كلنا نجد في محيطنا اليوم أشخاصاً يعانون السعال المتكرّر إضافة إلى أعراض تدعو إلى التفكير بأمراض يمكن أن تكون خطيرة كالإنفلونزا وكورونا. لكن، قد يتبين عدم وجود مشكلة من هذا النوع، على الرغم من استمرار السعال لوقت طويل، كما نُشر في Medisite. فما السبب؟
لماذا قد يطول السعال لأسابيع أو أشهر؟
في الفترة الأخيرة، يبدو واضحاً أنّ ثمة زيادة ملحوظة وغير معتادة في معدلات الإصابة بالتهابات فيروسية في الجهاز التنفسي الأعلى، مع سعال يدوم لأسابيع عدة وربما لأشهر حتى. ولا تنتج هذه الالتهابات حتى الإصابة بكورونا، وليس سببها أيضاً الإصابة بالإنفلونزا. كما زادت حالات الرشح التي تطول لأكثر من اسبوعين وحالات احتقان الجيوب الأنفية والتهاب الحنجرة وسيلان الأنف، وكلّها حالات تطول أكثر من المعتاد. وغالباً ما تترافق هذه الحالات كلّها مع سعال يدوم طويلاً، فيما لا تفيد المضادات الحيوية في المعالجة، ما يدل على أنّ الالتهاب الفيروسي قد يكون السبب في فيروسات تنتقل بانتظام وتسبب الرشح، مثل فيروس كورونا.
لماذا لا يظهر بوضوح مصدر الرشح الذي يعانيه كثيرون حالياً؟
في المرحلة الحالية، لا يظهر بوضوح سبب الرشح الذي يعانيه معظم الناس. أما السبب وراء ذلك، أنّ الأطباء لا يجرون فحوصاً للتحقّق من طبيعة الحالة لغير فيروس كورونا والإنفلونزا، إلاّ في حال دخول الشخص إلى المستشفى. قد يكون السبب الأساسي وراء هذه الحالات الإصابة بالفيروس الغدي Adenovirus، ويُعتبر من الفيروسات التي يرتفع فيها خطر انتقال العدوى، إضافة إلى الفيروس المخلوي التنفسي. في مثل هذه الحالات، يجب الحرص على عدم نقل العدوى إلى المسنين والأشخاص الذين يعانون ضعفاً في المناعة، علماً أنّ هذا النوع من الأمراض ينتقل عبر الهواء، خصوصاً عندما يعاني المريض السعال أو العطس. كما يمكن نقل العدوى إلى الآخر عبر الاتصال المباشر، كما في حال التقبيل أو عبر الرذاذ أو من خلال اليدين الملوثتين بالفيروس.
وبالتالي، لا ينتج المرض هنا من الإنفلونزا ولا من فيروس كورونا، بل من فيروس آخر يصيب الجهاز التنفسي ويسبّب التهاباً فيه. لهذا السبب يستشير كثيرون الأطباء حالياً بسبب حالة رشح تطول مدتها وسعال مستمر لأسابيع عدة، مع أعراض أخرى يصعب التخلّص منها بسهولة.