ها هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلب مساعدة الحلفاء الدوليين القلائل المتبقين في أحدث مساعيه لتحقيق النصر في أوكرانيا.
وبحسب صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، "في مقدمة الحلفاء الصين، التي أعلنت العام الماضي أن صداقتها مع موسكو "لا حدود لها" وأنه "لا توجد مجالات محظورة للتعاون".
والآن قد يمتد هذا التعاون ليشمل المعدات العسكرية اللازمة لانتصار روسيا. وتشير الاستخبارات الأميركية إلى أن بكين تستعد لتزويد روسيا بمساعدات عسكرية قاتلة، ووصفها وزير الخارجية أنطوني بلينكن بأنها تشمل "كل شيء من الذخيرة إلى الأسلحة نفسها".
مع تحول الحرب في أوكرانيا إلى معركة استنزاف لإمدادات الذخيرة، قد يمثل هذا تصعيدًا خطيرًا للغاية إذا بدأت المصانع العسكرية الصينية الضخمة في العمل لمساعدة شريكها الأصغر المتعثر، وربما قد يشير إلى نهاية للحرب بشروط بوتين".
وتابعت الصحيفة، "خلال اجتماع خاص نادر عقد على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني الأخير، حذر بلينكن، نظيره الصيني، وانغ يي، من "عواقب وخيمة" بالنسبة للصين إذا استسلمت بكين للمطالب الروسية وقدمت مساعدة عسكرية علنية.
لا تنخدع، فلا يمكن للغرب أن يأمل ببساطة في إبعاد الصين عن القتال. يجب أن يمضي الغرب قدمًا بقوة دبلوماسية متجددة لمواجهة هذا التهديد لمكاسب أوكرانيا في ميدان المعركة بشق الأنفس، وتزويد كييف بالأسلحة والذخيرة التي هي في أمس الحاجة إليها".
وأضافت الصحيفة، "في حين يبقى أن نرى ما إذا كانت بكين ستجرؤ على المخاطرة بمزيد من العقوبات الأميركية والغربية، فإن نظام الرئيس الصيني شي جين بينغ دعم حرب الغزو الهمجية التي شنها بوتين قبل فترة طويلة من عبور الدبابات الروسية إلى دونباس.
وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أنه حتى قبل الغزو في شباط الماضي، كان المتسللون الصينيون ينخرطون في هجمات إلكترونية هجومية ضد المنشآت العسكرية والدفاعية الأوكرانية حتى مع تقدم الأعمدة المدرعة الروسية على الحدود. وحدثت هذه الهجمات بعد أيام فقط من إعلان بوتين وشي عن "صداقتهما بلا حدود"."
وبحسب الصحيفة، "نظرًا لأن المجتمع الدولي فرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو، عملت الصين لوقت إضافي لتعويض العجز في الشركاء التجاريين. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن روسيا تمكنت من زيادة وارداتها من أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة بنسبة 34 في المائة على الرغم من الضوابط المشددة، حيث تمثل بكين جزءًا كبيرًا من هذا الإجمالي.
وتعتبر أشباه الموصلات من أكثر المكونات أهمية في كافة الأنظمة العسكرية الحديثة تقريبًا، من الصواريخ والمدفعية إلى الرادارات وحتى الأسلحة المضادة للدبابات. وإذا تم استخدام أشباه الموصلات التي توفرها الصين من قبل جيش موسكو، فإن بكين تقدم بالفعل مساعدات فتاكة بشكل فعال".
وتابعت الصحيفة، "من الواضح أنها في طريقها للقيام بذلك. يدرك المسؤولون الأميركيون بالفعل أن بعض الشركات الصينية ترسل الدروع الواقية والخوذات وغيرها من المعدات العسكرية غير الفتاكة مباشرة إلى الجبهة الروسية.
يتعين على واشنطن ولندن وبروكسل الآن تحديد أفضل السبل لمواجهة ما سيكون بالتأكيد تكثيفًا سريًا للمساعدات العسكرية الصينية للانضمام إلى الأعمدة الطويلة بالفعل من بيونغ يانغ وطهران إلى الجبهة الروسية". وختمت الصحيفة، "إذا كانت الديكتاتوريات على استعداد لتزويد روسيا بهجمات متجددة، فلا بد من فتح ترسانة العالم الحر أمام كييف".