أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قرارا بتكليف أعضاء المجلس بالإشراف على الوزارات. وبينما تستمر المعارك في الخرطوم، أعلنت واشنطن عقوبات جديدة على كيانات سودانية اتهمتها بتقويض السلام والأمن في البلاد.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان اليوم الخميس، إن العقوبات تستهدف وزير الخارجية السوداني السابق علي كرتي وشركتين تابعتين لقوات الدعم السريع، إحداهما في روسيا.
وكان كرتي وزيرا للخارجية في عهد عمر البشير، وصار زعيما للحركة الإسلامية السودانية بعد سقوط نظام البشير عام 2019.
وذكرت الخزانة الأميركية أن كرتي "وغيره من الإسلاميين السودانيين المتشددين يعيقون بنشاط الجهود الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار… والجهود الرامية لاستئناف مرحلة التحول الديمقراطي في السودان".
وفيما يتعلق بالشركتين المشمولتين بالعقوبات، قالت الوزارة إنهما تحققان إيرادات من الصراع الدائر في السودان وتسهمان فيه لصالح قوات الدعم السريع.
وأوضح البيان الأميركي أن شركة "جي إس كيه أدفانس" ومقرها السودان، استُخدمت وسيلة لشراء إمدادات لقوات الدعم السريع.
وأضاف أن هذه الشركة كانت تنسق مع شركة "أفياتريد" للإمدادات العسكرية ومقرها روسيا، لترتيب شراء قطع الغيار والإمدادات للطائرات المسيرة التي سبق أن اشترتها قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى أعمال التدريب.
في السياق نفسه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن ستفرض قيودا على التأشيرات بحق أفراد آخرين بينهم "إسلاميون ومسؤولون في النظام السابق متواطئون في تقويض التحول الديمقراطي في السودان"، وفق تعبيره.
توزيع الوزارات من ناحية أخرى، تم تكليف أعضاء بمجلس السيادة السوداني بالإشراف على الوزارات والهيئات الحكومية، وفقا لقرار أصدره رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان.
وكلّف البرهان نائبه مالك عقار بالإشراف على عدد من الوزارات، من بينها: الطاقة والنفط والتربية والتعليم والثقافة والإعلام والتنمية الاجتماعية والصحة والتعليم العالي.
وأسند إلى عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي مهمة الإشراف على وزارات: الداخلية والخارجية والعدل والري والموارد المائية ورئاسة مجلس الوزراء.
كما كلف البرهان عضو مجلس السيادة ياسر العطا بشؤون وزارات الدفاع والمالية، وبنك السودان المركزي، والنائب العام، والمراجع القومي.
وسيتولى عضو المجلس إبراهيم جابر الإشراف على وزارات: الزراعة والثروة الحيوانية والتجارة والصناعة والاستثمار والتعاون الدولي والاتصالات والنقل.
ميدانيا، قالت مصادر محلية للجزيرة، إن الجيش وقوات الدعم السريع تبادلا منذ صباح اليوم الخميس قصفا مدفعيا، استهدف مواقع الطرفين في العاصمة الخرطوم.
وأفادت المصادر بسماع دوي انفجارات متتالية في مركز الخرطوم، كما جرى تحليق كثيف لطائرات الجيش شرقي العاصمة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية مواقع للجيش السوداني، عند منطقة جبل أولياء جنوبي الخرطوم.
"نيران صديقة" وقال مصدر عسكري للجزيرة إن الطيران الحربي للجيش السوداني أغار على أحد مباني القيادة العامة للجيش عن طريق الخطأ.
وأضاف المصدر أن "النيران الصديقة" أوقعت جرحى في صفوف القوات المتمركزة هناك وأن رئيس الأركان تفقد المبنى والمصابين.
وفي مدينة أم درمان، قال مراسل الجزيرة، إن الطرفين المتحاربين تبادلا القصف المدفعي في المنطقة الفاصلة بينهما، وسط وشرقي المدينة.
من ناحية أخرى، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية -نقلا عن شهود- بمقتل وجرح عدد من الأشخاص اليوم جراء سقوط قذائف أطلقتها قوات الدعم السريع على مواقع للجيش في محطة للحافلات.
وقال الشهود إن "القذائف دمرت 3 حافلات محملة بالركاب" في محطة تقع شمالي أم درمان.
على صعيد آخر، قالت مصادر في الجيش السوداني للجزيرة إن معارك ضارية اندلعت اليوم بين الجيش وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال برئاسة عبد العزيز الحلو شرق مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.
ووفقا للمصادر، فقد سيطر الجيش خلال معارك اليوم على منطقة تلو الجغبة التي كانت تسيطر عليها قوات الحلو.
وأضافت المصادر نفسها أن قوات الجيش تمكنت من قتل نحو 20 من أفراد قوات الحركة الشعبية من بينهم ضباط والاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة.
من ناحية أخرى، قال القيادي في الحركة الشعبية توتو إدريس للجزيرة إن الحركة لم تبت بعد في طلب تقدم به بعض أعيان وقادة القبائل المحلية في جبال النوبة للسماح بعبور المواد الغذائية والأدوية إلى كادقلي عبر منفذ الكرقل الذي سيطرت عليه الحركة قبل شهرين.
وضع إنساني "كارثي" وعلى الصعيد الإنساني، حذّر ألان أوتارا، نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان -في مقابلة مع الجزيرة-، من أن أكثر من 6 ملايين سوداني على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
ووصف أوتارا الوضع العام في السودان بالكارثي، مشيرا إلى أن مئات الأطفال هناك مهددون بفقدان حياتهم لعدم توفر اللقاحات.
وكانت الأمم المتحدة ذكرت الأسبوع الماضي أن أكثر من 1200 طفل توفوا بسبب الاشتباه في إصابتهم بالحصبة وسوء التغذية في مخيمات نازحين بولاية النيل الأبيض، في حين تشكّل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا خطرا في كل أنحاء البلاد
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يدور القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقد خلّفت المعارك أكثر من 5 آلاف قتيل، وما يزيد عن 5 ملايين نازح ولاجئ، داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، وفقا للأمم المتحدة.