أصل كورونا يعود إلى الواجهة... والراكون أبرز المتهمين!‏

صحة
قبل سنة 1 I الأخبار I صحة

يبدو أن الحديث حول منشأ فيروس كورونا الذي أنهك العالم ‏سيرافقنا طويلاً.‏

 

وكان أصل الفيروس، أشعل توترا غير مسبوق بين الإدارة ‏الأميركية السابقة وبكين، بعد أن اتهم الرئيس الأميركي ‏السابق دونالد ترامب السلطات الصينية بالتستر على ‏المعلومات، لافتا إلى أن "الفيروس تسرّب على الأرجح من ‏مختبر ووهان".‏

 

ومنذ سنوات، يحاول العالم ومعه منظمة الصحة العالمية ‏البحث والتعمق من أجل التوصل إلى منشأ الجائحة، دون ‏نتيجة حاسمة حتى الساعة، وسط مواصلة الصين التمسك ‏بموقفها الرافض لتسرّب الفيروس من مختر ووهان وسط ‏البلاد في كانون الاول (ديسمبر) 2019.‏

 

 

‏ وعلى مدى 3 سنوات كان الجدل حول أصول جائحة ‏الفيروس التاجي بين فكرتين كبيرتين، الأولى أن فيروس ‏SARS-‎CoV-2‎‏ قد تسرّب إلى البشر مباشرة من مصدر حيواني بري، ‏والثانية أن العامل الممرض قد تسرّب من مختبر صيني. ‏وبقي العالم بانتظار إثبات إحدى النظريتين لإغلاق ملف ‏الوباء نهائياً لكن دون جدوى. إلا أن الآمال لم تنطفئ.‏

 

فربما يكون فريق دولي من علماء الفيروسات وعلماء الجينوم ‏وعلماء الأحياء التطورية عثر هذا الأسبوع على بيانات مهمة ‏للمساعدة في سد هذه الفجوة، وفقا لبحث جديد أجرته "جامعة ‏إيموري" البحثية الخاصة في مدينة أطلنطا بولاية جورجيا ‏الأميركية، ونقلته صحيفة "‏Theatlantic‏".‏

 

إذ أظهر تحليل جديد للتسلسلات الجينية التي تم جمعها الفريق ‏من سوق ووهان وهو المتهم الرئيسي بتسريب الوباء، أن ‏كلاب الراكون التي تم بيعها بشكل غير قانوني في المكان ‏ربما كانت تحمل الفيروس.‏

 

وأضاف التحليل أنه لربما تم التخلص من تلك الحيوانات في ‏نهاية عام 2019، ليكون الوباء بهذا قد بدأه قفزه من ‏الحيوانات إلى البشر، بدلاً من حادث تسرّبه بين العلماء من ‏مختبر أثناء اختبارهم لفيروسات.‏

 

أما التفاصيل، فقد تم سحب التسلسلات الجينية من المسحات ‏المأخوذة من أكشاك السوق المتهم وبالقرب منه حول بداية ‏الوباء.‏

 

وتبيّن أنها تمثل الأجزاء الأولى من البيانات الأولية التي تمكن ‏الباحثون من خارج المؤسسات الأكاديمية الصينية والمتعاونين ‏المباشرين معهم من الوصول إليها.‏

 

وفي أواخر الأسبوع الماضي، نشرت البيانات من قبل باحثين ‏تابعين لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في البلاد، على ‏قاعدة بيانات جينومية مفتوحة الوصول تسمى ‏GISAID‏.‏

 

وبمحض الصدفة تقريبا، اكتشف العلماء في أوروبا وأميركا ‏الشمالية وأستراليا التسلسلات وقاموا بتنزيلها، ثم بدأوا في ‏تحليلها، ليتضح أنها كانت إيجابية لفيروس كورونا، وقد تم ‏فحصها من قبل من قبل نفس المجموعة من الباحثين الصينيين ‏الذين حمّلوا البيانات إلى ‏GISAID‏.‏

 

ووجد الباحثون أيضاً أن البيانات كانت مليئة بالمواد الوراثية ‏الحيوانية، وكان الكثير منها مطابقًا لـ "كلب الراكون". وهو ما ‏جعل الباحثون يعتقدون أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن ‏تشير إلى وجود راكون مصاب بفيروس كورونا في الأماكن ‏التي تم أخذ المسحات فيها.‏

 

وعلى عكس العديد من نقاط المناقشة الأخرى التي تم تداولها ‏في الجدل حول الأصول، فإن التحليل الجديد يؤكد أن البيانات ‏الجينية ملموسة وواضحة.‏

 

بدورها، شرحت عالمة الفيروسات في جامعة إيموري أنجيلا ‏راسموسن، أن التحليل الأخير يعزز حقا قضية الأصل ‏الطبيعي للوباء.‏

 

وأضاف أن هذا مؤشر قوي حقا على إصابة الحيوانات في ‏السوق بالعدوى، مضيفة: "لا يوجد أي تفسير آخر منطقي".‏

 

إلى ذلك، قد يعتبر التحليل الجديد الأهم في أنه قدم بعضاً من ‏أوضح الأدلة وأكثرها إقناعاً على الأصل الطبيعي للفيروس ‏الذي قتل 7 ملايين إنسان في 3 سنوات.‏

 

الأصل الطبيعي الأساس!‏

يشار إلى أن العلماء ورغم دوامة التعتيم على البيانات من قبل ‏السلطات الصينية واتهامات الولايات المتحدة، والتكهنات ‏المتفشية من جميع أنحاء العالم، لطالما تمسكوا بفكرة أن ‏التفشي له جذور طبيعية بحتة.‏

 

إلا أن هذه الفرضية افتقرت إلى دليل رئيسي، وهو الدليل ‏الجيني من سوق ووهان للمأكولات البحرية في الصين، والذي ‏كان له أن يظهر إصابة الحيوانات بالمرض كائنات معروضة ‏للبيع هناك.