أعلن رئيس الوزراء الاثيوبي، آبي أحمد، الأحد، أن عملية إتمام الملء الرابع من سد النهضة تمت بنجاح ، وأوضح في بيانه المنشور على حسابه على منصة «إكس» وعلى وكالة الأنباء الاثيوبية، أن هذا الملء هو «الأخير»، دون توضيح أكثر من ذلك، مما أثار التكهنات حول المقصود به.
وكتب أحمد: «بجهودنا وتعاوننا تم الملء الرابع والأخير من سد النهضة.. لقد واجهنا تحديات داخلية وضغوطا خارجية، وتغلبنا على كل هذه الأمور وأصبحنا قادرين على الوصول إلى هذه المرحلة».
كما دعا جميع المواطنين في بلاده إلى مواصلة «دعمهم حتى اكتمال السد».
وأضاف: «يأتي هذا الملء بعد لقاء مهم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في يوليو الماضي، والاتفاق على استعادة مسار المفاوضات، إضافة لتطمينات اثيوبيا على مستوى القيادة، بتنفيذ الملء الرابع بجدولة لا تضر بمصر».
ومن خلال هذا السد الذي يبلغ طوله 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا، تعتزم اثيوبيا مضاعفة إنتاجها من الكهرباء، التي لا تصل سوى لنصف سكّانها، البالغ عددهم نحو 120 مليون نسمة.
الرد المصري
وانتقدت مصر إعلان اثيوبيا، معتبرة أن استمرار الإجراءات الأحادية لأديس أبابا، يعد انتهاكا لإعلان المبادئ الموقع بين البلدين.
وذكر بيان للخارجية المصرية، أن هذا الإعلان «يعد استمراراً من جانب إثيوبيا في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، الذي ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء».
وأضاف البيان أن «اتخاذ أديس أبابا لهذه الإجراءات الأحادية يعد تجاهلا لمصالح وحقوق دولتي المصب وأمنها المائي الذي تكفله قواعد القانون الدولي».
واعتبرت الخارجية المصرية أن «هذا النهج وما ينتج عنه من آثار سلبية يضع عبئا على مسار المفاوضات المستأنفة التي تم تحديد أربعة أشهر للانتهاء منها والمعقود الأمل على أن تشهد جولتها القادمة المقرر عقدها في أديس أبابا انفراجة ملموسة وحقيقية على مسار التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد».
دلالات الإعلان
شهد أغسطس الماضي استئناف المفاوضات في القاهرة، بين كل من مصر والسودان واثيوبيا، بشأن السد، والتي أكدت خلالها مصر على ضرورة «عدم اتخاذ خطوات أحادية» من جانب أديس أبابا.
وقال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي إن «التخزين الرابع انتهى بالفعل منذ السبت، وأصبح إجمالي المياه في بحيرة السد حوالي 41 مليار متر مكعب، ومن المفترض أن يشهد السد تعلية العام المقبل بحوالي 20 مترًا، لاستيعاب مخزون جديد من المياه».
وتسعى أديس أبابا إلى أن يصل إجمالي حجم المياه المخزنة في بحيرة السد إلى نحو 74 مليار متر مكعب.
من جانبه، رأى الباحث الاثيوبي في الشؤون الأفريقية، نور الدين عبده، أن «الملء الرابع من أهم المراحل النهائية لسد النهضة، حيث تم خلال موسم الأمطار المنصرم من يونيو إلى أغسطس، تخزين ضعف كمية ما تم تخزينه من المياه خلال السنوات الماضية».
ولم يتضح في البيان الاثيوبي المقصود بكلمة «الأخير» في عبارة «الملء الرابع والأخير». وفي هذا الصدد، قال عيسوي إن الكلمة «لفتت نظره» في البيانات الاثيوبية.
وأضاف: «قد تكون كلمة عابرة غير مقصودة، أما لو كان لها دلالة، فهي قد تعني أن اثيوبيا قد تكتفي في المرحلة الحالية بالملء الرابع، حتى يتم التأكد من أن تخزين المزيد من المياه لن يلحق أضرارا بالسد، مثل شروخ أو انهيارات أرضية، مما قد يهدد بفشل المشروع بالكامل».
ومن المقرر أن تبدأ اثيوبيا في تعلية الجزء الأوسط من السد لحوالي 20 مترًا قبل موسم الفيضان المقبل الذي يبدأ في يونيو. يُعتبر سد النهضة الاثيوبي الكبير، حيوياً بالنسبة لأديس أبابا، وقد بلغت تكلفته أكثر من 3.7 مليارات دولار، ومن خلال هذا السد تعتزم اثيوبيا مضاعفة إنتاجها من الكهرباء، التي لا يصل إليها سوى نصف سكّانها البالغ عددهم حوالى 120 مليون نسمة.