خلّفت السيول والفيضانات التي ضربت مدناً في شرق ليبيا جراء إعصار "دانيال" آلاف القتلى والمفقودين، وآثاراً كارثية على البلاد، بعدما حوّلت بعضها إلى ركام، كما التهمت أحياء كاملة بمواطنيها، في أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ 40 عاماً.
وقال وزير الصحة الليبي، عثمان عبد الجليل، في تصريح صادم، الثلاثاء، إنه يتوقع ارتفاع عدد ضحايا الإعصار، الذي ضرب البلاد، يوم الأحد الماضي، إلى 10 آلاف والمفقودين إلى نحو 100 ألف.
من جهته، قال هشام شكيوات، وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية المعينة من قبل البرلمان وعضو لجنة الطوارئ، إن "ربع مدينة درنة قد اختفى، بعد إعصار دانيال، الذي تسبب في خسائر كارثية".
وذكر شكيوات، في تصريحات صحفية، إنه لا توجد حصيلة إجمالية للقتلى في درنة، مضيفاً: "تم انتشال أكثر من ألف جثة في مدينة درنة بعد السيول.. الأمر كارثي للغاية".
وتابع: "عدد القتلى كبير وكبير جداً، والجثث في كل مكان"، مردفاً: "لا أبالغ عندما أقول إن 25% من المدينة قد اختفى، والعديد من المباني انهارت".
وجرفت مياه الأمطار الغزيرة والفيضانات سكان مدن البيضاء وسوسة والمرج، وطبرق وكل مدن وقرى الجبل الأخضر والساحل الشرقي، وصولًا إلى بنغازي.
فيما بلغت كمية التساقطات المطرية المسجلة 400 مليمتر في مناطق الجبل الأخضر وهي كمية لم تسجلها المنطقة منذ أكثر من أربعة عقود، بحسب (سكاي نيوز) عربية.
وجراء الكارثة، اتخذت حكومة الوحدة الوطنية في لبيبا، خلال اجتماع طارئ، جملة إجراءات من بينها، إعلان الحداد لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام ودعت إلى ضرورة التغاضي عن الخلافات السياسية ووجهت بتحويل أموال لكافة البلديات المتضررة من السيول شرق البلاد.
يشار إلى أن الإعصار "دانيال" انطلق بداية من اليونان وتركيا قبل أن تتوجه نحو ليبيا، وتتجه بعد ذلك نحو الأراضي المصرية حيث يتوقع أن يكون تأثيره محدوداً بعد أن فقد قوته عقب وصوله لليابسة في ليبيا.