�ذّرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (ألفاو)، من أن الهجمات الحوثية على سفن الشحن في البحر الأحمر، وتداعياتها، قد تؤدي إلى تفاقم حالة الأمن الغذائي والأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن خلال الأشهر القليلة القادمة.
جاء ذلك في تحليل للمنظمة الأممية عن الوضع الغذائي في اليمن خلال فبراير الفائت، والرؤية الاستشرافية للأشهر القادمة مع استمرار أزمة البحر الأحمر.
وقالت المنظمة في تحليلها الصادر أمس الخميس "بما أن اليمن يعتمد بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاته الغذائية، حيث يتم استيراد حوالي 90 بالمائة من الحبوب الأساسية، فإننا نتوقع أن تؤدي الأزمة الحالية إلى تعطيل أو عرقلة حركة البضائع، مما يؤدي إلى نقص الغذاء في الأسواق على الأقل في المدى القصير. المدة (من مارس / أبريل)".
وأضافت أنه وفي حال استمرت الأزمة، فسوف يؤدي ذلك إلى "تسريع تكاليف الشحن المتزايدة بالفعل، مما قد يؤدي إلى مزيد من التأخير في التسليم، أو حتى إلى التعليق الكامل لطرق التجارة وإغلاق الموانئ اليمنية. ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى ندرة الإمدادات الغذائية وارتفاع الأسعار لاحقًا".
وتابعت: "ونتيجة لذلك، فإن السكان الضعفاء، بما في ذلك الفقراء والنازحين داخليا، سوف يكافحون من أجل شراء المواد الغذائية الأساسية".
وحذّر التحليل من أن زيادة الأنشطة العسكرية في البحر الأحمر، تنطوي على خطر تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الموانئ ومرافق التخزين. وهذا يمكن أن يعيق كفاءة توزيع وتخزين المواد الغذائية في اليمن، مما يزيد من تفاقم انعدام الأمن الغذائي.
وأضاف أن تصاعد الأزمة قد يجبر الصيادين اليمنيين على التخلي عن أنشطتهم بسبب زيادة انعدام الأمن في البحر وفي مواقع الإنزال. ولن يؤثر ذلك سلبًا على دخلهم فحسب، بل سيؤثر أيضًا على توافر الأسماك في الأسواق، مما يقلل من مصدر البروتين الحيوي للسكان.
وبشأن المساعدات الإنسانية فقد توقع التحليل أن أزمة البحر الأحمر يمكن أن تؤدي إلى تعقيد عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، حيث تعتمد المنظمات الإنسانية بشكل كبير على الطرق البحرية لاستيراد الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى إلى المناطق المتضررة، مشدداً على أن أي تعطيل أو انسداد لهذه الطرق سيعيق إيصال المساعدات، مما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بين السكان الضعفاء بالفعل.
وفيما يخص تداعيات الأزمة على الوضع الاقتصادي الهش في البلاد، قال التحليل "قد يؤدي تفاقم الأزمة في البحر الأحمر إلى تفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي في اليمن. وقد تنخفض التحويلات المالية، وقد يرتفع التضخم، وقد تنخفض قيمة العملة الوطنية، مما يجعل الغذاء والسلع الأساسية الأخرى أقل قدرة على تحمل تكاليفها بالنسبة لليمنيين العاديين".
وختم التحليل التأكيد على أنه "من المرجح أن يؤدي تصاعد الأزمة في البحر الأحمر إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في اليمن في عام 2024، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة بالفعل".
وأكدت منظمة الأغذية الأممية على أن الجهود الفورية لتهدئة التوترات وتسهيل التدفق المستمر للإمدادات الغذائية التجارية والإنسانية أمر ضروري للتخفيف من التأثير السلبي المتوقع على اليمنيين.