عدن.. نزوح من المنازل إلى الفنادق والسواحل هربًا من لهيب الحر

محليات
قبل شهر 1 I الأخبار I محليات

امتلأت شوارع العاصمة عدن بالمواطنين الهاربين من جحيم المنازل مع انقطاع التيار الكهربائي في المدينة لأكثر من 16 ساعة في الجرعة الواحدة وسط أشعة الشمس الحارقة ودرجة حرارة عالية تعدت الـ35 درجة.

مواطنون في مديرية المنصورة أوضحوا بأن خدمة الكهرباء توقفت عن مساكنهم منذ الساعة 10:40 من مساء يوم الأحد 12 مايو 2024م ولم تعد مرةً أخرى رغم مرور أكثر من 16 ساعة 

مواطنون آخرون في مديرية خور مكسر لفتوا إلى أن الكهرباء انقطعت عن منازلهم عند نحو الساعة الواحدة ظهرًا من يوم الأحد 12 مايو وظلت منقطعة حتى عادت عند الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الاثنين 13 مايو أي أنها تخطت حاجز الواحد والعشرين ساعة، واشتغلت لمدة ساعتين فقط ثم انقطع التيار الكهربائي مرةً أخرى في جرعة جديدة لا يعلموا كم ستستمر.

سكان من مديرية المعلا أفادوا بأن الكهرباء غابت عن مساكنهم في تمام الساعة الخامسة من عصر يوم الأحد (أول من أمس) واستمر الانقطاع لمدة 22 ساعة حتى عادت الكهرباء الساعة الثالثة من عصر الاثنين (أمس ).

ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد فقد ازدهرت تجارة الثلج والإقبال على الفنادق في العاصمة عدن بشكل كبير، حتى أن محلات بيع الثلج نفدت ما لديها من مثلجات أسرع من ذي قبل.

عدد من المواطنين في العاصمة عدن تحدثوا عن قيامهم بالاستدانة وتحمل أعباء إضافية أخرى من أجل أن يستأجروا غرف فندقية في ساحل أبين والتي رفع مالكوها الأسعار الضعف دون رقابة من وزارة السياحة التي تفرض على المواطنين ضريبة 3 % عند شرائهم أي وجبة أو مشروب من أي مطعم في العاصمة عدن، حيث تخطى سعر الغرفة الواحدة في أحد فنادق ساحل أبين مبلغ المئة ألف ريال يمني لمدة يوم واحد فقط مقابل تشغيل جهاز التكييف دون انقطاع.

من جهةٍ أخرى ازدادت الزيارات إلى الشواطئ البحرية والكورنيشات من قِـبَـل مواطنين مجبرون على ارتياد السواحل علاوةً على المنتجعات والشاليهات وذلك لعدم امتلاكهم مبالغ خيالية لحجز تلك الأجنحة الفاخرة التي لا يسكنها سوى الطبقتين (المخملية، والبرجوازية) في مدينة يقبع الملايين من سكانها تحت خط الفقر.

ومن حينٍ إلى آخر يتم تخدير المواطنين بالحقن المهدئة من خلال إطلاق منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي عن وصول قاطرة ديزل هنا، وقاطرة مازوت هناك، وسفينة وقود في الجانب الآخر من بحر مديرية البريقة.

واستغرب العديد من السكان بشأن عدم مقدرة حكومة شرعية معترف بها دوليًّا من شراء سفينة محملة بـ32 ألف طن من الديزل لتعبئة محطات توليد الكهرباء في العاصمة عدن لإنهاء هذه المعاناة والأزمة، متهكمين من المنشورات التي أفادت بأن حكومة الدولة ليست لديها نقود لشراء الشحنة بل وإجرائها حوارًا مع مالك السفينة لأخذ الكمية التي على متنها بالآجل أي بـ (الدين).

وفي موازاة ذلك تقوم حكومة المعاشيق بدلًا عن قيامها بتوفير وقود المازوت لكهرباء محافظة حضرموت فإنها تفاوض محافظ المحافظة لكي يمنحها جزء من كمية المازوت التي على متن السفينة القادمة إلى ميناء الضبة الحضرمي والتي هي مخصصة لكهرباء المكلا والساحل.

متابعو مواقع التواصل الاجتماعي قالوا "إن الناطق الرسمي باسم مؤسسة كهرباء العاصمة عدن نوار أبكر أكد بـ (أن خدمة الكهرباء ستشهد تحسنا في الأداء وانخفاضا تدريجيا بساعات الانطفاء ابتداءً من الاثنين (أمس) وتحديدًا من بعد الساعة الحادية عشر صباحًا وذلك بعد عودة محطات التوليد إلى الخدمة وانخفاض الأحمال)".

وأضافوا بأنه على العكس تمامًا فالخدمة شهدت انتاكسة أكبر، فقبل نزول تصريح الناطق باسم الكهرباء كان عدد ساعات توقف الكهرباء عن التشغيل 12 ساعة، لتزداد ساعات الانقطاعات بعد نشر تصريح الناطق الرسمي للكهرباء إلى 22 ساعة مقابل ساعتين اثنتين (تشغيل) فقط.