ألغام الحوثي تحاصر زراعة "الذهب الأحمر"

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

عاد المزارع اليمني سليم المرادي لزراعة أرضه خلال شهر رمضان، لكنه تفاجأ بالألغام التي خلفتها مليشيات الحوثي بالحقول الزراعية في تعز.

 

يتذكر المرادي الصعوبات التي واجهها كمزارع في حقول "الرمة" الواقعة شرق مديرية المخا غربي تعز، عندما كانت أرضه قاحلة ولم تعد تنتج نفس المحاصيل مثلما كانت من قبل، لم يكن لديه خيار سوى التخلي عنها واختيار طريق النزوح.

 

لكن حياته اليوم انقلبت عن وضعها السابق، إذ عاد المرادي إلى حقوله ليعمل بجد ويزرعها بالبصل، ويستقبل كل يوم بابتسامة تعكس فرحته ورضاه خصوصا خلال شهر رمضان.

 

 

 

رحلة ليست سهلة

لم تكن رحلة العودة إلى زراعة الأرض سهلة، إذ جعلت الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي بكثرة في المنطقة خطرا على المزارعين، ومع ذلك فإن إزالة هذه الألغام من قبل الفرق الهندسية للتعامل مع الألغام مكنت المزارعين من العودة بأمان خلال الشهر الفضيل.

 

 

 

يقول المرادي لـ"العين الإخبارية" كان النشاط الزراعي في أودية الساحل الغربي لليمن بما في ذلك وادي الرمة في المخا، أحد أهم مصادر الدخل للسكان، إلا أن حرب مليشيات الحوثي أدت إلى نزوح المزارعين وتعرضهم لخسائر اقتصادية كبيرة.

 

يضيف أن زراعة البصل تأثرت بشدة، وهي الزراعة الأكثر ازدهارا في الوديان الخصبة، وغالبا ما كان المزارعون غير مدركين للخطر المحتمل الكامن تحت أقدامهم.

 

وفاة مزارعين

عاد الكثيرون من المزارعين بعد طرد الحوثيين وهم غير مدركين أن حقولهم ملأتها المليشيات بالألغام، كان من بين أولئك يوسف دربوش الذي لم يفقد قدميه فحسب، بل ستة من إخوانه بعد أن داس أحدهم على لغم مضاد للأفراد زرعته مليشيات الحوثي.

 

 

 

يتذكر يوسف المأساة التي حلت بعائلته، إذ لم يكن ذلك حدثا هينا بالنسبة لأبوين فقدا 6 من أبنائهما دفعة واحدة، فيما يصارع الابن السابع للبقاء على قيد الحياة.

 

جريمة يوسف وإخوانه لم تكن الجريمة الوحيدة، إذ إن العشرات أيضا فقدوا أرواحهم، لكن بسبب عدم وجود سجلات رسمية توثق ضحايا تلك الانفجارات وتاريخ وقوعها ترك الضحايا بلا سند قانوني، يؤكد حقيقة حدوث تلك الجرائم.

 

وتعد الشهادات التي يقدمها السكان المحليون حول تلك الجرائم أدلة واضحة على التأثيرات المميتة التي تركتها مليشيات الحوثي لسكان المناطق الريفية في اليمن، عند عودتهم من مخيمات التهجير والنزوح إلى منازلهم وحقولهم التي رغبوا بزراعتها بالبصل فتحولت إلى مصائد الموت.

 

لسنوات ما بعد التحرير عملت الفرق الهندسية على تطهير تلك الأودية الخصبة من فخاخ الموت الحوثية، ما جعلها مكانا أكثر أمانا للمزارعين لعودتهم للعمل.

 

 

 

تلك الجهود المخلصة تعبر عن دور الأشقاء في التحالف العربي في نزع أدوات الموت، وتخليص السكان من شر الوقوع في مصائدها المميتة.

 

يقول المزارع اليمني يوسف دربوش، لـ"العين الإخبارية"، إن تلك الجهود مكنت المزارعين من العودة إلى أراضيهم والتجول بحرية مع استئناف زراعة الكثير من الأصناف الزراعية في أودية الساحل الغربي، لعل أبرزها البصل، وهو أمر أسهم في زيادة الإنتاج إلى ما يقرب من 300 طن من البصل يوميا في ذروة نشاط موسم الحصاد.

 

عائدات مالية

الشيء الأهم في عودة الزراعة هو أنها عملت على استقرار الحياة المعيشية للأسر العاملة في وديان الساحل الغربي، إذ أسهمت الإيرادات المالية من مبيعات البصل التي يتم تصديرها يوميا إلى الأسواق المحلية ودول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، في ازدهار دخل الأسر العاملة.

 

 

 

تلك العائدات أسهمت في تحقيق استقرار الظروف المعيشية للأسر المنتجة والعاملة في أودية الساحل الغربي لليمن، وهي دليل على أن عودة المزارعين للعمل منحت الأمل إلى أولئك الذين فقدوا الكثير من أشقائهم وأحبائهم في انفجار فخاخ الموت الحوثية، وفقا للمزارع اليمني.

 

 من جهته، يقول الناشط الإعلامي اليمني إسماعيل قاضي إن زراعة البصل شهدت تناميا واسعا بشكل كبير نتيجة عودة المزارعين لفلاحة أراضيهم بعد أن تم تطهيرها من ألغام الحوثي الإرهابية خصوصا خلال شهر رمضان.

 

وأضاف قاضي لـ"العين الإخبارية" أن أسعار البصل شهدت ارتفاعا نسبيا عن العام الماضي، حيث كانت الشوالة (كيس) الواحدة بـ9 آلاف ريال (الدولار الواحد يساوي 1250 ريالا يمنيا) لتشهد هذا الموسم ارتفاعا، حيث تجاوز سعر الشوالة 12 ألفا مقارنة بثلاثة آلاف ريال قبل 3 أعوام