أعلنت القوات الأوكرانية التي تجري تدريبات أسبوعية قرب بلدة سيفرسك الصغيرة في شرق البلاد أنها تستعد للدفاع عن أحد الأهداف المحتملة لهجوم روسي جديد.
وتقع سيفرسك، التي كان يقطنها قبل الحرب زهاء عشرة آلاف نسمة، على بعد 35 كيلومتراً شمالي باخموت وعلى طريق مباشرة إلى بلدة أخرى من بين البلدات الرئيسية في منطقة دونيتسك، هي بلدة سلوفيانسك. وباخموت مسرح لقتال شرس في الأسابيع الأخيرة.
ولفت نائب قائد كتيبة سيفرسك، واسمه المستعار هان، إلى أنه "إذا احتلوا باخموت، سنكون شبه مطوقين لأن نهر سيفيرسكي دونيتس يحدّنا من اليسار وسيتقدّم العدو من جهة اليمين، ومن الممكن أن يعزلونا تماماً إن وصلوا إلى الطريق السريع لباخموت".
وناشدت القوات الأوكرانية حلفاء كييف الغربيين إرسال مزيد من الأسلحة المتقدمة لمساعدتهم في الدفاع عن باخموت التي تهاجمها مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة الروسية.
وأفاد أحد الجنود المدافعين عن سيفرسك بأن مدفعية العدو تفوّقت على أغلب مدفعيتهم التي تعود إلى الحقبة السوفييتية.
وتابع ستيفان (30 عاماً) "لدينا هجوم مدفعي واحد من جانبنا، ويمكن للروس الهجوم بخمسة أمثال. من الصعب جداً على الرجال الصامدين، لاسيما في خط الدفاع الأول أن يشعروا بهجومنا بشكل كبير".
ومن شأن الاستيلاء على باخموت أن يمنح القوات الروسية نقطة انطلاق للتقدّم إلى مدينتين أكبر في الغرب، هما كراماتورسك وسلوفيانسك.
لكن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يقولون إن النجاح هناك سيكون من قبيل النصر باهظ الثمن لموسكو نظراً للوقت الذي استغرقه وحجم والخسائر.
دبابات خفيفة من فرنسا بدوره، أعلن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" نشرت الأحد أن أن الدبابات القتالية الخفيفة "آ ام اكس-10" ستُسلّم "نهاية الأسبوع المقبل" لأوكرانيا.
ويتزامن تسليم هذه الدبابات مع الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير) 2022.
وبداية كانون الثاني (يناير)،أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار إرسال هذه الدبابات، في إطار تحديث المعدات التي يسلمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأوكرانيا، بعد تردد استمر أشهرا خوفاً من دفع موسكو إلى تصعيد.
لم يحدّد الرئيس الفرنسي حينذاك عدد الدبابات التي يمكن إرسالها.
وأكد وزير الجيوش للصحيفة الفرنسية اليومية أنه لن يذكر عدد الدبابات "حتى لا أعطي معلومات استراتيجية لروسيا".
من جهة أخرى أشار إلى أن تدريب الأوكرانيين على هذه المعدّات الجديدة "على وشك الانتهاء" لذلك سيتم تسليمها "نهاية الأسبوع المقبل".
وتابع "بشكل عام تتسارع وتيرة التدريب على أراضينا - من خلال التدريب التخصصي على المعدّات التي نقدمها - وفي بولندا - مع مزيد من التدريب العام للكتائب بأكملها بمعدل 600 جندي في الشهر اعتباراً من آذار (مارس)".
وعن إمكان تسليم أوكرانيا طائرات حربية مقاتلة يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الحصول عليها، قال لوكورنو إن "لا شيء محظور"، لكنه أشار إلى تعقيد "المسائل اللوجستية والعملية".
ولم يستبعد المسؤول الفرنسي تدريب طيارين كما تفعل بريطانيا.
ودافع لوكورنو عن موقف فرنسا المتمثّل في الإبقاء على "قنوات النقاش مع الروس كلما كان ذلك مفيداً"، مكرّرا بذلك موقف الرئيس ايمانويل ماكرون.
وشدد على أن "هذا هو دور قوة مثل فرنسا" مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشن "هذه الحرب التقليدية في ظل قوته للردع النووي". وقال إن "هذه واحدة من نقاط الاختلاف بالمقارنة مع الصراعات السابقة الأخرى ويقودنا إلى التحكم بالتصعيد".
وأشار ماكرون إلى أنه يريد أن "تُهزم" موسكو أمام أوكرانيا، لكنه حذر من يريدون "قبل كل شيء سحق روسيا" من أن ذلك "لن يكون أبدًا موقف فرنسا".
الاتحاد الأوروبي اعتبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الأحد أنه يتعيّن على الغرب تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا والإسراع في تسليمها.
وأضاف في كلمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن "هناك الكثير الذي يتعيّن فعله وبسرعة أكبر... علينا زيادة دعمنا العسكري وتسريعه".