كتبت "سكاي نيوز": أثار تولي روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، غضبا أوكرانيا ومخاوف غربية، في الوقت الذي تتصاعد فيه الحرب في كييف قبيل معركة الربيع المنتظرة.
وكانت آخر مرة تولت فيها موسكو الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شباط 2022 حينما بدأت قواتها عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وانتقدت أوكرانيا الدور الروسي، إذ قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنه مع تولي موسكو رئاسة مجلس الأمن "فمن الصعب تصور شيء يبرهن أكثر من ذلك الإفلاس التام لمثل هذه المؤسسات"، فيما وصف وزير خارجيته دميترو كوليبا، الأمر بأنه "صفعة على وجه المجتمع الدولي".
ورغم أنها خطوة روتينية إلى حد كبير، فقد تعهد الكرملين ومسؤولون آخرون في روسيا بأنها "ستمارس كل حقوقها" في أثناء تولي المنصب.
موقف الغرب وفق صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، فمن المرجح أن تُظهر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وحلفائهم في مجلس الأمن، رفضهم للرئاسة من خلال خفض مستوى تمثيلهم في الأحداث التي تستضيفها روسيا على مدار الشهر.
وحثت الولايات المتحدة روسيا على "التصرف بشكل احترافي" عندما تتولى هذا الدور، لكنها قالت إنه لا توجد وسيلة لمنع موسكو من هذا المنصب. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن التكتل "سيتصدّى لأي انتهاك" من جانب روسيا خلال توليها رئاسة مجلس الأمن.
جدول أعمال مجلس الأمن أشار دبلوماسيون في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إلى أن معظم جدول أعمال مجلس الأمن الدولي في أبريل، مثل أي شهر، يتم تناوله من خلال الإحاطات والتقارير الروتينية حول بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم.
ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع الأول لمجلس الأمن في ظل الرئاسة الروسية، يوم الإثنين، على أن يقتصر على مناقشات مغلقة معتادة بشأن برنامج العمل لشهر أذار.
تخطط روسيا لعقد 3 جلسات رئيسية خلال رئاستها، ففي 10 أذار الجاري، تعقد جلسة إحاطة حول "المخاطر الناشئة عن انتهاكات الاتفاقيات التي تنظم تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية"، والتي من المتوقع أن تخص فيها الولايات المتحدة لإمداداتها من الأسلحة لأوكرانيا ولحلفاء آخرين خلال السنوات الأخيرة، بحسب الصحيفة البريطانية.
في وقت لاحق من الشهر، ستترأس موسكو مناقشتين مفتوحتين حول "التعددية الفعالة" والوضع في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يترأسها وزير خارجيتها، سيرغي لافروف.
ولا توجد جلسات لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا مقررة في أذار، لكن يمكن لتسعة أعضاء التصويت لفرضها على جدول الأعمال، أو يمكن للأعضاء عقد جلسات غير رسمية حول هذا الموضوع. هل يتفجر الخلاف في المجلس؟ الأكاديمي المتخصص بالشأن الدولي، طارق فهمي، قال في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، إن تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن يأتي في إطار نظام التناوب بين الدول دائمي العضوية في المجلس، وبالتالي لا يوجد في نص الميثاق ما يمنع تقلدها المنصب رغم الحرب والتجاذب السياسي بين الدول الأعضاء.
وبشأن تأثير تولي روسيا رئاسة المجلس خلال الأيام المقبلة، أوضح فهمي أن "الحديث عن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يناقض تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن غير صحيح، فموسكو تتولى ذلك وفق ميثاق المجلس وبالتالي ما حدث أمر قانوني".
وأضاف فهمي: "القضية تكمن في الخلافات أو ما يطلق عليها (المشاكسات السياسية) التي ستقع داخل المجلس، ومدى سيطرة روسيا عليها واستطاعتها إدارة الأوضاع في مجلس الأمن المنقسم على ذاته، أم تُصدر الدول دائمي العضوية أزمة لإفشالها".
وتوقع فهمي ألا يكون مجلس الأمن تحت رئاسة روسيا مستقرا، موضحا: "سيكون المجلس ساحة لمزيد من الخلافات والانقسامات والتباينات الكبرى حول القضايا الدولية والإقليمية جزء منها مرتبط بالحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها. الأمر الثاني يتمثل بالانتقادات الموجة لنظام مجلس الأمن الذي بات عاجزا عن إصدار قرارات دولية مُلزمة".
واختتم فهمي حديثه قائلا: "من الوارد أن توظف روسيا هذه الرئاسة لخدمة أهدافها والترويج للحرب في ظل القناعة أن هناك تربصا دوليا بالقيادة الروسية، خاصة أن كل الأطراف دائمي العضوية تملك التأثير الدولي للقيام بذلك، لكنها لن تنجح في إصدار قرارات بسبب حق الفيتو".