أجمع المتابعون للشأن التركي على أن يوم غد الأحد سيكون يوما مفصليا في تاريخ الجمهورية التركية، ربما اليوم الأهم منذ إعلان الجمهورية على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923، عندما يذهب أكثر من 64 مليون تركي، لانتخاب البرلمان الجديد من بين 26 حزبا سياسيا يتنافسون على 600 مقعد، وأيضا انتخاب الرئيس رقم 13 للدولة التركية من بين ثلاثة مرشحين لنيل المنصب، وهم الرئيس الحالي رجب أردوغان وزعيم المعارضة كمال أوغلو إضافة إلى سنان أوغان، عقب إعلان المرشح الرابع محرم اينجه،الخميس الماضي، انسحابه من السباق. ![]() منافسة ثنائية ![]() تأثير الأزمات قناة "CNN" في تعليقها على الانتخابات التركية قالت: "تجري الانتخابات وسط أزمة اقتصادية خطيرة وتتنبأ استطلاعات الرأي بإقبال قياسي للناخبين هذا العام ومن المتوقع أيضًا أن تلعب التركيبة السكانية في تركيا دورًا، إذ كانت معظم المقاطعات التي ضربها زلزال فبراير معاقل لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، لكن رئيس اللجنة العليا للانتخابات أحمد ينر قال الشهر الماضي إنه من المتوقع ألا يصوت ما لا يقل عن مليون ناخب في المناطق المنكوبة بالزلزال هذا العام بسبب النزوح".![]() قضية النازحين من جانبها ركزت قناة "DW" الألمانية على تأثير الانتخابات على النازحين وخاصة السوريين منهم ، وقالت:" اللاجئون في تركيا أصبحوا قضية تقتنص من خلالها الأحزاب أصوات الناخبين قبيل الانتخابات الرئاسية برفض وجودهم وإطلاق الوعود بإرجاعهم إلى بلادهم، وبحسب التقديرات يبلغ عدد اللاجئين في تركيا نحو 5.5 مليون، جلهم من سوريا ولا ينفرد بهذا التوجه حزب سياسي واحد، بل تقريبا جميع الأحزاب تفعل الشيء نفسه، بإشعال مشاعر الكراهية ضد اللاجئين بوعود إعادتهم إلى بلادهم بعد الفوز في الانتخابات، عدا تحالف الخضر - اليسار المؤيد للكرد، يختلف بكونه الوحيد الذي يعارض هذه الخطوة".![]() أزمة اقتصادية تجري الانتخابات التركية وللمرة الأولى منذ سنوات، وسط أزمة اقتصادية كبيرة وتراجع للعملة وصل إلى 60% تقريبا خلال عامين، ونسبة تضخم بلغت حوالي 85%، مع أدى إلى ارتفاع قياسي للأسعار، وزاد الطين بلة كارثة الزلزال الذي ضرب المناطق الجنوبية التركية، والذي يعد الأقوى في تاريخ البلاد، وخلف وراءه آلاف الضحايا والمنازل المنهارة التي أصبحت بحاجة إلى إعادة بناء لاحتواء النازحين الأتراك الذين هجروها إلى مناطق أخرى. تعيش تركيا حاليا فترة الصمت الانتخابي قبل 24 ساعة من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع في ظل مخاوف من المستقبل تعززها الانقسام السياسي الحاد في المجتمع التركي والأزمة الاقتصادية المستمرة منذ فترة طويلة. وبعيدا عن الاقتصاد وبالعودة إلى السياسة، لن تؤثر الانتخابات التركية على علاقتها مع الدول العربية، في ظل انتهاء الأزمات مع الجميع وحتى مع سوريا التي يتوقع أن يجتمع رئيسها بشار الأسد قريبا مع الرئيس القادم سواء كان أردوغان أو أوغلو. |