مسؤول فلسطيني: على الجميع إجراء تقييم وطني شامل لكل ما جرى بعد الحرب

عربي ودولي
قبل 11 أشهر I الأخبار I عربي ودولي

أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" حسين الشيخ، أن على جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إجراء "تقييم وطني شامل لكل ما جرى"، وذلك بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية في غزة مباشرة.

 

وأضاف لوكالة "رويترز": "لا يوجد أحد يعتقد أنه فوق المحاسبة والمساءلة"، و"يجب أن يكون هناك حوار وطني فلسطيني شامل مسؤول وأن نتحلى بالمسؤولية وبالجرأة، وأن نواجه أنفسنا بكل صراحة وبكل مسؤولية ودون تردد، لا أحد فوق النقد...".

 

وتابع الشيخ (63 عاماً) أن الحرب التي دارت رحاها في غزة بعد هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على جنوب إسرائيل تعني أنه "ما فيه حد فوق المساءلة أو فيه حد منزه، إذن يجب أن يكون تقييم وطني فلسطيني شامل لكل ما جرى وما سيجري في المستقبل".

 

وتسببت هجمات "حماس"، بحسب قول إسرائيل، في مقتل 1200 إسرائيلي مما أثار قصفاً بلا هوادة وحرباً برية مما أودى بحياة أكثر من 19 ألف فلسطيني وتسبب في تشريد مئات الآلاف وتحويل كثير من أنحاء قطاع غزة إلى ركام.

 

ويرى البعض أن الشيخ خليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وهذه التصريحات هي المرة الأولى التي يتحدث فيها قيادي كبير في "منظمة التحرير الفلسطينية" علنا عن تكتيكات حماس منذ هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول.

 

كما أقر الشيخ بأن المسار السياسي بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام يتعثر و"لم يحقق مبتغاه حتى هذه اللحظة" ولن يحقق بصيغته الحالية طموح الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية داخل حدود ما قبل حرب عام 1967.

 

واجتمع الشيخ وعباس مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في رام الله يوم الجمعة. وقال الشيخ لـ"رويترز" إنَّ الفلسطينيين أبلغوا سوليفان أن هناك حاجة إلى جهد دولي جديد لإقناع إسرائيل بحل شامل يتضمن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

 

وقال الشيخ لـ"رويترز" أمس السبت في مقابلة نادرة جرت في مكتب أنيق تزينه صور عباس وسلفه ياسر عرفات في مدينة رام الله بالضفة الغربية، إنَّه يتعين أن تكون هناك حكومة واحدة تدير الوطن الفلسطيني.

 

ومعلوم أن الضفة الغربية مقطعة الأوصال بجدار وسياج إسرائيلي يمر كالأفعى قاطعاً مئات الكيلومترات عبر التلال. ووسع المستوطنون اليهود في السنوات القليلة الماضية البناء في مناطق من شأنها أن تكون ضمن الدولة الفلسطينية المرتقبة مستقبلاً.

 

وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات اليهودية المبنية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية.

 

وأشار الشيخ إلى أنه على الرغم من تقديم دعم بالأقوال، مرحب به، لدولة فلسطينية في الاجتماعات فإن واشنطن لم تقترح آليات ملموسة أو مبادرات سياسية. وكرر دعوة عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام لرسم طريق جديد.

 

وقال مسؤول أميركي كبير هذا الأسبوع، إنَّ فكرة عقد مؤتمر نوقشت مع الشركاء لكن الاقتراح لا يزال في مرحلة أولية.

 

ممثل شرعي

أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن سلسلة من كبار المسؤولين الأميركيين إلى الضفة الغربية للاجتماع مع عباس والشيخ في مسعى لتجديد السلطة الفلسطينية المتداعية لتتولى مسؤولية غزة بمجرد انتهاء الحرب وتوحيد إدارة القطاع والضفة الغربية.

 

وناقش المسؤولون الأميركيون الزائرون الحاجة إلى إجراء إصلاحات لمكافحة الفساد وتسليم سلطات تنفيذية أوسع لرئيس الوزراء وإدخال دماء جديدة للسلطة الفلسطينية.

 

ورغم الجهود الأميركية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة، إنَّه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة قطاع غزة بعد الحرب وأشار إلى أن إسرائيل ستحتل القطاع بدلاً من ذلك.

 

وقال الشيخ إنَّ السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وستكون مستعدة لتولي إدارة غزة بعد انتهاء الحرب.

 

غير أنه أقر بضرورة إعادة تقييم السلطة الفلسطينية لدورها.

 

ولا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية ويعتبرها العديد من الفلسطينيين فاسدة وغير ديموقراطية ومنفصلة عن الواقع. وعلى النقيض من ذلك، أظهر استطلاع رأي فلسطيني قبل أيام زيادة شعبية "حماس" في كل من غزة والضفة الغربية منذ تنفيذها الهجمات.

 

وفي إشارة إلى "حماس" التي خاضت خمس حروب ضد إسرائيل منذ عام 2008، قال الشيخ: "لا يجوز للبعض إنه يعتقد أن طريقته وأسلوبه في إدارة الصراع مع إسرائيل كانت الأمثل والأفضل".

 

وأضاف أنه بعد سقوط هذا العدد من القتلى وبعد كل ما حدث "ألا يستحق كل ذلك وكل ما يجري أن نجري تقييماً جاداً وصادقاً ومسؤولاً لنحمي شعبنا ونحمي قضيتنا؟"

 

وتابع القول متسائلاً: "ألا يستحق كل ذلك أن نناقش كيف ندير هذا الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي؟"

 

وقال الشيخ إنَّه تم تدمير 60 في المئة من قطاع غزة وإن إعادة الإعمار ستتكلف 40 مليار دولار على مدى عقود.

 

وأضاف أن اتفاقات أوسلو للسلام مع إسرائيل عام 1993 كانت ناجحة جزئيا لأنها منحت الفلسطينيين هوية وأدت إلى عودة مليوني لاجئ إلى الضفة الغربية وقطاع غزة من البلدان التي فروا إليها خلال حربي 1948 و1967 مع إسرائيل.

 

وقال إنَّ المداهمات العسكرية الإسرائيلية وتوسيع المستوطنات أدى إلى إضعاف السلطة الفلسطينية.

 

ورقى عباس الشيخ العام الماضي، ودوره الجديد جعله فعلياً ثاني أقوى رجل في "منظمة التحرير الفلسطينية"، وهي مظلة لفصائل فلسطينية غير إسلامية ولا تشمل "حماس".

 

ولا يحظى الشيخ بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، ويرجع ذلك جزئياً إلى دوره في الاتصال مع الجيش الإسرائيلي المحتل. وتمنحه استطلاعات الرأي تأييداً بنحو ثلاثة في المئة.

 

ورداً على طلب للتعليق، قال المسؤول في حماس سامي أبو زهري إنَّ الشيخ يقف إلى جانب الإدارة المدنية الإسرائيلية وإن هجومه على المقاومة الفلسطينية ليس مفاجئا.

 

وقال الشيخ إنَّ وظيفته هي العمل مع إسرائيل من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين.