها، إلا أنه رغم ذلك يتم بالصدفة العثور على جثث مجهولة لأشخاص كانوا يعيشون وحيدين ولم يقدم أحد أي معلومات عنهم لفرق الإنقاذ في الساعات أو الأيام الأولى بعد الزلزال".

كما لفت إلى أن "عمليات الدفن تتم في مقابر جماعية لكثرة الأعداد بعد التقاط صور للضحايا المجهولين الذين كانوا في عداد المفقودين، كي تتمكن عائلاتهم من التعرّف إلى قبورهم لاحقاً".

(فرانس برس)

(فرانس برس)

وتابع أن "الهزات الأرضية التي ضربت تركيا في السابق نجم عنها مفقودون لم يتم العثور عليهم نتيجة تأخّر البلديات والمؤسسات ذات الصلة في إزالة الأنقاض".

وكان زلزال مميت قد ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا يوم السادس من فبراير/شباط الجاري، حيث أودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص في كلا البلدين المجاورين، وأصاب عشرات الآلاف بجروح. ومنذ ذلك الحين تحاول فرق الإنقاذ العثور على ناجين تحت الأنقاض في تركيا وسوريا على حد سواء.