عشرات الأطفال من أبناء المهاجرين الأفارقة في اليمن جندتهم مليشيات الحوثي ودفعتهم إلى ما يسمى "المعسكرات الصيفية" أو "مخيمات الموت".
وتمهد مليشيات الحوثي الانقلابية تعبئة الأطفال طائفيا في المخيمات الصيفية في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها قبل زجهم للجبهات في سبيل الدفاع عن مشروعها المدمر.
مصدر حقوقي قال لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي شيدت عدة مراكز صيفية خاصة بأطفال أفارقة مهاجرين في صنعاء تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، تمهيدا لإشراكهم في العمليات العدائية في جبهات القتال.
وأكد المصدر أن هناك عشرات الأطفال من أبناء المهاجرين الأفارقة جندتهم مليشيات الحوثي ولقوا حتفهم بالفعل في جبهات الحوثي المختلفة، معتبرا ذلك جريمة حرب ضد الإنسانية.
وأكدت الأمر نفسه منظمة ميون اليمنية لحقوق الإنسان، والتي نددت بشدة بقيام مليشيات الحوثي بتجنيد أطفال المهاجرين الأفارقة في مخيمات صيفية في العاصمة صنعاء، وتعريضهم للموت على الجبهات.
المنظمة المعنية برصد الانتهاكات التي تطال الأطفال في اليمن، استنكرت في بيان تلقته "العين الإخبارية"، "هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الطفل والاتفاقيات الدولية التي تحظر تجنيد الأطفال".
وطالب البيان "المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنقاذ هؤلاء الأطفال من قبضة مليشيات الحوثي، وإعادتهم إلى أسرهم، وتوفير الرعاية والدعم اللازمين لهم".
كما دعا "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى الضغوط على مليشيات الحوثي لوقف تجنيد الأطفال فوراً، وإطلاق سراح جميع الأطفال المجندين لديها، والعمل على عدم إفلات المسؤولين عن هذه الجرائم من العقاب".
ويشن الحوثيون حملة منهجية للتلقين العقائدي لضمان التزام السكان بأيديولوجيتهم القائمة على الكراهية والعنف ولتأمين الدعم الشعبي لمشروعهم العسكري وذلك عبر تنظيم مخيمات صيفية ودورات ثقافية للأطفال والكبار.
ويفر المهاجرون الأفارقة من بلدانهم إلى اليمن كوجهة عبور لدول الجوار فيتلقفهم الحوثيون ليتم قذفهم تحت الإكراه إلى الجبهات المشتعلة واستغلالهم عسكريا.
وما زالت مجزرة الحوثيين بحق سجن الهجرة والجوازات بصنعاء في مارس/آذار 2021 عالقة في أذهان العالم بعد أن احتجزتهم المليشيات بهدف تجنيدهم للجبهات قبل أن تحرقهم أحياء وتعمد إلى دفنهم دون تحقيق يذكر.
وكانت مليشيات الحوثي اعترفت لأول مرة بمقتل مهاجر يحمل الجنسية الإثيوبية جندته في صفوفها في أغسطس/ آب 2020 بعد أعوام من التعتيم وتجنيد الآلاف لا سيما في صعدة.