كيف يجب التّصرف بعد تعرّض طفل لـ"الغرق الناشف"؟

صحة
قبل سنة 1 I الأخبار I صحة

تعتبر حوادث الغرق من الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال أثناء السباحة في حوض أو في البحر. لذلك، يشدد طبيب الأطفال في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور إدوار صياد على أهمية مراقبة الأطفال الصغار في كل الأوقات أثناء السباحة من قبل أحد الراشدين.

 

ما الذي يتعرض له الطفل الذي يواجه حادثة "غرق ناشف"؟

ثمة فكرة شائعة بأن الضرر الأكبر على الطفل الذي يتعرض لحادثة غرق يكون على الرئتين، لكن في الواقع ليست هذه المشكلة الأساسية، بحسب صياد، لأن الضرر الأهم يصيب الدماغ وهنا يزيد خطر الوفاة.

فحتى في حال ابتلاع كمية صغيرة من الماء وقد تسبب تشنجات في القصبة الهوائية إلى حد أن معدلات الأوكسجين تخف في الدماغ ويتوقف القلب أيضاً عندها.

فعلى الرغم من أن ثمة ضرراً يصيب الرئتين، يبقى الخطر الأكبر في ما يتعرض له الدماغ. 

 

وفي الحالات التي لا تحصل فيها وفاة مباشرة بسبب الغرق في ما يعرف ب"الغرق الناشف"، من المفترض مراقبة الطفل خلال ما لا يقل عن 24 ساعة.

فبعد خروجه من حوض السباحة أو البحر، من الممكن أن يكون قد ابتلع الماء ولا بد من مراقبته وإجراء الفحوص اللازمة والتأكد مما إذا كان سلوكه طبيعياً. على الأرجح في مثل هذه الحالة، لا يكون الدماغ متضرراً، ما دام قد نجا من حادثة الغرق ولم تظهر عليه أي أعراض واضحة مباشرة.

عندها يكون الضرر حاصلاً في الرئتين.

يشدد صياد على ضرورة التأكد من الوقت الذي أمضاه الطفل في الماء ومن طبيعة الماء التي ابتلعها وما إذا كانت دافئة أو باردة.

فكلها عوامل لها تأثير على الرئتين، وعندها يمكن أن تسبب أعراضاً كالسعال وضيق النفس والتعب مع تراجع معدلات الأوكسجين نتيجة الضرر الحاصل في الرئتين.

 

 

أما في حال عدم ظهور أي أعراض فنادراً ما تكون هناك مشكلة تدعو للقلق.

لكن في كل الحالات تبقى مراقبة الطفل الذي تعرض لحادثة غرق ضرورية خلال 24 ساعة، وتبدأ بالتوجه إلى الطوارئ أو عيادة الطبيب مع مراقبة مستمرة في المنزل.

فيمكن أن يدخل الماء إلى الرئتين بحيث يخف تبادل الأوكسجين ويؤدي إلى تضررهما مع تراجع معدلات مادة الـsulfactant فيها وزيادة احتمال التعرض لالتهابات في الرئتين، وخاصة بوجود مادة الكلور.

وتحصل عندها أيضاً تشنجات في القصبات الهوائية وصولاً إلى مرحلة انحباس الماء في الرئتين.

علماً أنه إذا كانت كمية الماء التي ابتلعها الطفل قليلة، لا يكون هناك أثر على الرئتين بل يمكن أن تسبب التهابات معوية نتيجة تلوثها مثلاً.

 

ما الخطوات التي على الأهل القيام بها في حال تعرض طفل لحادثة غرق؟

إذا لم تظهر أعراض مباشرة يجب:

- أن تجرى الإسعافات الأولية للطفل

- أن يقاس معدل الأوكسجين لديه

- يُنقل إلى طوارئ المستشفى إذا كانت هناك حاجة لذلك أو إلى عيادة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة

- يجب مراقبته خلال 24 ساعة والتأكد من عدم وجود أعراض متأخرة قد ظهرت.

ويبقى السعال وضيق النفس والتعب والوجع في الصدر من المؤشرات التي تنذر الأهل بالخطر ويمكن أن تظهر تدريجاً خلال الساعات التي تلي الحادثة.