هدنة لمدة شهر في غزة مقابل الأسرى.. حماس تلين موقفها

محليات
قبل 9 أشهر I الأخبار I محليات

على الرغم من تأكيد عضو المكتب السياسي لحماس، غازي حمد، أمس أن الحركة رفضت المقترح الإسرائيلي الخاص بإيقاف القتال لمدة شهرين في إطار صفقة متعددة المراحل تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين يبدو أن حماس باتت أكثر انفتاحاً للإفراج عن بعض الأسرى مقابل وقف إطلاق النار.

فقد أبلغ مسؤولون في الحركة الوسطاء الدوليين أنهم منفتحون على مناقشة اتفاق لإطلاق سراح بعض الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل "وقف طويل للقتال"، حسبما أفاد مسؤولون مصريون في تحول كبيراً من جانب حماس، التي أصرت لأسابيع على أنها لن تتفاوض على ملف الأسرى إلا كجزء من اتفاق شامل من شأنه أن يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب التي اجتاحت غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

موافقة مبدئية

وكشفت ثلاثة مصادر أن إسرائيل وحماس وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للأسرى الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهرا، وفقما نقلت "رويترز"، اليوم الأربعاء.

كما ذكرت المصادر أن الخطة الإطارية تأخر طرحها بسبب وجود خلافات بين الجانبين بشأن كيفية التوصل إلى نهاية دائمة للحرب في غزة.

قوات إسرائيلية في غزة (رويترز)

قوات إسرائيلية في غزة (رويترز)

وركزت جهود الوساطة المكثفة التي قادتها قطر وواشنطن ومصر في الأسابيع القليلة الماضية على نهج تدريجي لإطلاق سراح فئات مختلفة من المحتجزين الإسرائيليين بدءا من المدنيين وانتهاء بالجنود مقابل وقف الأعمال القتالية والإفراج عن سجناء فلسطينيين وإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة.

فيما أوضح أحد المصادر، وهو مسؤول مطلع على المفاوضات، أن أحدث جولة من الجهود الدبلوماسية بدأت في 28 ديسمبر وقلصت الخلافات بشأن مدة وقف إطلاق النار المبدئي إلى نحو 30 يوماً، بعد أن اقترحت حماس في البداية هدنة لعدة أشهر.

وقال مصدر آخر وهو مسؤول فلسطيني على اطلاع بجهود الوساطة إنه بينما تسعى إسرائيل للتفاوض على مرحلة واحدة في كل مرة، تسعى حماس إلى التوصل إلى "صفقة شاملة" يتم الاتفاق فيها على وقف دائم لإطلاق النار قبل إطلاق سراح الأسرى خلال المرحلة المبدئية.

بينما أكد مصدران أمنيان مصريان أن العمل جارٍ لإقناع حماس بقبول هدنة لمدة شهر يعقبها وقف دائم لإطلاق النار.

طلبت ضمانات

لكن المصادر أشارت في الوقت عينه إلى أن الحركة تطالب بضمانات لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق من أجل الموافقة على الهدنة الأولية، من دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل.

وردا على سؤال بشأن المفاوضات، قال سامي أبو زهري المسؤول الكبير في حماس قبل يومين إن الحركة منفتحة على مناقشة الأفكار لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.

إخراج 6 من كبار قادة حماس

في حين كشف مصدر سابع، وهو مسؤول كبير في حماس، أن أحد العروض التي قدمتها إسرائيل تضمن إنهاء الحرب إذا أخرجت حماس ستة من كبار القادة من غزة. لكنه أضاف أن حماس رفضت "قطعا" هذا الاقتراح.

كما أوضح أن القائمة ضمت مدبري هجمات حماس في السابع من أكتوبر، وهما يحيى السنوار ومحمد الضيف، اللذين توعدت تل أبيب سابقا باغتيالهما.

وتكثف واشنطن فضلا عن الدوحة والقاهرة جهودها من أجل ارسال اتفاق يهدئ الوضع المتفجر في القطاع الفلسطيني والذي هدد بتوسع الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية أشمل. فيما أكد مسؤولون أميركيون أن حماس طلبت ضمانات لعدم ثقتها بالجانب الإسرائيلي والتزامه بأي اتفاق يبرم.

إطلاق 100 أسير

يذكر أن هدنة سابقة كانت استمرّت أسبوعاً في أواخر نوفمبر الماضي (2023) أتاحت إطلاق سراح حوالي 100 أسير من الذين اختطفتهم حماس خلال هجومها المباغت على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر.

ويومها أطلقت الحركة سراح هؤلاء الأسرى مقابل وقف إسرائيل إطلاق النار وإفراجها عن 240 سجيناً فلسطينياً.

وبحسب السلطات الإسرائيلية التي تتعرّض لضغوط شديدة من عائلات الأسرى للقبول باتفاق تبادل جديد فإنّ 132 أسيراً لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، 28 منهم يعتقد أنّهم ماتوا.