الإنفلونزا والتهاب القصيبات الهوائية والتهابات الجهاز الهضمي من الالتهابات الأساسية التي يمكن الإصابة بها في موسم الشتاء. تصيب ملايين الأشخاص سنوياً وتؤثر على نمط الحياة، كما تهدّد الأطفال والمسنين بشكل أساسي، خصوصاً إذا كانوا يعانون أمراضاً في القلب وأمراضاً رئوية أو مشكلات أخرى في جهاز المناعة، لاعتبارهم الأشخاص الأكثر هشاشة، كما نُشر في Sante Magazine.
في مثل هذه الحالة يؤثر انتقال العدوى بشكل خاص على هؤلاء الأشخاص كونهم الأكثر عرضةً للخطر.
ما الأمراض المعدية في الشتاء؟
ثمة التهابات فيروسية عديدة تعود في كل موسم شتاء وهي مسؤولة عن:
-أمراض تنفسية وأخرى في الأنف والحنجرة كالرشح والتهاب الحنجرة والانفلونزا الموسمية والتهاب القصيبات الهوائية.
-مشكلات في الجهاز الهضمي كالالتهابات المعوية.
لكن تبقى الفيروسات الثلاثة الأساسية هي الانفلونزا والتهاب القصيبات الهوائية والالتهابات المعوية.
1- الانفلونزا: الانفلونزا التهاب فيروسي حاد ومعدٍ يختلف عن الرشح العادي. يُصاب بها ما بين مليونين و6 ملايين شخص في كل سنة. في معظم الحالات، تسبّب ارتفاعاً قوياً في الحرارة وتعباً وأعراضاً ترتبط بالجهاز التنفسي كالسعال الجاف وسيلان الأنف. لا خطورة فيها بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، لكن بالنسبة لأولئك الذين هم عرضةً للمضاعفات من الضروري تلقّي اللقاح.
2- الالتهابات المعوية: هي عبارة عن التهاب في الغشاء المخاطي لجدار الجهاز الهضمي وتنتج غالباً من فيروسات روتا ونورو. وتسبب بشكل أساسي الإسهال وفقدان الشهية والغثيان والتقيؤ وجفاف السوائل في الجسم وارتفاع الحرارة وأوجاع الرأس. لا تُعتبر عادةً خطيرة، وتكون مدة المرض قصيرة وتزول الأعراض خلال يوم إلى ثلاثة أيام. إلاّ أنّها من الحالات المعدية للغاية ويمكن أن تنتشر على نطاق واسع.
3- التهاب القصيبات الهوائية: هو التهاب فيروسي حاد في القصيبات الهوائية ناتج من فيروس RSV. ويصيب بشكل أساسي الأطفال الصغار، ومن هم دون سن السنتين بنسبة 30 في المئة. يُعتبر هذا الفيروس من الفيروسات الشائعة جداً، وهو معدٍ بكثرة. لكن منذ عام 2023 ثمة علاج وقائي من المرض للأطفال.
ولا ننسى فيروس كورونا الذي قد ينتشر طوال أيام السنة، إلاّ أنّ معدلات انتشاره تبلغ الذروة في أيام الشتاء مع زيادة احتمالات انتشار العدوى.
كيف تنتقل عدوى الفيروسات في موسم الشتاء؟
تنتقل عدوى الفيروسات في الشتاء بطرق عدة:
-الرذاذ الملوث عند السعال والعطس أو من اللعاب الملوث بفيروس تنفسي.
-الاتصال المباشر بيدين ملوثتين بالفيروس أو عبر الاتصال بأغراض ملوثة بالفيروس.
وبالنسبة للانفلونزا، يمكن أن ينتقل الفيروس بالعدوى قبل 12 إلى 24 ساعة من ظهور الأعراض الأولى. وينطبق ذلك على الرشح، كما ينطبق على التهابات الأمعاء والجهاز الهضمي، علماً أنّه في موسم انتشار المرض، نسبة 40 في المئة من المرضى لا يُظهرون أي أعراض فيما هم يحملون فيروس روتا.
ويُعتبر انخفاض درجات الحرارة من العوامل التي تساهم في انتشار الفيروس، لكنها لا تُعتبر سبباً مباشراً لذلك. إذ يفرض البرد على الجميع تمضية المزيد من الوقت في الداخل وفي الأماكن المغلقة التي ليس فيها التهوئة اللازمة وتتراجع فيها معدلات التباعد الاجتماعي. هذا ما يجعل انتشار الفيروسات أكثر سهولة. كما أنّ الجيوب الأنفية والقصبات الهوائية تكون جافة وأكثر هشاشة، من دون أن ننسى التدفئة الزائدة التي لها أثر سلبي أيضاً.