"تهديد مثير للقلق".. هل ستخضع هذه الدولة الأوروبية لقرار الكرملين الأخير؟

عربي ودولي
قبل 11 أشهر I الأخبار I عربي ودولي

يمثل إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزم روسيا نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا منعطفاً آخر مقلقاً.

 

 

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، "إن القوة الكارثية للأسلحة النووية شكلت نوعاً من المحرمات ضد التهديدات الطائشة خلال الحرب الباردة. وجاء خطاب بوتين ليزعزع حالة ضبط النفس مرة أخرى. ما مدى جدية كلامه لا يزال غير واضح.

 

قال بوتين في حديث لتلفزيون"روسيا 24" في 25 آذار إن روسيا أعطت بيلاروسيا بالفعل 10 طائرات ذات قدرة نووية، وسلّمت مجمع صواريخ إسكندر بقدرات نووية، كما وأنها ستبدأ تدريب الطواقم في 3 نيسان وستكمل بناء منشأة تخزين خاصة للأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا بحلول الأول من تموز.ومع ذلك، لا يوجد موقع بناء معروف لمثل هذا المستودع المعقد في بيلاروسيا، ويبدو أنه من غير المحتمل أن يتم الانتهاء منه في وقت قصير جدًا".

 

 

وتابعت الصحيفة، "لكن التهديد الأخير مثير للقلق. إذا تم نقل الأسلحة إلى بيلاروسيا، فستكون أقرب إلى الحرب في أوكرانيا. بأي قياس منطقي، مثل هذه الأسلحة المروعة ليس لها فائدة ميدانية في هذا الصراع وستؤدي إلى استجابة هائلة من المجتمع الدولي، مما يؤدي إلى عزل روسيا وبوتين بشكل أكبر. هناك خطر دائم يتمثل في سوء التقدير وسوء الفهم عند نشر الأسلحة النووية. إن اتفاقيات الحد من الأسلحة التي حدت من استخدام القوة النووية البعيدة المدى أو القوة النووية الإستراتيجية تضعف بالفعل".

 

وأضافت الصحيفة، "تم سحب الأسلحة النووية التكتيكية أو القصيرة المدى، التي تم صنع العديد منها خلال مواجهة الحرب الباردة، إلى روسيا من دول حلف وارسو، والجمهوريات السوفيتية الأخرى، في أوائل التسعينيات. ويعتقد أن روسيا تحتفظ بنحو 2000 قطعة من هذه الأسلحة في مستودعات تخزين مركزية".

 

 

وبحسب الصحيفة، "لدى الولايات المتحدة حوالي 100 قنبلة نووية منتشرة في خمس دول من الناتو. لطالما اعترضت روسيا على هذه الأسلحة، وقد ظهر ذلك جلياً في اجتماع بوتين مع الزعيم الصيني شي جين بينغ في 21 آذار، عندما أصدر الزعيمان بيانًا مشتركًا يعلنان فيه أنه يجب على الدول الامتناع عن نشر أسلحة نووية في الخارج. ومع ذلك، لا شيء يمنع بوتين من نشر أسلحته في بيلاروسيا. ولم تشمل معاهدة الحد من التسلح الأسلحة النووية التكتيكية أبدًا".

 

وتابعت الصحيفة، "أصبح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو "حامي مملكة" بوتين. إن وصول الرؤوس الحربية النووية لن يؤدي إلا إلى إخضاع بيلاروسيا لروسيا. من خلال السماح لبوتين باستخدام المجال الجوي البيلاروسي والمنشآت الأرضية للحرب المدمرة ضد أوكرانيا، يصبح بذلك لوكاشينكو متواطئًا في جرائم الحرب التي ارتكبها بوتين. في عضون ذلك، في بيلاروسيا، كان لوكاشينكو يعمل على تضييق الخناق على المجتمع المدني، واعتقال المحامين والنقابيين، من بين آخرين".

 

 

وأضافت الصحيفة، "عارضت المعارضة الديمقراطية للوكاشينكو، بقيادة سفيتلانا تيخانوفسكايا، نشر رؤوس حربية نووية في بيلاروسيا وطالبت بإخراج القوات الروسية من البلاد. في زيارة حديثة إلى الولايات المتحدة، أعادت تيخانوفسكايا، التي تحدثت مرارًا وتكرارًا دفاعًا عن أوكرانيا، التأكيد على رؤية بيلاروسيا كدولة مستقلة وحرة.

 

وقالت إن الغرب يجب ألا يخفف العقوبات على بيلاروسيا في هذه اللحظة المحورية. وفي 24 آذار، فرضت الولايات المتحدة قيودًا جديدة، بما في ذلك قيود على طائرة لوكاشينكو الفاخرة من طراز بوينج 737، والتي استخدمها هو وعائلته لقضاء الإجازات".

 

 

وختمت الصحيفة، "تحتاج بيلاروسيا إلى كل المساعدة التي يمكنها الحصول عليها في النضال من أجل التحرر من ديكتاتورية الكرملين التي تضعها في الخطوط الأمامية للحرب في أوكرانيا".