تصاعد الغضب الشعبي في صنعاء وصراعات الأجنحة

محليات
قبل 9 أشهر I الأخبار I محليات

يبدو أن الضغط الشعبي المطالب بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثيين في طريقه لاتخاذ منحى ينذر باشتعال الخلاف مجدداً بين شركاء الجماعة المدعومة من إيران وفي مقدمتهم حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء) عقب تنامي موجات المطالب بالمستحقات المؤجلة التي تتهرب المليشيات من الاستجابة لها وتتكتم على أرقام الإيرادات التي تجنيها

 

‏وفي حين أعلن نادي المعلمين والمعلمات اليمنيين تمسكهم باستمرار الإضراب العام والشامل في مناطق سيطرة الجماعة المتشددة حتى صرف رواتبهم المقطوعة منذ سبعة أعوام، تأتي تصريحات قادة المليشيات متضمنة التوجيه ببيع ممتلكات وعقارات وأصول شركائهم والمعارضين لحكمهم، وتحويلها لصالح ما أسموه "صندوق دعم المعلم"، في خطوة ومحاولة منها لاحتواء حالة الغضب ورمي الكرة في ملاعب خصومهم، بحسب مراقبين

 

 

 

ووجه عضو المجلس السياسي (أعلى هيئة إدارية للمليشيات) ابن عم زعيم الجماعة محمد علي الحوثي، مسلحي جماعته، الأحد، ببيع بيوت وممتلكات المعارضين السياسيين (من أسماهم على موقع إكس، بـالنظام السابق)، في إشارة لحزب المؤتمر (الذي أسسه الهالك عفاش)، وتوريدها لصالح صندوق المعلم الذي يرأسه شقيق زعيم الجماعة، يحيى الحوثي بعد تواتر أنباء عزم المتمردين صرف مبلغ 30 ألف ريال (نحو50 دولاراً) بشكل شبه شهري كـ "حوافز" للمعلمين مقابل استمرارهم في أعمالهم

 

هل تكبر كرة الثلج مجدداً؟

 

ومن شأن تنفيذ المليشيات توجيهاتها، ستدخل ساحة الشراكة بين حزب عفاش والمليشيات مرحلة جديدة من الصراع داخل الكيان الذي أنشأ تحالفه في عام 2014 ضد الرئيس الجنوبي السابق، عبدربه منصور هادي، (الذي ينتمي أيضاً للمؤتمر) خصوصاً وقد اشتعلت الأيام الماضية معركة من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين شبيهة بما شهده تحالفهما في عام 2017 الذي انتهى بقتل الرئيس صالح وعدد من معاونيه على يد شركائه الحوثيين

 

ومع تصاعد الاحتجاجات بشأن الرواتب، وصف رئيس المجلس السياسي للحوثيين، مهدي المشاط في كلمة ألقاها أمام جموع من مناصريه بمحافظة عمران، رئيس حزب مؤتمر صنعاء والمعلمين والأكاديميين وأساتذة الجامعات والموظفين الحكوميين المطالبين بالرواتب، بـ "الحمقى والغوغائيين والعملاء"، متهماً إياهم "بإثارة الفتن والمؤامرات والعمل لمصلحة المخططات الأميركية"، و"المزايدين المرتزقة الذي يخدمون العدوان"، وتوعد بمحاسبتهم وذلك على خلفية دعم القيادي المؤتمري، صادق أمين أبو راس للمطالب الشعبية بصرف الرواتب، ومطالبته في هذا السياق خلال الحفل الجماهيري بمناسبة ذكرى تأسيس حزبهم، بالكشف عن مصير الموارد الضخمة التي تتحصلها الجماعة في مناطق سيطرتها. وهو ما أثار سخط الحوثيين الذين راحوا يتوعدون قادة وأنصار حزب المؤتمر بالاجتثاث، ووصفوهم بـ "الخلايا النائمة" و "الطابور الخامس" الذي يعمل لصالح لأعداء، في مؤشر يكشف عن بلوغ الأزمة مرحلة قد تدفع بكرة ثلج الخلافات للتدحرج نحو الصدام وانتهاء زواج المصلحة بين حلف الضدين

 

 

 

 

وخلال التهدئة الحالية تجاوزت الجماعة الارهابية ملف الرواتب وطالبت بحصة من عائدات تصدير النفط على أن تتصرف بها، مما تسبب بإفشال التوصل إلى اتفاق حول صرف الرواتب