"خدمة 5 نجوم".. دمشق تئن تحت وطأة شبكات الدعارة والسماسرة

محليات
قبل 11 أشهر I الأخبار I محليات

لم تعد ساحة المرجة المعروفة في قلب العاصمة السورية دمشق المركز الاستثنائي الأكثر جذباً للباحثين عن ممارسة الرذيلة، بعد انتشار بيوت الدّعارة وصالونات التّجميل والمطاعم والمقاهي الّتي تقدم خدماتها الجنسيّة للزّبائن المترفين في مناطق راقية كالشعلان وأبو رمّانة وشارع الحمراء، ومناطق أخرى كجرمانا الواقعة شرق دمشق وغيرها.

فقد باتت تلك الأماكن مقصد بائعات الهوى اللّواتي يعملن ضمن شبكات مرتبطة بسماسرة الجنس، وفق شهادات خاصّة حصلت عليها "العربية.نت".

300 دولار لـ "5 نجوم"

وأوضحت المصادر أن نادلات في مطاعم ومقاهٍ وعاملات في صالونات تجميل اخترن أن يصطدن الزبائن نهاراً لتمضية الليلة معهم مقابل مبلغ من المال قد يصل لـ 300 دولار لـ "5 نجوم".

ولعل ذاك المصطلح يعني أن من يطلق عليهن هذا اللقب تملكن مواصفات خاصة تتعلق بصغر السن والجمال الطاغي.

كما كشفت إحداهن وهي في العشرينيات من عمرها، أنها تتقاضى عن كل ساعة متعة 10 دولارات فقط من أصل مائة دولار يستولي على الـ90 المتبقية منها مالك الشبكة.

وأضافت أن المالك لديه مجموعة شباب مهمتهم مراقبة الفتيات اللاتي تحت إدارته، مشيرة إلى أنها تعمل ضمن منطقة الشعلان وجرمانا، وبالكاد تتمكن من العثور على 3 أو 4 زبائن في اللّيلة قبل بزوغ الفجر ثم تعود إلى المنزل.

الجدير ذكره أن نور تعيش مع جدتها وشقيقتها بعد أن فقدت عائلتها بالكامل في مخيم اليرموك بريف دمشق مع بداية الأزمة السورية أثناء القصف المكثّف على المنطقة.

واضطرت الشابة لهذه الأفعال بسبب ندرة فرص العمل وضعف الأجور، موضحة أنها بدأت العمل في أحد صالونات التجميل لتكتشف فيما بعد أنها تعمل مع شبكة من شبكات الرقيق الأبيض، قائلة: "الحلول ضيقة لشابة مثلي ليس لديها شهادة علمية ولا مهنة في مدينة باتت على شفير المجاعة.. مضيفة: "الحاجة الأمر الذي جعلني أتخلّى عن أخلاقي وأسير في طريق الدعارة لأنقذ من تبقى من أسرتي".

استغلال ووحشية

أما "ريم"، وهو اسمها الذي عرفت به، فأوضحت أنها تفكر بالانتحار دائماً منذ دخولها عالم الدعارة بعد أن أغرتها صديقتها بالانتقال للسكن معها في شقتها الخاصة بعيداً عن السكن الجامعي، ثم استدرجتها لعالم الرذيلة.

وتروي "ريم" وهي طالبة جامعية، تفاصيل عملية الاغتصاب الوحشية التي تعرضت لها من قبل 3 رجال قبل سنتين بتدبير من صديقتها التي كانت تعمل مع شبكة دعارة.

وتابعت أن صديقتها أرغمتها على العمل بعد تهديدها بالفضيحة، موضحة أنها حاولت الفرار مرارا لكنها كانت تفشل في كل مرة لتعود للعمل بعد أن تنال نصيبها من الضرب والتهديد بقتل عائلتها.

مجلس الأمن يصوت على تجديد آلية إيصال المساعدات لسوريا

ظاهرة خطرة

وعن هذه الظاهرة، شرحت المحامية "رنا" لـ"العربية.نت"، والتي فضّلت عدم الكشف عن اسمها الأخير لدواع أمنية، أن القانون السوري لم يمنع الاتجار بالجنس، إلا أنه يجرم الممارسات اللا أخلاقية.

وأِشارت إلى أن المادة السادسة والثامنة تعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد على 3 سنوات لكل من أعان أنثى ولو عبر الاتفاق المادي على ممارسة الدعارة.

كذلك يعاقب بالحبس سنة لكل من فتح محلاً للفجور، ويحكم بإغلاقه بالشمع الأحمر ومصادرة الأثاث.

من دمشق (فرانس برس)

من دمشق (فرانس برس)

وأكدت الحقوقية أن معظم القائمين على شبكات التجارة بالدعارة هم ممن يستغلون تفاقم الأزمات الاقتصادية التي تهدد اليوم كرامة وأخلاق المجتمع السوري المحافظ.

إلى ذلك، أكدت على أنه لا توجد إحصائيات دقيقة حول نسبة الدعارة والعاملات فيها بشكل منفرد أو بارتباط مباشر بشبكات خاصة، ولا لعدد بيوت الدعارة في دمشق وغيرها من المدن السورية التي باتت تعاني بشكل عام من هذه الظاهرة الخطرة.